بيانات

يوسف عبد المنان يكتب : هلال ينتصر في غياب السوباط؟؟

لا ينكر الا مكابرا من جماهير الرياضة أن فريق الهلال الحالي الذي انتصر على الاهلي المصري عشية السبت التي طال انتظارها فريق صنعه وأشرف على تكوينه الراهن وانفق عليه من ماله الخاص رجل الأعمال هشام السوباط المطرود من البلاد بأمر السلطة والمرغوب عودته بأمر جمهور الهلال الوفي الذي هتف للسوباط من خارج ملعب الجوهرة الزرقاء وهذا الهلال الوسيم الجميل الذي حقق انتصارا مهما على الاهلي المصري فريق القرن ورابع بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة يستحق أن يحتفي به ويحظى بدعم الدولة أن كان هناك دولة ودعم الحكومة أن كانت هناك حكومة ودعم الشعب أن كان بجيبه جنيها بعد أن ضربته الفاقة وقهرته الحاجة
في زمان الهزائم والأحزان والإحباط واليأس والقنوط من المستقبل الذي يحدد ملامحه أناسا ليس منا ينتصر الهلال وتشرق شمس الأحد وتعود تجمعات الرياضيين في المحطة الوسطى بأم درمان سابقا ويلتهب الحوار عن كرة القدم وعن الهلال الذي فشل لسنوات في تحقيق مثل هذا الانتصار ومنذ أن غادر صلاح إدريس هذه البلاد مطرودا ومحسودا بعد أن أنفق نصف ثروته في فريق الهلال وصنع مجده وجاء بمحترفين من العيار الجيد مثل النيجيري يوسف محمد الظهير الطائر وجاء بالمهاجمين كالتشي وقدووين والمدافع الموزمبيقي داريو كان وسجل أمهر الاعبين في الساحة مهند الطاهر وانس النور وأنور الشعلة فاشتعل الهلال في الميادين حتى بلغ مراحل متقدمة من البطولة وهزم الاهلي القاهري والترجي ومولودية الجزائر وحصد الدوري الممتاز خمسة مرات بفضل المال والدعم الذي قدمه صلاح إدريس حتى نضبت خزائنه وخرج من البلاد ويعتقل ويسجن في السعودية وبكل أسف السودان دولة جاحدة للجميل تخلت عنه حكومة بلاده وتركته يصارع في السعودية التهم الكيدية الموجهة إليه ولو كان صلاح إدريس مصريا لوقفت مصر من أسوان إلى الإسكندرية داعمة له ولكننا في بلد صدق فيها قول ابن خلدون اما ماذا قال ابن خلدون فتلك قصة أخرى
لكن المهم الهلال الذي ينتصر الان ويزرع الابتسامات في زمن الإحباط ويفرح الجماهير صنعه رجلا اسمه هشام السوباط سجل المدافع السنغالي الحريف عثمان وجاء بالكنغولي مكابي وقبل ذلك المدرب فولران وهو مدرب يتقاضى مرتبا أعلى عشرات المرات من مرتب البرهان وحميدتي وربما يعادل مرتبات كل أعضاء مجلس السيادة وتكفل السوباط ومعه الشاب العليقي بمعسكر للفريق في دولة تنزانيا وثمرة كل هذا الإنفاق كان انتصار ليلة عصر السبت وسريان الأمل في الصعود للدور القادم إذا كتب للهلال تجاوز فريق القطن الكاميروني العنيد
هذا الفريق رئيسه مطرود من السودان ومهدد بالقتل من قبل بعض قادة السلطة بسبب خلافات مالية وتجارية لأن السلطة في بلادنا اليوم يجمع قادتها بين العسكرية والسياسة والتجارة والمال والكاكي يحمي التجارة والسلطة تحمي الاستثمار وقد وجد السوباط نفسه اعذلا من القوة وفي دولة القانون فيها لايزال يقضي إجازته في جزر البهاما فغادرها اسفانا غضبا ولكنه لم يتخلى عن جماهير الهلال ولا عن هذا الشعب النبيل والسوباط تلاحقه البلاغات الكيدية والمؤامرات الكبيرة والتربص والاحقاد والكراهية
ورأس الدولة وحامي حمى الضعفاء والمساكين والمظلومين الفريق البرهان لايحرك قلمه ليحمي رجلا يدفع ثمن وقوفه معه ودعمه له وعندما تعترك الأفيال تموت الحشائش وهوام الأرض
شكرا سوباط وانت تعيد للهلال شيئا من بريقه القديم والسوباط ربما شاهد هدير ام درمان يوم انتصار هلالها ولن يجد السوباط عزاء لنفسه المنكسره في حب امدرمان وأهلها غير أن يردد ابيات لعبدالقادر الكتيابي
تحن إليك اجنحتي وتهفو
مصدقة لخاطرة التمني
فأين ضفاف نهرك عن جفافي
واين صراحة النسمات عني
واشرعت المراكب خافقات
تجاوب خاطرات هواك بيني
حننت وخن في رئتي نوح
كان به تولول ريح جن
وزايلني ندى النيلين حتى
غدوت كطائر الجبل المسن

يوسف عبد المنان

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى