د. عمر كابو يكتب في (ويبقى الود) .. عالم لا مكان فيه لغير الأقوياء!!
هذه أعظم حقيقة يجسدها واقعنا المعيش وينهض على صحتها ألف دليل حتي غدت من المسلمات٠
فأي دولة تضعف قيادتها وتهتز أمام المخابرات الأجنبية سيكون حظها من ذلك كله فقدان إرادتها وهوان كلمتها وذهاب ريحها وسيادتها..
في المقابل متى صدرت عن قيادة تلك الدولة ما ينبيء عن قوتها فسيحترمها العالم كله ويسعى بما أوتي من قوة إلى خطب ودها والتزلف لها ومعاملتها بالمثل من دون أي نظرة استعلاء أو استخفاف..
فحركة طالبان في أفغانستان حين تعاملت بالندية أجبرت العالم كله أن يركع عند قدميها وأن يستجديها فقط ليتمكن من سحب رعاياها خوفًا من بطشها بعد أن أرغمته على أن يعترف بها ودخل معها في مفاوضات جادة في الدوحة رضخ لكل شروطها حتى دان لها الأمر..
وكذلك إيران حين لم تستجب لحملة الترهيب ضدها والتخويف اضطرت أمريكا وأذنابها إلى أن يهرعوا إلى التفاوض معها عن يد وهم صاغرون فما وهنت وما ضعفت وانطلقت من موقف العزة بعد أن أرتهم من نفسها قوة..
على صعيدنا المحلي فالثابت أن الإنقاذ طوال ثلاثة عقود تعاملت معهم بندية ورفضت أي لغة ازدراء أو ترهيب أو تخويف أو ضغوط حاولوا مع قياداتها تجريب كل ألوان الابتزاز فما وهنوا و ما ضعفوا و لا استكانوا إذ أنهم تربية الحركة الإسلامية التي كانت تنطلق دومًا من إيمان ثابت بربها أنه ينصر من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء فحاولوا الدخول عليها من مدخل الترغيب فرفضت بشمم الركون إليهم و الاستجابة لإغرائهم ثم جربوا معها أسلوب الترهيب فشنوا عليها الحروب من فوقهم و من أسفل منهم من كل الجبهات الجنوب والنيل الأزرق وجنوب كردفان والقضارف وكسلا وبورتسودان وتشاد ودارفور لأكثر من عشرين عامًا ظلت خلالها عصية بفضل ربها على محاولات القهر و التركيع و صمدت وقدمت تضحيات عظيمة بالنفس و النفيس و المال والولد حتى أجبرتهم على السلام (٢٠٠٥) وفرضوا عليها مقاطعة اقتصادية طوال ثلاثة عقود فنجحت في تجاوز محنتها وتعدتها إلى مربع التنمية محققة أعلى نسبة نمو اقتصادي جعلها من بين الدول الست الأولى نموًّا اقتصاديًّا في إفريقيا شهادة صدرت من حمدوك عدوها الأول..
وسياسيًّا رضخ لها العالم بأسره وفتح معها حوارًا جديًّا توج بجملة تفاهمات كادت أن تنتهي بقرار رفع العقوبات عنها لولا تعرضها لخيانة عظمى انتهت إلى خروجها من السلطة وتسليمها لشرذمة من حمقى اليساريين فقضوا على بلاد كانت قبلة للعالم الصين وروسيا والخليج والعرب ومصر وسوريا وتركيا
كل ذلك تم لأنها رفضت أي مساس بعزة الوطن وكبريائه وسيادته وتعاملت من موقف القوة والاعتداد والعزة والكرامة..
اسألوا عن عوض الجاز كيف طرد السفير الأمريكي وقرر إنهاء فترته في السودان فجعله يسارع إلى الاعتذار ويتوسل إليه في خنوع عبر مجموعة من الدبلوماسيين
و اسألوا عن عثمان كبر كيف رفض استقبال البارونة كوكس ومنعها من الدخول عليه؟
واستمعوا خاشعين للبشير كيف أضحى نموذجًا للحاكم العربي القوي الذي أذل الطغيان الأمريكي و كسر الصلف اليهودي فخافوا بطشه وهابوا طلعته حتى قال الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي:— ((حين مددت إليه يدي لأصافحه شعرت لأول مرة أسلم فيها على رئيس إفريقي أنني أمام زعيم حقيقي ورئيس دولة بحق))
استدعيت ذلك لذاكرتي إنعاشًا لها حتى لاتنسى والخرطوم قد أضحت قبلة للأشرار المتربصين بنا من صهاينة وأمريكان وأجهزة مخابراتية غرهم ضعف حكامنا لينصب هؤلاء الأشرار أنفسهم حكامًا علينا بعد أن فرضوا سطوتهم وقراراتهم وتوجهاتهم على هؤلاء الحكام ضعفاء الشخصية..
من ينتظر من حثالة اليساريين موقف عزة وكرامة فهو ساذج مغفل لم يقرأ تاريخ تلك الأحزاب جيدًا ولا يعرف عن حقيقتها وأصلها إلا قليلًا..
راجعوا تاريخ أحزاب اليساريين تجدوا مؤسسيها كلهم من جذور وأصول يهودية؛ فالحزب الشيوعي مؤسسه يهودي وحزب البعث مؤسسه يهودي والحزب الجمهوري مؤسسه الهالك محمود محمد طه أول من كتب مؤلفًا أقام فيه الدنيا ولم يقعدها سماه((اصطلحوا مع إسرائيل)) ليؤكد عمالته وخبثه وخيانته منذ زمن بعيد٠
إنه زمان الخيبة والعار والهزيمة الذي كتب على خرطوم اللاءات الثلاث أن تتنكر لوقفاتها ونضالاتها وأن تتحول إلى عاصمة كسيحة منبطحة لا تكاد ترد عدوًّا عن نفسها، وستظل هكذا إلى أن يبعث الله لها من يجدد في شعبها فريضة الجهاد تلك الفريضة التي أحيتها الحركة الإسلامية دفاعًا عن ثوابت أمتها من قيم ودين..
حتى ذلك الحين لا تندهشوا إن غدت العبرية لغة رسمية في السودان٠
حاضرة:
إلى متى يظل المعتقلون السياسيون في حبسهم الظالم الطويل؟؟؟!!!