تقاطع المصالح مابين الاتحاد الافريقي وايغاد والبعثة الاممية
ابدت وزارة الخارجية ثناءها علي الدور الايجابي للاتحاد الأفريقي والايغاد في العملية السياسية بالبلاد وانهما فيما يبدو اكثر حرصا واقل اختلافا مع السلطات والتيارات الوطنية بالبلاد في غالب الاجراءات التي يتم اتخادها للعملية التسهيلية للتفاوض بين الاطراف السياسية بالبلاد من أجل الوصول الي صيغة تسوية تقود الي عملية وفاق ينهي حالة الاحتقان السياسي الذي تعيشه الساحة السياسية!
ولاول وهلة ربما يرى المراقبون في هذا الثناء ميلا انطباعيا وغير موضوعي في مقابل الرفض المبطن للبعثة الاممية ورئيسها ممثل الامين العام الخاص بالسودان “فولكر بيرتس” ولكن اذا تمعنا في الحقائق الموضوعية علي ارض الواقع نعلم تماما ان هذا الثناء نتيجة حيثيات موضوعية تعززها
الخبرات التراكمية السابقة للاتحاد الافريقي والمعرفة اللصيقة بمشاكل القارة وخاصة الساحة السودانية وتشابه قضايا السياسة والاقتصاد والتنمية في القارة يجعل من الاتحاد الافريقي وايغاد أكثر قدرة وتأهيلا لاختراق الانسداد السياسي بالبلاد عكس البعثة الاممية التي تختلف في الطبائع والتصورات بعيدا عن فهم طبيعة البلاد واهلها وثقافاتها المختلفة والاولويات التي تتبناها شعوبها بما يجعلها تختلف كليا عن اولويات المجتمع الغربي والتي ربما تصادم الثقافة المحلية للبلاد وظهر ذلك جليا في الاهتمام بقضايا النوع والحريات الشخصية وكثير من الاهتمامات التي لاتمثل اولوية للمواطنين او مثار اهتمام جدي بالنسبة لهم!
وكما يرى الخبراء والمراقبين ان جملة المصالح التي تعبر عنها البعثة كونها ذات طبيعة غربية تتقاطع وطبيعة القضايا التي تعيشها البلاد؛ وفي نهاية المطاف معلوم لدى الجميع ان الهيئة الاممية ليست سوى اداة يستخدمها الغرب لتنفيذ اجنداته الخاصة!
تجارب الواقع المعيش تبين نجاح الاتحاد الافريقي من قبل في الوصول بين الاطراف السودانية لاتفاق سياسي قاد الي استقرار مقبول ولم يكن ذلك ميسورا لاحد لولا مايتمتع به الاتحاد الافريقي من خبرة تراكمية ومعرفة بدقائق الساحة السياسية بالبلاد لان الاتفاق تم بعد خلاف كبير وحادثة كبرى هي مجزرة القيادة وذلك لاشك يعتبر أكبر دليل علي القدرة الفائقة والخبرة والمعرفة التي يتمتع بها الاتحاد الافريقي في التوسط لمعالجة قضايا الاطراف السودانية وهو مايزال يتمتع بذات المهارة والقبول لدى جميع الأطراف السياسية بالبلاد؛ وانه كما يرى الخبراء والمراقبين؛ كان من الممكن ان يكون الاتحاد الافريقي الوسيط الانسب وما يزال؛ لولا تعالي الامم المتحدة ومحاولاتها كالعادة السيطرة علي الاوضاع بما جعل من الامر وكأنه مجرد تنفيذ لاجندة خارجية! لا تهتم لخصوصيات مناطق النزاع او تراعي مصلحتها الحقيقية! ومن هذا المنطلق كان ثناء وزارة الخارجية نتيجة للمعايشة والتجربة والمعطيات المتوفرة للتعامل مع هذه الجهات!