مقالات

د. ابراهيم الصديق علي يكتب .. “أنس الجسارة”

في لقاء خاص، تحدث الرئيس عمر البشير بصفاء وذهن متقد واستشهد بشطر من قصيدة صلاح احمد ابراهيم :
آخرُ العمرِ، قصيرًا أم طويلْ..
كفنٌ من طرف السوق وشبرٌ في المقابر….
نهض من بين الحضور الأخ أنس عمر، وانتقي ابيات من ذات القصيدة، واذكر انه اختار :
يا منايَا حَوِّمِي حول الحِمَى واستعرضِينا واصْطفِي
كلَّ سمحِ النفس بسَّامِ العشيات الوفي
الحليم العِفِّ كالأنسام روحًا وسَجَايا
أريحي الوجه والكف افترارًا وعطايا
فإذا لاقاك بالباب بشوشا وحفي
بضميرٍ ككتاب الله طاهر
اُنشبي الأظفارَ في أكتافه واختطفي
وأمانُ الله منا يا منايا
كلما اشتقتِ لميمونِ المُحيَّا ذي البشائر .. شرّفِي
تجدِينَا مثلًا في الناس سائرْ
نقهرُ الموتَ حياةً ومصائرْ..
ونقل المشهد بكلياته، من حالة السكون إلى موجة من السمو الشفيف، عبر من حالة الإنصات إلى فوران الفعال..
هكذا سمة هذا الفتى الجسارة والإقدام دون تردد ولذلك تجده دائماً يردد قصيدة عكير الدامر :
عهدنا معاك كنداب حربة ما بتتشلخ
وصرة عين جبل ملوية ما بتتفلخ
أكان ايدينا فيك من المسك تتملخ
السما ينتكى وجلد النمل اتسلخ..
هذه المواقف التي تشبهه، و المقامات التي يتطلع لها..
أعتقل الأخ الكريم أنس عمر فضل الله واخيه البسام البشوش خالد محمد نور وشقيقه الترمذي، منذ عامين دون اسباب قانونية وجيهه.. مع اننا كلنا نعرف ان الأخ أنس عمر تم حبسه لجسارته وهو يستهين بحكومة قحت ويصفهم ب(الهوانات)، ولم يجدوا وسيلة سوي حبسه، لقد اخافتهم كلماته، فهم نمر من ورق، وما قاله الأخ أنس عن حقيقة هؤلاء (الهوانات) توصل لها الفريق أول عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م..بعد أن ضاع من عمر البلاد والعباد أكثر من عامين، ما بين الطيش والنزق.. فلماذا بقى أنس وصحبه في المعتقل..؟..
لقد حرضت قحت على إعتقاله، لم يصبر ادعياء الحرية على مجرد تصريح، وقد جاء في الإنتباهة اون لاين يوم ١٦ أبريل ٢٠٢٠م وعلى لسان صديق يوسف السكرتير السياسي للحزب الشيوعي هذا النص ((أننا في قوى الحرية والتغيير طالبنا السلطات الحكومية باعتقاله وكل رموز النظام السابق الذين مازالوا يمارسون نشاطهم من خلال منظومة المؤتمر الوطني المحلول).. فهل ما زالت الحكومة تمرر أجندة الحزب الشيوعي وشركاءه؟..
دخل أنس كل بيت سوداني، وسكنت محبته في القلوب، من خلال برنامج ساحات الفداء، رسالة البسالة والوفاء للقوات المسلحة في دفاعها عن الوطن والأرض والعرض.. لم يكن مجرد برنامج، بل مجاهدة وصبر وشهادة وجراح وإحترافية.. كان مدرسة إبداعية، تقبل الله الشهداء وتقبل من اللاحقين..
وطالب جامعة ام درمان الأهلية، َالمشهور بنقاشاته وبشاشته ولين جانبه، أيضاً صاحب رؤية خاصة، وأذكر أنه احد الذين ابتدروا برامج الحوارات في التلفزيون ولم تستمر التجربة، فلم تتهيأ لها البيئة السياسية، ولكنها فكرة سابقة للآخرين في الدعوة للإنفتاح السياسي.. ويتمتع الأخ أنس بطابع إجتماعي ودود .. ولا ريب في ذلك فهو سليل بيت دين وعزة، شقيقه الأكبر بدر الزمان، وما ادراك ما بدر، وشقيقه الشهيد اللواء لقمان عمر.. ذلك بيت خيار من خيار..
وحين كلف والياً لولاية شرق دارفور، اثبت (اللواء أنس) انه قدر التحدي وأسقط رهانات كثيرة وهو ينقل الولاية من حالة التنازع إلى مشارف التنمية والعمار ووحدة وتماسك المجتمع وأصبح أنس (أيقونة) ، فقد صقلته تجربته العسكرية والأمنية مع نزعة القيادة..
لم يتهم الأخ أنس في قصور عن مهام ولا إهدار لمال عام ولا إخلال بوظيفة، فهو نموذج من أبناء الحركة الإسلامية تربوا على حسن الفعال وجميل الخصال.. وسيظلوا على عهدهم بإذن الله..
فك الله أسر اخي أنس وبقية إخوانه..
د. إبراهيم الصديق على

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى