مقالات

حميدتي_كتاب_الأسلوب بقلم : محمد حامد جمعة

تابعت ترند خطاب الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس السيادي . قائد قوات الدعم السريع الذي أذاعه ظهر اليوم . وقبل العرض والتحليل لمعاني الخطاب وأبعاده السياسية والعسكرية وبصمة الجسم الإستشاري . تلزمني ملاحظة أظنها سالبة في هذه الأمور وهي الإندفاع التهريجي العاطفي الذي صار سمة في تعامل الراي العام السوداني مع التطورات وأفعال الفاعلين بالمشهد السياسي والذي يتوزع بين هتافيات فجة لمن يروق له القول والحدث او إزراء وسخرية كتعويض نفسي لمن لا يعجبه الأمر . وهذا نهج في الحالين يصنع ضباب تضليل وقراءات خاطئة ورمي للكرة خارج الملعب . وهو تصرف بالجملة لا ينتج شروحات موضوعية مفسرة للحدث او عارضة بشكل صحيح للتوقعات
2
الخطاب في مجمله لم يحمل جديدا لكنه طرق على فواصل (إفيهات) سينمائية . فهو تجميع لمواقف معلنة خاصة بعد ظهور الإطاري منذ ورشة المحامين الى التوقيع وما تلاه من تأكيدات مغلظة من حميدتي ان الاتفاق خياره وملتزم به بما في ذلك عملية الدمج لقوات الدعم السريع وخلاصة الجيش الواحد مع نقد وإعتذار لاجراءات 25 أكتوبر ومسح ظهر الاسلاميين والنظام السابق وهذه الاخيرة رسالة للخارج تتكامل مع مطلوبات دعم الإطاري والتأمين عليه كعمل خاص بمنظومة القوى الخالصة للتغيير . وبالتالي فالرجل ينفتح على تموضع في الافق الجديد بلا مخالفات تجر عليه فواتير ما سبق وبالضرورة فهذا يعني بشكل لا شكوك حوله إمكانية تأسيس تحالف سياسي بينه وبين الكتل الاساسية في الإطاري مطروحا منها قوى إتفاق جوبا التي غاب عن حفل مصفوفتها مما يعني عمليا تجاوزه لذاك الحلف القديم المتهم به في التأسيس . حيث يبدو ان الرجل إختار وبشكل نهائي وحاسم الجانب المكون من قوى المجلس المركزي والرباعية او بمعنى اخر وضعية دعم الحل السياسي وفق الرؤية المقررة الان دون التقيد بمحددات الاطراف الاخرى بما فيها الجيش وهو بهذا يضع تكاليف معركة تفسير وتعريف الدمج وشروطه بين يدي الاطراف السياسية التي قدم لها السبت وسينتظر الاحد . دون أن يضطر الى رهق المناورة والتكتيك وتبني المقترحات ولا أعتقد ان تلك الاطراف ستقصر خاصة مع ظلال عدم الثقة والتصنيف للجيش كقوة مشتبه في ولائها الكامل للإنتقال _ولو إفتراضا _ ولا اتوقع ان تفرط تلك القوى بالاطاري في حليف يملك بندقية وقد يعتبر حامي او مرجو على الاقل لتوازن القوى في موازين الاطراف غير السياسية
3
هذا الملمح يقودني مباشرة لكتاب الاسلوب بالخطاب والذي من حيث التعابير واللغة ومسارات النهر والمصب تبدو أقرب لإستشارة سياسي او مجموعة ساسة من بيئة الاطاريين الخلص .فالخطاب تجاوز بقفزات ناعمة المخاشنة مع البرهان وأكد بشكل ضمني على منصوص الاتفاق من حيث الزامية الحل السياسي والدمج وفق المواقيت الزمنية (تقريبا الفقرة الواردة في الاعلان السياسي الإطاري) وتثبيت ان 25 اكتوبر كانت انقلاب وقطع لمسار الثورة . وبالتالي فمن الواضح ان الخطاب صيغ وتأسس على قاعدة ان العقد شريعة المتعاقدين وعليه ان يكتمل كما تم التوقيع عليه وهو ما يعني بشكل تلقائي جعل النصوص والمتفق عليه ما يجيب على البرهان او غيره .
ان تحب حميدتي او عرمان _اظنه بالصورة والكواليس_ هذا شان يخصك لكن الحقيقة ان الرجل _ اي حميدتي_ يختار بشكل هادئ اللعب بلائحة منحته المشاركة كلاعب أساسي و(مرتاح) بعد ان ضمن مدافعين وربما جمهور في المدرجات . نصيحتي الباقية ان تقرأ ما أمامك بعقلك وليس عاطفتك . عشان تستلم صح وتسلم أصح ..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى