(إضاءات) .. حامد احمد عمري .. مونديال قطر وسخط الأوروبيون ..
مُنذ ان أُعْلن إستضافة قطر لكأس العالم ظلت تتعرض لإنتقادات متتالية من مؤسسات ومنظمات غربية، وكانت البداية في التشكيك في قدرة دولة صغيرة في الشرق الاوسط في تنظيم حدث عالمي، ومرة بحقوق الانسان التي تشمل زواج المثليين والشواذ الجنسي وتناول المُسكرات بأنواعها المختلفة عند الغرب، وهذا الإنتقاد هو نابع من العقلية الاستعلائية لدي الإنسان الغربي عموما الذي يحتكر التكنولوجيا المعارفيه علاوة علي كرة القدم. الا ان قطر ظلت صامته أمام هذه الإنتقادات الباطلة والمردودة، وقامت بالتجهيز وإعداد الملاعب والتهيئة وفق المعايير المطلوبة التي تناسب هذا الحدث العالمي بصورة مذهلة، وإستخدمت أحدث التقنيات التكنولوجية في متابعة ورصد هذا الحدث الكروي العالمي، وعندما إنبهر الغربيون بهذه القدرة العالية لقطر، لم يسكتوا عن مسرحيتهم التي لا تُؤمن الا بتفوق وإبداع الانسان الغربي، بدأوا يبحثون عن حجج أُخري لإنتقاد قطر، وهي حقوق العمال والحقيقة أن تاريخ كثير من الدول الأوروبية غير مُشرف في مجال حقوق العمال بل حقوق الإنسان التي يتشدقون بها كما قال:” جياني إنفانتينو” رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وهو اروبي.
كأس العالم في قطر يعني الكثير للشعوب في شمال إفريقيا والشرق الاوسط، وهو كسر الهيمنة والمركزية التي ظل يمارسها الغرب عموما في إستضافة كرة القدم منذ بداية اول مونديال في 1930الذي إستضافته الارغواي، ولم يلعب اي مونديال خارج أروبا او اللاتينية إلا قليل في اليابان وكوريا الجنوبية وجنوب إفريقيا، وهذا الدول هي ذات نسق غربي إمبرالي، وحجة إفتقار دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط للبنية التحتية التي تؤهلها لإستضافة كأس العالم أصبحت حجج واهية، وأن الموارد الإقتصادية الهائلة في هذه الدول تُمكنها من الإعداد وتجهيز البنية التحتية المطلوبة التي تُناسب هذا الحدث العالمي. والأهم هو إشتراط قطر إحترام العادات والثقافة المحلية للدولة المضيفة هو منع المثليين والشواذ من القدوم إليها او تناول الكحول في مدرجات المشاهدة الذي كان سائد في السابق.
حامد احمد عمري
*كاتب وباحث*
20/11/2022
القاهرة
Hamidamry50@gmail.com