الأخبار

لواء شرطة م عثمان صديق البدوي .. (قيد في الأحوال) ..لجان المقاومة ، ليس إنشاء المجلس الثوري بالعواطف والتمنِّي !

جاء في الخبر أنّ تنسيقيات لجان المقاومة، قد فرغت من إعداد تكوين المجلس الثوري القومي الموّحد ، حيث أفاد عضو لجان مقاومة الخرطوم “عبد الباقي أبو هالة” ، وحسب صحيفة الانتباهة الصادرة أمس ، أنّ المجلس سيُعلَن قريباً في مؤتمر صحفي ، وقال أنّ هناك خطوة قادمة للإعلان عن مجلس تشريعي ومجلس وزراء ، وبيّن أنّ المجلس جسم قومي يمثل كافة الثوار برئاسة “الكندر” والد الشهيد أحمد كهرباء، وأضاف : “ومن ثم نتوجه لتكوين مجالس ثورية على مستوى الولاية، بعد التشبيك مع النازحين ” .

خيرٌ فعلت لجان المقاومة .. وأن تأتي متأخراً ، خيرٌ من أن لا تأتي… لكن… معلوم أنّ بناء أي تنظيم سياسي يبدأ من القواعد في كل ولايات السودان ، وليست الخرطوم وحدها التي تمثل هذا التيار العريض الذي كان السبب الأساسي في إشعال هذه الثورة ، والكيانات السياسية تُبني بالعقول لا بالعواطف.. فالعاطفةُ إندفاعٌ أعمى، والعقلُ رويّةٌ بصيرة.

وحتى يبني هؤلاء الشباب جسماً سياسياً قوياً مصادما ، يجب أن يُشكِّلوا لجنة تمهيدية، تخاطب كل قواعد لجان المقاومة بالولايات ، وتطلب منهم وخلال شهر واحد ، إرسال مرشحيهم من خيرة الكفاءات ، وما يؤكد المؤهلات بالمستندات، وألّا يزيد مرشحو الولاية عن سبعة أشخاص ، وياحبذا لو تم الإختيار من الخريجين المستنيرين ،المشبّعين بالوطنية ، حتى يكون أي واحدٍ منهم على أهبة الإستعداد ليتولّي أي منصب من مناصب الدولة ، متى ما تم اختياره ، وما أكثرهم وأكفأهم في هذا الوطن المعطاء .. لكن للأسف لم تُتح لهم الفرص ، ولم تُفتح لهم أبواب السياسة التي أمست حِكراً على الذين يتهافتون عليها ويجرون وراءها ، ولا تجري وراءهم لإقناعهم ! .

وحتى لا يُفتح الباب لشخصيات من أحزاب، تتسلّق عبر لجان المقاومة ، مثلما حاولت من داخل المسيرات ، ولم تنجح ! ….. المطلوب بناء هذا المجلس الثوري في العلن ، وإعلان أسماء ممثلي الولايات ، وتحديد قيام المؤتمر القومي للجان المقاومة في الخرطوم ، ليجمع كل ممثلي الولايات ، ثم اختيار المجلس الثوري القومي من داخل المؤتمر بالإنتخاب المباشر .

بهذا الفهم يصبح للجان المقاومة في السودان كيان سياسي شرعي، من حقه أن يضع خطته في كيفية استلام السلطة ، وكيف يُحكم السودان، ببرنامج محدد . ومعلوم أنّ السلطة لا تُستلم إلا عبر تنظيم معلوم ، يضمن استقرار البلاد ، له خطته وبرنامجه ، فالأمر أمر إدارة دولة بكاملها ، وإذا كان المستعمِر لا يسلِّم السلطة إلا بعد إقتناعه بكيان وطني قادر على إدارة الدولة ، فكيف بحالنا نحن داخل الدولة ؟!.

أمّا أن نقرأ تصريحات هي تمنيّات واجتهادات من أفراد ، قد تكون وراءها جهات ، هذا لعمري لن يقدِّم سفينة لجان المقاومة خطوة للإمام، ولن يؤسس لكيان سياسي قومي فاعل .

والله من وراء القصد

لواء شرطة م
عثمان صديق البدوي
21 سبتمبر 2022

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى