حركة الحلو والمتفلتين يفضون نسيج لقاوة الإجتماعي والحكومة تتفرج بقلم :فاطمة لقاوة
معروف أن الحركة الشعبية ،حركة عُنصرية منذ تأسيسها ،وقد درجت على قتل الأبرياء من أبناء الرعاةو نهب أبقارهم وممتلكاتهم، في الحزام الممتد من كردفان إلى دارفور ،وحكومة المركز إستغلت عاطفة الرعاة ليخوضوا حروب وكالة عن دولة،في السابق ،بينما تتفرج عليهم الدولة اليوم دون أن توفر لهم الحماية وهم يواجهون مصيرهم في معارك غير متكافئة بين رعاة لا حول ولا قوة لهم وبين جيش متمرد يجيد التفلت والسرقات .
سقطت الإنقاذ إلا أن سياسة المركز لم تسقط بعد ،والسؤال الذي يدور بخاطري :هل لقاوة الكبرى ستكون أبيي آخرى ؟.
حركة الحلو ظلت خميرة عكننة ودائما ما تستغل الحركة الشعبية جناح الحلو في الجبال الغربية ،هشاشة البيئة الإجتماعية بين مكونات لقاوة ،ومتفلتي الحركة الشعبية ما زالوا يستهدفون أبقار وأرواح الرعاة في لقاوة ،وحكومة محلية لقاوة ولجنتها الأمنية متواطأة مع متفلتي الحركة الشعبية ،والولاية في ثبات عميق .
ما يدور في لقاوة الأيام الماضية هو واحد من إفرازات إتفاقية سورني المشؤمة التي هندسها عضو مجلس السيادة كباشي،والتي منحت أقزام الحركة الشعبية فرصة تمدد لم يكن يحلمون بها في عز تمردهم الذي كانوا محاصرين فيه داخل الكراكير.
منذ فترة بدأت الأحداث تتصاعد بذات الوتيرة المعهودة التي يستخدمها الحلو ومتفلتيه العنصريين ،وهم في جوبا يبحثون عن أطغاث أحلامهم العنصرية ويمنون انفسهم متوهمين بإقليم جبال النوبة العنصري الفكرة !البائس الواقع،والذي لن يستطيعون تحقيقه طالما يستهدفون القاعدة المجتمعية في المنطقة على أساس إثني.
للنضال أسس وقواعد إن لم تتوفر لا يمكن أن ينجح ،وما تقوم به حركة الحلو في جبال النوبة لا يمت للنضال بصِلة ولن يحقق أحلام الغلابة المكتوين بنار تفلتات جيش الحلو وتجاوزاته التي يرفضها الضمير الإنساني.
مجتمع لقاوة دائما مُعرض للهزات في بنياته من قِبل حركة الحلو والمتفلتين،والأبرياء من أهلنا -(مسيرية ونوبة وداجو)- دائما يعيشون في دوامة الضنك وفقدان الإعزاء ،وفي كل عام يتكرر السيناريو المعهود -(حركة الحلو تبحث عن موطئ قدم لمفاوضات كاذبة ،وتزكي نار الفتنة بين مكونات مجتمع لقاوة بينما الحلو ومن معه من عنصري الحركة، أبناءهم في الخارج متنعمين وهم ينقبون في كنوز الذهب )- من قتل مبهم بين جميع الأطراف وسرقة ونهب،وإعتداء ممنهج يهدف إلى فض النسيج الإجتماعي في لقاوة وإشعال نار الإحتراب القبلي خدمة لأجندة تجار الحرب.
خلال هذا الشهر شهدت لقاوة أحداث متكررة ومزعجة أرقت الجميع وإزدات وتيرتها أمس عندما قُتل أحد الرعاة وجُرح الآخر وتم نهب أكثر من ١٥٠رأس من الماشية ،وفي ذات التوقيت هناك أقوال بأن ثلاثة من أبناء الداجو قد قُتلوا وتضاربت الأقوال بأن أبناء الداجو كانوا قد شكلوا كمين تغطية لمتفلتي الحركة الشعبية جناح الحلو الذين نهبوا الماشية.
اليوم أصبحت لقاوة بحادث مؤلم مات ضحيته شاب من أبناء كمدا ،قيل انه جندي يتبع للقوات المسلحة وكان في طريقه نحو مزرعته(جنينه) ،مات مغدور والقاتل مجهول .
وما إن حلى علينا المساء إلا ونتفاجأ بمقتل الخال الباشمهند عبدالباقي عبدالرحمن الشاب المهذب من قبل متفلتي كمدا الذين تحركهم الحركة الشعبية على مرأى ومشهد من السلطات الأمنية في لقاوة،وتصاعد الأحداث يوضح بأن هناك آيادي خفية تحرك الأحداث،آين دور القيادات والإدارات الأهلية في لقاوة؟وما السبب الذي يجعل رجالات الإدارة الأهلية دورهم محجم الآن؟.
السؤال الآخر:آين حكومة ولاية غرب كردفان من كل هذة الأحداث؟ولماذا الوالي خالد ونائبة كرشوم يتماطلون في بسط هيبة الدولة؟ولماذا حكومة المركز لم تحسم أمر هؤلاء المسؤوليين المتماطلين الذين لا يستطيعون حماية شعب الولاية؟!وهل شعب لقاوة سيواجه مصيره دون سند وحماية من الدولة ،بينما حركة الحلو ومتفلتيه يستخدمون سياسة الأرض المحروقة؟!ولماذا الحكومة بكافة مستوايها المركزية والولائية والمحلية والتنفيذية ورجالات الإدارة الأهلية! تتخذ مبدأ المتفرج على الأحداث؟.
هذة الأسئلة أن لم تجد الإجابة فليستعد الجميع إلى حروب وجودية طاحنة ستكون طويلة الأمد.