الأخبار

(وطن النجوم) .. علي سلطان .. مَن حيزت له الدنيا؟

صحيح ان السعى وراء لقمة العيش وتوفيرها للاسرة ثم توفير متطلبات حياتهم الأخرى من تعليم وصحة وغيرهما لا يترك لرب العائلة فرصة ليقوم بنشاط آخر.. وتكاد متطلبات الحياة اليومية تأخذ كل ساعات اليوم.. حتى وانت نائم تتقاذفك احلام الحياة بين رغيفة خبز وحبة برتقال..!

من منا لا لا يبذل جهدا خرافيا مبالغا فيه لتامين حياة بسيطة لاسرته؟ من منا من يملك فضل وقت لينعم بسويعات لطيفة مع اصحابه واصدقائه؟ بل من منا يجد فرصة ليهنأ باوقات سعيدة مع اسرته الصغيرة التي يشقى ويكابد من أجلها او مع عائلته الكبيرة؟
اصبح اليوم كله مرتبطا بالعمل والسعي والتفكير والتدبير.
ومع كل ذلك يكون حصاد يومك دون تطلعاتك ودون جهدك الخارق بكثير.. ولكن على المرء أن يسعى وليس عليه ادراك النجاح!!
وانت معاف في بدنك وآمنا في سربك وعندك وقوت يومك فقد حيزت لك الدنيا.. آي والله وهذه حقيقة ناصعة لا غبش فيها؟وتلك نعمة لا يدرك قيمتها الا من فقدها كلها او واحدة منها..!!
ولكن تبدا المأساة وتضيق بك الدنيا بما رحبت اذا كان احد من أفراد أسرتك مريضا!! فوالله تلك المصيبة الأعظم.. خاصة اذا كان المرض عضالا ويحتاج الى مبالغ طائلة للعلاج.. وربما تحتاج إلى السفر الى خارج البلاد..؟ والأصعب من ذلك كله انك لا تملك مالا لعلاج من تحب..!! وتقف مكتوف الايدي وغارقا في الدعاء الى الله ان يعجل بشفاء مريضك..!
حين يمرض احد من اسرتك وعائلتك ومن هو قريب منك تبذل المستحيل وقد تضطر لبيع بيتك او كل ما تملك من اجل العلاج الذي اصبح نارا حامية لا تطاق..!
وما اضيق الحياة لولا فسحة الامل..!!
تنتابك هذه الهواجس وانت غارق في حساباتك وتدبير شؤونك وقوت يومك.. وياله من جهاد عظيم..
ولكن كيف الحال والمآل والتدبير وانت تجد نفسك ما بينَ غمضة. عين وانتباهتها في لجة الامطار والسيول وانت في العراء وقد تهدم بيتك وجرف السيل كل ما لديك.. وانت لا تفكر الا في حماية أطفالك وإنقاذهم وان تجد لهم ولك مكانا آمنا يعصمكم من الماء.
والله انه لأمر قاسي صعب حزين مؤلم وانت تجد نفسك وحيدا الا من رحمة الله التي انقذتكم من الغرق والموت!!
بالله عليكم كيف حال اهلنا تحت رحمة السيول الامطار وهم في العراء وقد فقدوا كل شئ وما بقى عندهم شئ ولكن يتشبسون بالامل في الله الذي كتب لهم حياة جديدة.
قلوب واجفة وافتدئها خواء.. واكف وايدي واهنة ترتفع بالدعاء الى الله تطلب الانقاذ والستر والرحمة..!!
اجساد منهوكة القوى متعبة ومرهقة نفسيا وبدنيا ومعنويا.. تنتظر لقمة عيش وكساء ودواء وارضا صلبة تستند عليها.
إن رحمة الله قريب من المحسنين.. وان رحمة الله معهم وعنايته ورعايته معهم.
وعلينا نحن اولئك الذين على بر الامان ان نكون السند والعضد وظهر من لا ظهر له.
ما اجمل اهل السودان في تراحمهم وعطفهم ونجدتهم للملهوف.. ونحن نسجل الان مواقف عظيمة رائعة تشبهنا.. ولن نحيد.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى