أعمدة

(بالدارجي كدا) … كش ملك … للهرجلة الغنائية

مجلس المهن الموسيقية والدرامية أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي ، الحملة التى قام بها ضد من لا يحملون بطاقة ممارسة المهنة جات بعد أن عاش الشعب السوداني فترة داخل مستنقع من الماء الآثن والوحل الفني … هرجلة غنائية وتلوث سمعي ضرب كل مفاصل المجتمع … من صالات أفراح ومسارح وسائل تواصل اجتماعي صحف ورقيه والكترونية وحتى المنتديات الثقافي والتي تعد إتكاءة لمحبي الفن لم تسلم من الهرجله…. انزوينا خوفا من تلك الألسن التي تتغنى (بالمغارز) … كانت الدهشة تلجم فمي وأنا أقارن بين خلاف القامة محمد وردي له الرحمة والمغفره وشاعر أغانيه إسماعيل حسن والهرم الحقيبي ود الرضى فكان التراشق بالكلمات ينتج أشعار تطرب المجتمع فخلاف أهل الفن ينتج ثمار لذيذة شهية نتذوقها سمعاً وتطربنا وجدانياً … عندما يجلس أباءنا ويتسامرون بهذه القصص عن أهل الفن يتملكنا النهم الفني ونسترق السمع لهم فرحا … ولكن الهرجلة والضوضاء التي ضربت الغناء في الفترة السابقه لا علاقة لها بالفن أبكت أذني بدلاً عن عيني وبالدارجي كدا كنت افكر بماذا أسامر أبنائي في المستقبل … هل أحكي لهم اغاني المغارز ورفع الفنانين في الكراسي … اما أحكي لهم فنان يقف على المسرح ويخلع قميصه … وعقلي به مخزون فني عن هندام أحمد المصطفى وأصرارة على إخراج عازف لم يهتم بهندامه كنا نتلمس الفن في دواخلهم وهندامهم … وحتى القريب كانت صافرة حافظ في مسجلات المركبات العامه تعيد لي التوازن من أرهاق اليوم ولكن اليوم تخرج من المنزل بكامل الاريحيه وفجاءه تقفز من ضجيجة سماعة الركشه واغاني (الزنق) كما تسمى لتصيبني بتلوث سنعي حاد بدون علاج … من منا لا يبتسم ويتمايل طربا عندما نستمع للدكتور عبدالقادر سالم وهو يعطي التراث مكانته في أوربا والصحف تكتب (king of mardom) ملك المردوم وفرسان الشرق بلغتهم يتوجوننا بكم هائل من الاجابية وملوك الشمال بطمبورهم جعلونا نبكي مابين حنين وأنين ، وكانت لنا صولات في مسدار الوسط … والنيل الازرق الدفاق الحان أهله أبواق (وازا) بدرجات نفخيه مختلفه تشعرنا بالقوة وعند النفخ في الة الوازا تنفخ دواخلنا فرحا … هذا هو الفن السوداني الحق …
كنا نغضب ممن يجعلنا نرقص قبل ان نطرب واليوم ننط فقط لا رقص ولا طرب وكنا نقول بالدارجي كدا (اغاني نسمعها بالرجلين ما بالاضنين) وظننا ان الفن يتجه للانهيار … حتى تم الدمار ودهشت أهل الفن والشعب المغلوب على أمر وانعدام كل شيء حتى في جرعات الفن والغناء كانعدام الدواء وصمت من مجلس المهن الموسيقية والدرامية ولكن يبدو أن المارد انتفض وازاح الغبار بحملة تستهدف الفنانين الذين لا يحملون بطاقة ممارسة المهنة من خلال قوة مشتركه مع الشرطة وأسفرت عن ضبط عدد من يمارسون الغناء والعزف وهم غير مقيدين بكشوفات مجلس المهن الموسيقية ولا يحملون بطاقة اتحاد المهن … فلتبتسم قليلا شعبي المنكوب المغلوب على أمره سيتم القضاء على البكتريا المتطفله على الفن … وبتعافي الفن يتعافى الذوق العام وتتعافى الأمم …
فهل تعود ليالي الخرطوم تصدح بالغناء وتضج منتدياتها بالشعراء والادباء ؟ بعد كل هذه الدماء ودخان اللساتك والبمبان وانتشار القونات في كل الطرقات وعازفي رفع الكراسي في الحفلات … هل تعود للقرى عزريتها بعدما اغتصبتها القبليه والفتن العنصريه والحروب الداخلية فهل يعود السمر تحت ضوء القمر؟ … وهل يعود السودان أحب مكان …

*خالص إحترامي*
*🖋 أم إسماعيل*

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى