(رؤى متجددة) .. أبشر رفاي ..حجية سياسية قطعت ثم عادت ولما استحكم سريانها قطعت تاني (دي شني )

تعتبر الاحاجي من اشهر انماط ثقافة الموروث الشعبي في ايام الطفولة ، ولا شك للاحاجي ميزات ايجابية تربوية توعوية تصب في حاصل جمع قدرات الطفولة قدراتها الخاصة بتنمية مدارات التفكير ومدارك الوعي الفطري والمكتسب … من اشهر العبارات التقليدية للاحاجي ، عبارة حجيتك مابجيتك ، وبطريقة اخرى حجيتك ما حجيتك ، حيث يقول المحجى ( بضم الميم) حجبت ، بمعنى قل أحجيتك ، فيقول المحجي كان يا ما كان في قديم الزمان والى الحكاية .. ومن اشهر صور الاحاجي احاجي الحبوبات ، وهي احاجي صادرة عن على ثلاث حواضن ومنطلقات ، احاجي روعة مترعة بالحب والجمال والدفئ والحنين واحاجي مروعة مرعبة مملوءة عن اخرها بمرعبات قصص البعاتي والغول وام خراطة والسحرة ، واحاجي مسلسل الخيال الخصب اللامتناهي عبر القدرة السردية الهائلة لمجتمع الحبوبات والتي تقابل احاجي الجدات ، قصص وحكاوي الجدود قصصهم مع الفراسة والمغامرات والكرامة والجود والجوديات والهيانة والاهانة والهوانات …ومن اشهر الاحاجي احجية ام ضبيبينة وسببها شهرتها على مايبدو مضمونها الاجوف وتكرارها الممل ، فلذلك يقال لك في العادة الكلامية ، انت فلان ده لسع يردد في حجوة ام ضبيبينة دي ، وكذلك للحجوة علاقة بالذباب ( الضبان) …. وبالرجوع الى الحجوة عنوان القراءة ( قطعت ثم عادت ولما استحكم سريانها قطعت تاني) هي حجوة معروفة لانها صارت حجوة ام ضبيبينة (الكهربا جات الكهربا قطعت )الطاقة الكهربائية ببعدها الخدمي والانتاجي والحيوي الحضري وريفي حضري لم تمر البلاد على طول تاريخها بتجربة اسوأ من التجربة التي مرت وتمر بها في ظل التغيير ، في حين كان يرى كثير من المتفاءلين بان اوضاع الطاقة عموما والكهرباء على وجه الخصوص ستكون اكثر كفاءة وفي احسن حالاتها توليد وامداد مستدام وشبه ، حسب ماتغنى به كبار وصغار مواسير الوعود الزائفة بالداخل والخارج ، حتى وصل الامر الى مرحلة البرمجة الموضوعية وتخطاها الى البرمجة المرضية ، ليقف الحال اليوم عند حافة المرض العضال ، الذي يجعل الكل يتداعى بالقلق والسهر والحمى …. نعم قطعت ثم عادت ولما استحكم سريانها قطعت ، لان اصل الحكاية قائمة على ايقاع التمتم تمتم الزمن التمتام ( ادونا كهربتكم نولع ونتهبب ونديكم كما اديتونا كاروشة حمو النيل تمسكم ) .. ان الواقع المرير الذي يعيشه المواطن اليوم مع خدمة الكهرباء وفي مواقع اخرى مع الماء راجع الى خلل مرجعي لمابعد التغيير مثل حالة عدم الاستقرار السياسي والاتجار في الحالة ، تسييل هيبة الدولة خلل وقلع دولاب الحكومة ، شح وانعدام وترشيد المكانيات التشغيلية المتاحة ، غياب الانتاج والانتاجية ، شراهة الاستهلاك وشروره السلوكية والجنائية ، غياب فرص الطاقة البديلة ختاما تؤكد الرؤى بان مشهدنا السياسي مشهد مركب بالغ التعقيد ولكن لحسن الحظ مقدور على حل تعقيداته وتحويل تحدياتها ومهدداتها الى فرص يستفاد وحل تعقيدات المشهد الوطني يتطلب اعمال محاليل كميائية محددة تعطي على الفور نتائج تفاعلية ايجابية مبهرة ، ولكن للاسف الشديد لا حلول تقدم ولاحلول يؤخذ . فنصيحتنا الغالية للذي يريد ان يخرج بالبلاد من واقعها المأزوم عليه ان يلزم ثلاث مسارات محددة ، مسار ادارة الازمة بعناصرها المحددة ، ومسار حل القضية بأبعادها ومساراتها المعروفة ، ومسار الرؤية المستقبلية .. اذن انت اذا لم تعالج ابتداءا الازمة بوصفها اسوأ مظاهر واعراض القضية لن تحل القضية وحل القضية يعتبر مقدمة منطقية موضوعية للرؤية المستقبلية .والله المستعان ..