أعمدة

هيثم محمود يكتب: نعم للتسامح والتسامي لا للعنف والقتل(٢)

هيثم محمود يكتب: نعم للتسامح والتسامي لا للعنف والقتل(٢)

منذ خواتيم العام ٢٠١٨ لم تتوقف المظاهرات التي توجت باعتصام القيادة العامة في السادس من أبريل ٢٠١٩ وحتى إنقلاب إبن عوف على الرئيس البشير في ١١أبريل.. غادر إبن عوف المشهد تلاحقه اللعنات وتسلم البرهان السلطة ولم تبارح التظاهرات مكانها.. حضر آبي احمد وولد لبات ولم يتركوا سياسياً أو ثائراً أو عاطلاً أو منظراً إلا وحاوره ليتوج ماريثون الحوار بوثيقة دستورية تقاسم بموجبها المكون العسكري مع المدنيين السلطة

*رغم الإتفاق والتوقيع على الوثيقة الدستورية ظل الإعتصام مستمراً أمام ساحة القيادة العامة للقوات المسلحة حتى تم فضه في أكبر مجزرة تاريخة في العصر الحديث، رغم ذلك فشلت لجنة أديب في الوصول للجناة وتقديمهم للعدالة مع أن راعي الضأن في بادية كردفان يعلم تفاصيل قضية فض الاعتصام من التخيط إلى موافقة جميع الأطراف وحتى التنفيذ!!.*

*للأسف لم تتوقف الدماء عند جريمة فض الإعتصام وظلننا في كل تظاهرة نفقد دماءً عزيزةً من شباب السودان وقواته النظامية، فما أن تخرج مظاهرة حتى تتناقل الوكالات أعداد الجرحى والقتلى والمصابين من المتظاهرين والقوات النظامية دون أن تصل السلطات للجناة!!.*

*مؤسف أن تدون كل بلاغات قتل المتظاهرين ضد مجهول أو طرف ثالث ظلت السلطات الأمنية تتحدث عنه دون أن تقدم دليلاً او مجرماً واحداً للعدالة، مؤسف حقاً أن تشهد كل تظاهرة حرق لمراكز الشرطة وإتلاف لناقلات الأجهزة الأمنية مع الاحتفال بالنصر، مؤسف جداً أن تتناقل الوسائط إساءات متبادلة وعبارات نابية بين السلطات والمتظاهرين!!.*

*منذ قرارات البرهان في ٢٥ أكتوبر الماضي التي قام من خلالها بحل حكومة حمدوك التي فقدت عناصر وجودها وثار عليها (القحاتة) قبل الشعب وانقسمت بسببها قوى الحرية والتغيير وحتى عودة حمدوك واستقالته لم تنحسر المظاهرات ولم تتوقف الدماء وأصيبت الحياة العامة بشلل كامل حتى فكر معظم الشعب في مغادرة البلاد.*

*رغم أن الدساتير والقوانين تكفل حق التعبير والتظاهر السلمي إلا أن التظاهرات عندنا ظلت تتجاوز السلمية وتعيق حركة المجتمع إذ يقوم الثوار بتتريس الشوارع واتلافها وتقوم السلطات بتتريس الكباري والجسور بالحاويات والشوارع بالأسلاك الشائكة مع قطع كامل الإنترنت والإتصالات لتضيع أيام وأشهر من عمر الشعب السوداني دون عطاء، وللاسف الشديد فقد ظلت الأحزاب تستثمر في هذه الأجواء الملطخة بدماء الشباب والمعطلة لمكتسبات الشعب دون وازع ديني أو أخلاقي!!.*

*علينا أن نعلم أن الدماء التي تسيل والأرواح التي تزهق هي خصما على هذا الشعب وعلى مستقبله وعلى السلطات الأمنية أن تدرك أن دورها هو حماية التظاهرات وصون أرواح الشباب وممتلكات الشعب وكذا على المتظاهرين أن يعلموا أنهم ليسوا في عداء مع السلطات الأمنية فكل نقطة دم تسيل تظل وصمة عار على جبين السودان، فأسوأ ما انتجته هذه الثورة هو هتاف (الدم قصاد الدم) الذي أصبح يردده حتى الصغار.. التحدي الذي أمامنا هو تحويل هذا الشعار ل (الدم قصاد الإستقرار) و( الدم فداء الوطن).*
*نواصل..*

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى