تقارير

داعش في السودان .. تفاصيل الاشتباك مع خلية جبرة

استيقظت الخرطوم على نبأ استشهاد (5) من عناصر وحدة مكافحة الارهاب والتجسس بجهاز المخابرات العامة في اشتباك مع خلية ارهابية لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) بحي جبرة بجنوب الخرطوم وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة فائقة صور للمكان ومعلومات شحيحة عن الحادثة بيد أن السؤال الذي طرح ..كيف وصل تنظيم داعش للسودان ؟ وهل هناك خلايا أخرى موجودة ؟ الحادثة قادت لتخوف الكثيرين خاصة مع الحالة الامنية المتردية وانتشار عصابات النهب أو مايعرف شعبياً بـ(9) طويلة وان انضمام داعش في ظل الاوضاع الحالية يهدد الامن القومي للسودان

عملية جبرة
كشف جهاز المخابرات العامة في بيان له ان العملية نفذت في إطار الجهود المبذولة من قبل جهاز المخابرات العامة نحو تأمين واستقرار البلاد وبتنسيق تام مع الاجهزة الامنية لمحاربة ومكافحة الانشطة الإرهابية المتطرفة، وبناءا علي توفر معلومات عن خلية تتبع لداعش الارهابية تم صباح اليوم تنفيذ عملية امنية للقبض علي هذه المجموعة باحياء جبرة مربعي( ١٨ و١٤) والازهري مربع( ١٤) قامت قوة من جهاز المخابرات العامة المختصة بتنفيذ المداهمة لكافة المواقع التي يختبئ فيها الإرهابيون، واسفرت العملية في القبض علي عدد (١١) من الارهابيين الاجانب من جنسيات مختلفة، حيث قامت المجموعة الارهابية بجبرة مربع (١٤) اثناء العملية باطلاق الرصاص علي القوة المنفذة ، واحتسب جهاز المخابرات العامة خمسة شهداء منهم اثنين ضباط وثلاثة ضباط صف واصابة ضابط بجروح ، ومن ثم لاذت المجموعة المكونة من اربعه ارهابيين اجانب من الهروب ، و جاري مطاردتهم للقبض عليهم

تفاصيل جديدة
قام جهاز المخابرات العامة باتخاذ الاجراءات الروتينية بفتح بلاغ في الحادثة تحت طائلة قانون الارهاب والقانون الجنائي وبما أن وحدة مكافحة الارهاب والتجسس كانت تملك المعلومات الكافية فقد نصبت كمين بمدينة بحري إنتهى بالقبض على الهاربين من الاشتباك والقت القبض على (3) وكان أحدهم مصاباً باصابات بليغة بحي الصافية بوسط بحري وكشفت التحريات الاولية أن المجموعة من الاجانب وقد دخلوا البلاد فرادى منذ بداية العام الجاري وباجراءات سليمة وتجمعوا بالخرطوم ليكونوا خلية بدات تخطط للسيطرة على البلاد بيد أن جهاز المخابرات العامة قد حصل على معلومات عن ذلك التشكيل الارهابي ويراقب تحركات عناصره بدقة في مهمة أستمرت لاكثر من ستة اشهر خاطبت خلالها المخابرات الجهات المعنية لتنفيذ اوامر بالقبض عليهم بيد ان الاجراءات لم تكتمل وكانت المجموعة قد وصلت لمراحلها النهائية وبات الانتظار امراً صعباً فقامت بتكوين فريق نفذ عملية الدهم على كل المنازل المرصودة من قبلهم وتوقيف متهمين بيد أن المجموعة الاخيرة وكانت مسلحة وتمتلك اوقية من الرصاص قد هاجمت القوات واطلقت عليها الرصاص مما ادى لاستشهاد (5) من منسوبي وحدة مكافحة الارهاب والتجسس بينهم ضابطين

عين داعش على السودان
يقول الخبير الامني فتح الرحمن محمد فضل المولى أن تنظيم الدولة الإسلامية داعش تنظيم عالمي تلقى ضربات موجعة في افغانستان والعراق وليبيا ولكنه تنظيم يملك القدرة على التحرك والمواجهة ويبحث عن موطأ قدم له في احدى الدول وأن عين التنظيم على السودان قديمة بحكم موقع السودان المميز في القارة الافريقية مما يمكنه الانطلاق شرقاً وغرباً وجنوباً ليتصل مع جماعات ارهابية اخرى بذات الأيدلوجية منها (بوكوحرام ) وقال فضل المولى أن الظروف التي تمر بها البلاد في الوقت الحالي مغرية للغاية ، فهناك حكومة ضعيفة واضطرابات امنية بالولايات وتقليص دور جهاز المخابرات العامة الذي يمتلك امكانيات عالية في اختراق التنظيمات الارهابية لما يمتلكه من مصادر و دراسات عديدة قدم فيها حلول لمعالجة الظاهرة باعتبارها مشكلة فكرية واستخدم التجربة في خليتي السلمة والدندر واشار فضل المولى أن أستهداف جهاز المخابرات العامة من قبل لجنة ازالة التمكين وقوى الحرية والتغيير ومحاولاتهما هيكلته وتحجيم دوره سيكون على حساب الامن القومي

بئة التنظيم
واضاف المحلل السياسي عبيد مبارك أن تنظيم داعش ظهر في ليبيا والعراق وافغانستان بعد خراب تلك الدول وسقوط حكوماتها المتماسكة وقال البيئة التي تعيش فيها داعش هي البئية المضطربة سياسياً والتي تسود فيها الانفلاتات الامنية والخلافات السياسية مشيراً الى أنه تنظيم على درجة كبيرة من الوعي السياسي والاعلامي والقدرات العسكرية باعتبار أن عناصره يؤمنون بفكرة اقامة دولة الخلافة وهي فكرة مرتبطة بالعقيدة ويبقى أن مواجهته تحتاج لمؤسسة أمنية متكاملة تواجه وتعالج وأن تلك المؤسسة موجودة وهي التي كانت تسيطر على التنظيم في اوج قوته وقد صرفت عليها الدولة أموالاً طائلة للقيام بتلك المهمة التي يضحون من اجلها بارواحهم

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى