قرارات البرهان تضع (قحت) والواجهات الشيوعية في حيرة
فاجا رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ، قوى الحرية والتغيير باحزابها المختلفة ولجان المقاومة وتجمع المهنيين الذين رفعان شعار اللاءات الثلاثة، وعلقوا التشاور السياسي، فاجأهم بقرارات تلبي كل مطالبهم ، بدءا من خروج العسكريين من الحكومة بجانب ترك الباب للاحزاب لوحدها للتفاوض مرور بحل المجلس السيادي، لكن كل هذه المكاسب جعلتها اي القوى السياسية والمدنية تحتار ما بين التاييد والرفض للقرارات، رغم ان البعض من الأحزاب سارعت بالتعليق المقلل من الإجراءات واخرى داعمة
ويرى خبراء ومحللون بأن قرارات البرهان كشفت عدم وجود رؤية لهذه الأحزاب والتكوينات المختلفة، وتجلى ذلك من خلال الخلافات حول تفسير القرار والتأكيد على استجابة العسكريين للمكاسب .
وقال المحلل السياسي عصام الدين احمد أن ما طالبت به تلك القوى السياسية المختلفة طوال الفترات الماضية، الآن أصبح واقعا ، خرج الجيش من العملية السياسية وفتح لهم الباب للتحاور الجأد من أجل التوافق، فماذا هم فاعلين.
وتوقع عصام أن يكون الفشل حليف الأحزاب السياسية واصطدامها بالخلافات من جراء التشاكس ومحاولة إقصاء الآخر،ومن قائلا سوف تنتهي المدة المحدد للاحزاب للتوافق بشأن تشكيل حكومة كفاءات ويعود للمربع الأول الذي يضع العسكريين في واجهة التدخل ،وفي الأثناء طالب الحزب الشيوعي بالغاء اتفاقية السلام التى وقعت مع الحركات المسلحة، لكن المحلل السياسي عثمان علي رأى أن أحزاب اليسار لن تكفيها التنازلات الكبيرة في قرارات البرهان وسوف تضغط في اتجاه المزيد، مشيرا إلى أن ذلك لا يعبر عن رؤية ثاقبة، وأضاف أن هذا المطلب ظل الحزب يطالب به رافضا دخول الحركات المسلحة في الحكومة الانتقالية الأولى.
من جانبها اكدت حركة تحريرالسودان قيادة مصطفي تمبور ترحيبها بقرارات القائد العام للقوات المسلحة ووصفتها بالحكيمة والمسؤولة خصوصا وأن البلاد تمر بمنعطف خطير جدا ربما يهدد وحدتها الوطنية ونسيجها المتماسك واشار رئيس الحركة تمبور أن الاحتقان السياسي والانسداد الذي خيم علي المشهد السياسي هو نتاج طبيعي للتشاكس وعدم قبول المكونات السياسية لبعضها البعض وانتهاج سياسة التخوين وإلغاء الاخر وشيطنته وزكر تمبور ان السودان للسودانيين جميعا وليس حكرا علي تنظيم او حزب او مكون مشيرا الي ان الحوار بين القوي السياسية والمدنية وتشكيل حكومة كفاءات مستقلة هو المخرج الحقيقي للازمة وحمل تمبور القوي السياسية مسؤولية نجاح الوفاق الوطني القادم وتشكيل حكومة يتراضي عليها الجميع وألا ستكون كل الاحتمالات واردة بما فيها عودة المكون العسكري إلي المشهد السياسي مجددا ووقتها سيكون ذلك بترحيب وموافقة قطاعات عريضة من مكونات الشعب السوداني كما طالب تمبور بضرورة تنفيذ اتفاق جوبا للسلام لضمان الامن والاستقرار والتنمية في المناطق التي تضررت من الحرب وحذر تمبور من المحاولات المتكررة لبعض الجهات التي تسعى لتفكيك المنظومة الامنية والعسكرية وتشويهها واكد علي ان هذه الخطوة ستكون عواقبها وخيمة جدا وكان البرهان أعلن في بيان في التلفزيون القومي حزمة من القرارات على رأسها خروج المؤسسة العسكرية من العملية السياسية والحوار السياسي الذي ترعاه الآلية الثلاثية بجانب افساح المجال للاحزاب للاتفاق حول تشكيل حكومةكفاءات انتقالية