(تأملات) .. جمال عنقرة أم تي ان MTN .. عذرا واحتراما
علاقاتي مع الهواتف النقالة تقوم كلها علي الصدفة، وآخر صدفة تلك التي جمعتني مع شركة “أم تي ان” قبل نحو خمسة أعوام أو يزيد، حيث التقيت في مناسبة عامة أحد شباب قسم التسويق في الشركة، أظن اسمه محمد بشير، وقدم لي شركتهم بصورة مقنعة، ودعاني إلى حمل هاتفهم، ووعدني برقم مميز، ووعدته بالزيارة في أقرب فرصة إن شاء الله، وفي يوم ليس بعيد من ذاك اليوم الذي تم فيه اللقاء وجدت نفسي قريبا من مقر الشركة في شارع البروفيسور عبد الله الطيب في المنشية، فوجدتها فرصة للوفاء بوعدي، وسجلت لهم زيارة، وأحسن الأستاذ محمد بشير وصحبه إستقبالي، وقدموا لي عددا من الأرقام المميزة، اخترت واحدا منها، وأذكر مرة اتصلت علي أحد الأصدقاء من هذا الرقم، فقال لي “رقمك ده الواحد عشان يرد عليه، يقف انتباه، ويعمل تعظيم سلام”
أعتقد أن الشهر الذي أخذت فيه رقم MTN كان ما بين مارس وأبريل تقريبا، وفي حوالي شهر اكتوبر أو نوفمبر ضاع مني الهاتف الذي كان يحمل هذه الشريحة، ومعها شريحة أخري من شركة اتصال ثانية، فاستخرجت الشريحة الثانية لأنها كانت معروفة لأكثر المتعاملين معي، ولم أهتم بشريحة أم تي ان التي كان عهدي بها بضعة شهور فقط، وفي العام التالي طلبت السلطات الحكومية من جميع شركات الاتصالات تجديد بيانات عملائها، فجددت بيانات الشركة الأخري، وقلت لا بأس من تجديد بيانات أم تي ان إذا كانت لا تزال في اسمي، فمررت علي مكتبهم في شارع الموردة أم درمان، في حارة اليهود جوار المحكمة الشرعية، فوجدت الشريحة لا تزال في إسمي، فجددت البيانات، وسددت الفواتير القديمة، واستخرجت شريحة جديدة.
لاحظت أن أكثر الأجانب، لا سيما الأحباش يستخدمون أم تي ان، ولما سألت عن السر في ذلك، قالوا إنها الأرخص سعرا في المكالمات الدولية، والأكثر التزاما بالحساب بالثانية، فصرت استخدمها في كل مكالماتي العالمية، وفي الخط الآخر غير التي معي، وظللت علي هذا الحال لعام كامل، وظلت أم تي ان تقدم لي خدماتها دون إنقطاع طوال العام، ودون أن اسدد مليما واحدا، وفي نهاية العام، وأظن في منتصف شهر يناير من العام الجديد ذهبت لمكتب الشركة لسداد الفاتورة، فوجدت فاتورة العام لا تزيد عن فاتورة ثلاثة شهور فقط للشركة الأخري، رغم أني لا استخدم الشركة الأخري إلا في المحادثات داخل الشركة، مع ملاحظة مهمة وهي أن الشركة الأخري أحرص علي أن أسدد لها مقدما، ومع ذلك بمجرد نفاذ رصيدي يتم قطع الخدمة، وأذكر في شهر من الشهور قطعوا الخدمة لمتاخرات ثلاثة جنيهات فقط، وكنت قبلها قد سددت لهم مبلغا محترما كفاني شهور عدة، أما أهل أم تي ان فيحافظون علي الخدمة لعام كامل دون سداد، وظللت أدفع لهم فاتورة العام في العام الذي يليه في شهر يناير، وأحيانا في شهر فبراير.
هذا العام ٢٠٢٢م، فات علي سداد فاتورة العام السابق ٢٠٢١م، حتى فاتت شهور يناير وفبراير ومارس، ودخل شهر أبريل، ومع المشغوليات وشهر رمضان، وأشياء أخري لم أتذكر سداد فاتورة عام ٢٠٢١م، رغم تواضعها، إلى أن فوجئت اليوم برسالة لطيفة ورقيقة تفيد بوقف الخدمة والدعوة لمراجعة أحد مكاتب خدمات المشتركين، فوجدته لزاما قبل الإعتذار للشركة المحترمة علي هذا التهاون والتراخي، لا بد من تسجيل صوت شكر علي الملأ لهذه الشركة المحترمة، والتي تحترم عملائها ومشتركيها، واعترف أن الإهمال كان من جانبنا، وليس له ما يبرره سوي التهاون والتراخي، ونجدد شكرنا وتقديرنا للشركة المحترمة، مع الإعتذار.