أعمدة

بُعْدٌ .. و .. مسَافَة مصطفى ابوالعزائم الإتفاق والوفاق .. وإلّا الشقاق !

لدينا الآن في الساحة عشرات المبادرات للخروج مما نحن فيه الآن من أزمات متساوقة ومتتابعة ، وكل أهل مبادرة يرون أن مبادرتهم هي المخرج ، وعندما نعكف على ما تم طرحه ، نجده يتفق في كل تلك المبادرات ، ولا نشك في نوايا أصحاب تلك الرؤى والأفكار ، لكننا بحق في حاجة إلى لجنة وطنية تجمع كل هذه المبادرات ، وتجمع أصحابها من قوىً سياسية وحزبية ووطنية ، تجمعهم تحت ظل واحد لفترة لا يهم إن طالت أو قصرت ، حتى يتم التوافق على مبادرة واحدة ، جامعة مانعة ، يرى فيها الجميع أنفسهم ، لأن ذلك هو بداية التوافق والوفاق المنشود ، وإن لم يحدث ذلك فإن آمال هذا الشعب ستتبخّر ، ولانجد إلا المزيد من الشقاق والذي لا يقود إلا المزيد من الأزمات التي بدورها تقود إلى الفراق .. ونحن قد أكتوينا بنيران الإختلاف ، التي قادت إلى إنفصال جزء عزيز من وطننا ، فضعف الجانبان .
خطورة عدم التوافق والوفاق السياسي ، ستقودنا حتماً إلى مفترق طرق لا يقود إلى نهاية سعيدة ، مع تنامي دعوات الإنفصال التي تجد من يغذّيها من بعض إدعياء السياسة الذي لايرون في كل المشهد إلا أنفسهم ومصالحهم ، دون مراعاة لوحدة الوطن ، وبعضهم يريد أن يقاتل من أجل مصالحه دون مراعاة لنتائج الحرب التي تروّع الآمنين ، وتشرّد المستقرّين وتدفع بالآلاف إلى المجهول .
نرى ضرورة أن نكثف جهودنا _ كُلٌّ في موقعه _ من أجل أن نتفق قبل فوات الأوان ، وأن يعمل الساسة الكبار أصحاب الرؤى الوطنية من أجل جمع الصف ، وكذلك أهل الصحافة والإعلام ، وقادة منظمات المجتمع المدني ، وأهل العلم والتعليم ، وقيادات المهنيين ، وغيرهم وغيرهم من أجل هذا الوطن قبل فوات الأوان .
ومن هذا المنبر نطالب بأن يتخذ من بيدهم الأمر ، اليوم قبل الغد ، القرارات المنجية ، وأن يدعوا إلى عقد لقاء كبير موسع لا يستثني أحداً ، تتم فيه المدارسة حول كل المبادرات المطروحة ، وأن يقدم أصحاب المبادرات أفكارهم وآراءهم بكل حرية ، على أن يتم دمج المشترك في كل تلك المبادرات لنخرج بما يرضي الجميع ، وهو ليس بالأمر المستحيل .
نسعد كثيراً بما قال به رئيس مجلس السّيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ، وما يقول به من هم في مواقع المسؤولية المتقدّمة الذين فرضت عليهم الأقدار أن يتحملوا المسؤولية في هذا الظرف الدقيق ، نسعد بدعواتهم للوفاق والتوافق ، ونعيب على الآخرين التباطؤ في الإقدام على تنفيذ ما يسجله لهم التاريخ بأحرف من ذهب إن فعلوه .
وإستمعنا بالأمس القريب أيضاً لخطابٍ مسؤول ، من عضو مجلس السّيادة الفريق مهندس بحري إبراهيم جابر إبراهيم ، وهو يدشن القاطرات الجديدة التي تم إستجلابها من جمهورية الصين الشعبية الصديقة ، إستمعنا إلى خطابه المسؤول خطاب رجل الدولة الذي يحرص على سلامة الوطن والمواطن من خلال دعوته للوفاق والتوافق ، ونقول أننا نريد أن تقترن الأقوال بالأفعال ، نريد قرارات عاجلة غير آجلة بالدعوة لمؤتمر جامع لكل أصحاب هذه المبادرات ، للتوافق والإتفاق على وثيقة وطنية واحدة ، تكون خارجة طريق لمستقبل بلادنا ، نريد ذلك قبل فوات الأوان .

Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى