*مصطفى ابوالعزائم* يكتب في (*بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) .. خطاب الكراهية في أكاديمية نميري….!*
يوم الأربعاء الموافق الثاني والعشرين من يونيو الجاري، كنا على موعد مع ندوة تشرّفنا بحضورها داخل أكاديمية نميري العسكرية العليا ، وهي الندوة المنهجية رقم ( 2 ) لدورتي الدفاع الوطني رقم (34) والحرب العليا رقم (22) ، وقد جاءت الندوة تحت عنوان “خطاب الكراهية وأثره على الإستقرار السياسي في السودان” ، برعاية رئيس هيئة الأركان ، وقد خاطبها نائب رئيس هيئة الأركان للتدريب الفريق الركن عبد الله البشير احمد الصادق ، وأشرف على الندوة اللواء الركن معتصم عباس التوم أحمد ، مدير أكاديمية نميري العسكرية العليا.. ولبّى الدعوة الكريمة نفرٌ كريمٌ من أهل الصحافة والإعلام ، ومن مراكز البحوث والدراسات ذات الصلة بالجامعات ، أو تلك المراكز البحثية المستقلة.
موضوع الندوة وعنوانها كان هو الجاذب الأكبر لكل الذين شاركوا فيها من غير الدارسين في الأكاديمية ، خاصةً وإن المتحدّثين في الجلستين ، هم ممن يمكن أن نطلق عليهم أهل إختصاص وخبرة ، وهم السادة البروفيسور أحمد حسن الساعوري ، الذي قدم الورقة الأولى بعنوان (خطاب الكراهية في السودان) ، وقد عقب عليها الدكتور خالد التجاني النور ، بينما قدم الورقة الثانية البروفيسور عبد اللطيف البوني ، وقد كانت بعنوان (الإستقرار السياسي في السودان) ، وعقّب عليها الدكتور التجاني السيسي محمد أتيم .
شارك كثيرون في النقاش وفي تقديم مقترحات حول التوصيات ، وقد كانت القاعة الواسعة داخل الأكاديمية مسرحاََ لعرض أفكار ومقترحات ورؤىً كثيرة ، من قِبل الدارسين ، أو من قِبل القيادات التي شاركت في الندوة ، ومن قِبل بعض أهل الصحافة والإعلام ، ومراكز البحوث والدراسات السياسية .
أتيحت لصاحبكم فرصة المداخلة والتعقيب ، والموضوع هو أحد الموضوعات التي تشغلنا ، خاصة وأننا كنا قد نظمنا يومي الإثنين والثلاثاء (13_ 14) يونيو الحالي ، ورشة عمل بإسم المنتدى السوداني للتنمية الثقافية والاعلام ، الذي أتشرف برئاسته ، بالتعاون مع المجلس القومي الصحافة والمطبوعات الصحفية ، حول دور الإعلام في محاربة خطاب الكراهية ، وقد شارك فيها أكثر من أربعين من شباب الصحافة في مختلف الوسائط ، وقدّم أوراقها الخبراء البروفيسور على محمد شمو ، والدكتورة بخيتة امين ، والدكتور عبد العظيم عوض ، والأستاذ عبود عبد الرحيم ، والاستاذ عوض أحمدان ، وقدّم كثيرون مداخلات قيمة ومفيدة حول الموضوع .
أما في ندوة أكاديمية نميري العسكرية العليا فقد شارك عددٌ من الصحفيين بمداخلات قيمة ، ويمكن أن نختصرها في أنهم حرصوا على تعريف خطاب الكراهية ، وتعريف الحرياتة ، وقد أشار صاحبكم إلى أن الحريات العامة تقوم على حرية الرأي والمعتقد ، ثم حرية التعبير ، فحرية النشر ، لذلك كان لابد من المطالبة بضبط حرية النشر من خلال التشريعات والقوانين الصارمة ، التي تحدّ من الإساءة للآخرين ، أو تحقيرهم بما يولد هذا الخطاب البغيض .
وأشار صاحبكم إلى أن مصطلح صراع المركز والهامش ، ليس دقيقاً ، لأن السبب الرئيسي في تقديرنا هو إحتكار السلطة ، بدءاً من سلطة الإدارة الأهلية المتوارثة ، أو سلطة البيوتات الطائفية ، وقيادات الاحزاب الموروث والمتوارثة ، وحتى الطوائف الدينية والطرق الصوفية ، مما يخلق لدى البعض إحساس زائف بالتفوق ، وأنهم أعلى درجة من غيرهم ، وهذا هو ما يؤجّج نيران الفتنة والصراع على السلطة ، سواءً كانت دنيوية أو دينية أو سياسية ، وقد إمتد هذا الأمر إلى الأندية الرياضية ، التي أضحت حلبات للصراع على الفوز بمقعد الإدارة الأول في كل ناد رياضي .
قدمنا بعض المقترحات لتكون ضمن التوصيات ، من بينها وضع التشريعات التي تمنع خطاب الكراهية وتشدّد في العقوبة ، ومقترح آخر ب(تشبيك) مراكز البحوث والدراسات في جسم واحد للوقوف عند هذه المشكلة ووضع حلول لها ، مع تكوين غرفة إعلام مركزية لمناهضة خطاب الكراهية ، وأن يصبح الولاء للوطن ، على أساس الهوية التي تقوم على الإنتماء للسودان أولاً ، وأن نقف جميعنا تحيةً وولاءً للعلم … فالمؤامرة كبيرة ، وإستهداف البلاد لن يتوقف إلا إذا تفتّت السودان ، وحصل كل متآمر على نصيبه من موارده الغنية غير الناضبة.
Email : sagraljidyan@gmail.com