لواء شرطة م عثمان صديق البدوي (قيد في الأحوال) .. قطر والمغرب والسعودية، وثورات الربيع العربية الحقيقية !
تتوجّه أنظار العالم هذه الأيام نحو دوحة العرب ، في أبهى وأجمل ربيع عربي ! ، يستمتع بجماله كل العالم !، حيث تقام أكبر تظاهرة كرويّة عالمية، تنتهي فعالياتها يوم 18ديسمبر 2022، تميّزت فيها قطر بأنها النسخة الأولى من كأس العالم التي تستضيفها منطقة الشرق الأوسط ، في تاريخ بطولة كأس العالم، الذي بلغ إثنين وتسعين عام ، ولأول مرة يأتي كأس العالم معبِّراً عن كل ثقافات العالم ، في استاد البيت “الخيمة العربية” التي أثارت إعجاب جماهير العالم بأثره ! ،حين تجمع كل الثقافات، مما جعل وزير الخارجية المكسيكي ، في حيرة من أمره ، وفي تحدّي ، وهو سيستضيف كأس العالم في العام 2026 ، حين غرّد في صفحته عبر “رويتر ” كاتباً : (أفكر في الإفتتاح الذي يتعيّن علينا القيام به في العام 2026)! . ثم أعقبه تصريح رئيس الفيفا” غياني إنفانتينو” والفرحة تغمره ، وهو يصرِّح لوسائل الإعلام العالمية (أشعر اليوم بأنني قطري ، أشعر بأنني عربي ، أشعر بأنني أفريقي) ! . وحتى يبادل ذلك إحساناً بإحسان ، أصدر الإتحاد الدولي “الفيفا” ، ولأول مرة في تاريخ كأس العالم ، قراراً بمنع تناول الكحول أثناء مباريات المونديال، إحتراماً وتقديراً لعادات ومعتقدات الشعوب الإسلامية، الأمر الذي نال استحسان حتى الذين يرتادونها.
أيام في تاريخ كأس العالم ، لن ينساها العالم لدولة لقطر ، من تقنية ونظام وكرم وضيافة وثقافة وحصافة، وفوق ذلك إدخال السرور والسعادة والبهجة في قلوب ملايين الشعوب العربية المتعطِّشة لمثل هذه المواقف الإنسانية.
وفي نسخة ثانية من الربيع العربي، يهيئ مونديال قطر ظهور دولة عربية أفريقية ، تتقدّم الصفوف بكل شجاعة واقتدار، وتألُّق ! ، هي المغرب .. حين يتأهّل منتخبها للمربع الذهبي ، بعد فوزه أمس على المنتخب البرتغالي بهدف رائع من توقيع المبدع “يوسف النصري” قبل ثلاث دقائق من نهاية شوط المباراة الأول ، وبهدفه القوى المتموِّج كموج الأطلس، والذي هزّ شباك البرتغال ، يكون المغرب قد هزّ مشاعر الشعوب العربية من اليمن للشام ، وسائر مشاعر الشعوب الأفريقية ! ، والغريب و”المحيِّر” في انتصارات المغرب ! ، أنّ المنتخبين اللذين فاز عليهما المغرب هما “أسبانيا” ، و”البرتغال” ، وأنّ هاتين الدولتين تقيمان في أرض “الأندلس” التي افتتحها المسلمون وأنشأوا فيها أعظم حضارة في العالم ! …لكنها للأسف سقطت ! ، حيث هاجر بعد سقوطها جزء من أهلها واستقروا في المغرب !… فياتري مافعلته المغرب في الدوحة من نصر كروي ، هو انتصار الأحفاد للأجداد ؟! أم أنها الصدفة و”المستديرة”، عندما تفعل أفاعيلها ؟!
وربيع عربي ثالث يُسعِد الروح “المُعنّي”، هو قيام قمة (عربية صينية) في الرياض ، أحرز أهدافها الشاب “المِفتِّح” الأمير محمد بن سلمان، حين دخلت بلاده وبلاد العرب ، في أكبر شراكة تجارية إقتصادية عسكرية مع الصين ، بقيمة عشرات المليارات من الدولارات ، حين وقّع العرب على تلك الشراكة بإرادة عربية حرة ، تعود بتبادل منافع على الشعوب ، ليس فيها تنازل عن المبادئ وسيادة الدول كما كان في الماضي .
وبصنيع دولة قطر المفخرة، واستضافتها لكأس العالم المتميِّز المتفرِّد ، بشهادة جماهير العالم وقيادة “الفيفا”، وبتأهُّل المنتخب المغربي ودخوله المربع الذهبي كأول فريق عربي أفريقي ، وانتصاره على بلاد “الأندلس”، وبانتصار السياسة والإرادة العربية أمس في الرياض ، تكون الشعوب العربية قد عاشت الربيع العربي الحقيقي .
آخر السطور :
كل الأمنيات والأشواق بتقدُّم أسود الأطلس ، ونيل كأس البطولة العالمية.
وللإمام … يا أمة الأمجاد والماضي العريق.
لواء شرطة م
عثمان صديق البدوي
11ديسمبر 2022