تقارير

هل يقود ارتباك المشهد السياسي في السودان إلى مصالحة وتوافق يجنب البلاد خطر الانزلاق في الفوضى والتقسيم

اتسم المشهد السياسي في السودان في الآونة الاخيرة بالإضطراب والضبابية.
وبات واضحاً للمراقبين والمهتمين أن المشهد السياسي بعد أكثر من عامين من عمر الفترة الانتقالية مازال يعاني ارتباكا واضحاً وان الحرية والتغيير ليس لديها برنامج واضح.
واعتبر الخبير والمحلل السياسي الدكتور محمود تيراب في تصريح صحفي أن عدم وجود برنامج متفق عليه لحكم البلاد خلال الفترة الانتقالية وبعد سقوط النظام السابق، كان أحد عوامل عدم الاستقرار السياسي والأمني واهتزاز الثقة بين مكونات الفترة الانتقالية، مما أثر على قطاعات واسعة من الشعب السوداني وتسبب في شلل في حركة مرافق الدولة.
َوراى تيراب أن عدم الثقة والتخوين وشيطنة أطراف الحكم الانتقالي أسهمت بدورها في تعطيل دولاب العمل بالدولة والتأثير على الإنتاج والأداء العام للجهاز التنفيدي، مشيراً في هذا الخصوص إلى حديث القائد مالك عقار عضو مجلس السيادة رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان النيل الأزرق والذي ذكر، ان الأحزاب لديها فوبيا من العسكر وهي في الأصل تخشى الانتخابات وتعمل على إطالة عمر الفترة الانتقالية.
وذهب في ذات الاتجاه المحلل السياسي حسين النعيم بأن عدم وضوح الرؤية بالنسبة للمتظاهرين بخلاف شعارهم “لاتفاوض، لاشراكة لا اتفاق” ادخل البلاد في دوامة التظاهر دون مراعاة لجدوى هذا التظاهر ونتائجة التي من بينها التسبب في إرباك المشهد وتعطيل طاقات الشباب في البناء وقيادة عمليات التنمية وهو ما تسبب في أحداث ندوة شمبات.
وأشار النعيم إلى موقف حزب الامة القومي الذي اتسم بالتردد واعتبره لم يساعد في إيجاد الحلول لإخراج البلاد من أزماتها بل أن قيادات الحزب المنقسمة على نفسها زادت من تشتيت جهد الحرية والتغيير منوهاً إلى أن معظم أحزاب قحت لا ترغب في إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
بينما عد تيراب تلويح رئيس الوزراء عبد الله حمدوك باعتزامه تقديم استقالته من رئاسة الحكومة بأنه محاولة لارباك المشهد وفتح الباب واسعا لمزيد من التدخلات الخارجية وزيادة التعويل على المجتمع الدولي لإنقاذه، الأمر الذي لا يعدوا كونه ذر للرماد في العيون وتضليل الرأي العام لتغطية الفشل والانصراف عما يجب عليه عمله تجاه تحقيق التوافق بين مكونات المجتمع لإنجاز التحول الديمقراطي في البلاد.
وبحسب الخبراء فإن تداعيات الارتباك الحالي في المشهد تشكل خطورة كبيرة على مستقبل السودان وأمنه واستقراره، فإما أن يجاوب السودانيون على السؤال؛هل بمقدورهم تجاوز خلافاتهم والعبور لمرحلة المصالحة الوطنية الشاملة والتحول الديمقراطي المنشود أو الانزلاق في الفوضى والاحتراب؟ وبالتالي فتح الباب على مصراعيه لتقسيم السودان إلى دويلات متحاربة.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى