تحذير المجلس الأوروبي والدعوة لتصميم عقوبات على السودان.. الإبتزاز الغربي
أشار المجلس الاوروبي للسياسات الخارجية في سلسلة من التغريدات على صفحته بتويتر الى توقيع الاتفاق الاطاري بين الحرية والتغيير والمكون العسكري ، بعد مضي أكثر من سنة على انقلاب ٢٥ اكتوبر الذي انهى الانتقال نحو الديموقراطية في السودان على حد تعبير المجلس.
وكشف المجلس ان الاتفاق الاطاري جاء نتيجة للمحادثات السرية التي استمرت على مدى أشهر بين قوى الحرية والتغيير وبين قادة الانقلاب والتي تبنت مسودة الدستور الذي اعدته تسييرية نقابة المحامين السودانيين كأساس للحل. وأشار المجلس أيضاً الى أن عدداً من لجان المقاومة رفضت هذا الاتفاق الاطاري نسبة لعدم ثقتها في جدية قادة الانقلاب في التوصل الى حل سياسي وذلك بعد مقتل ١٢١ شهيد من المتظاهرين السلميين في الاحتجاجات المستمرة منذ يوم الانقلاب، وألمح الى تلهف قوى الحرية والتغيير في العودة الى السلطة وفي الضغط الخارجي العالمي والاقليمي وبالأخص من دولة الامارات قد يكون أحد عوامل الدفع بهذا الاتفاق.
وذكر المجلس أن المرحلة القادمة من العملية السياسية والتي سترعاها الآلية الثلاثية المكونة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والإيقاد أن تراعي نقاط مهمة أبرزها: ان تكون علنية وبدرجة معقولة من الشفافية، وان تكون مهيكلة حول اجندة محددة، وان تكون متدرجة، وان تضمن مشاركة كافة اصحاب المصلحة في مناقشة القضايا الخاصة بهم.
وحذر المجلس الاوروبي للسياسات الخارجية المجتمع الدولي لعدم القفز لمنح هذا الاتفاق تأييداً على بياض بدون التأكد من جدية العملية السياسية والقبول الجماهيري لها والتزام جميع الاطراف ودعا لتصميم حزمة حوافز وعقوبات لضمان التقدم فيها.
وشدد المجلس على أن بعض القضايا التي تركها الاتفاق الاطاري للمرحلة القادمة مثل العدالة الانتقالية والإصلاح الأمني والعسكري ومراجعة إتفاق سلام جوبا تحتاج من المجتمع الدولي تقديم الدعم الفني والخبرات والمتابعة بشكل لصيق.
ابتزاز
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي د. عصام بطران تعليق الاتحاد الأوروبي ابتزاز وقال لعلكم تذكرون إتفاقيات السلام ذات الرعاية الدولية وما صاحبها من إبتزاز دولي غربي عبر مراحل متعددة فيما عرف اصطلاحا بمبدأ (العصا والجزرة) مقابل رفع الحصار الدولي المصنوع لتحقيق الاهداف الى أن تم فصل جنوب السودان بنفس خطة الابتزاز الدولي وفق استراتيجيات التقاطعات والعزل والتغريب والمنظمات الغربية والمبعوثين الدوليين .
وأضاف لم يرفع المجتمع الدولي يده عن السودان الا باكتمال خطة (ارباك الفريسة) لاضعاف قدرات الدولة لتفكيكها الى أربعة دويلات بنهاية العام 2030م بخلاف دولة جنوب السودان الذي مضى في العام 2011م حسب ما سارت عليه الخطة المئوية التي تم اقرارها في العام 1910م .
دور يونتاميس
وأردف بطران بأنه لم يكن طلب رئيس الوزراء الاسبق عبدالله حمدوك لاستدعاء بعثة من الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان تحت الفصل السادس محض صدفة .. وهذه البعثة (يونيتامس) هي الأداة الجديدة للسيطرة على مفاصل الدولة تمهيدا لبدء المرحلة التنفيذية من استراتيجية (الدويلات السودانية) ..
وزاد ان المجتمع الغربي والدولي استخدم اسلوب (الجرجرة) واستغل سمة (الغباء السياسي) الملازمة للنخب السياسية السودانية .. ومن ثم الولوج الى مرحلة (الإبتزاز) وهذه المرحلة من الفترة الانتقالية خير شاهد ودليل .. وقد كانت البداية طلب حمدوك بالبعثة تحت الفصل السادس ثم تتغلغل داخل مفاصل الدولة وجيشها ومؤسساتها وأحزابها .. ثم تنطلق المرحلة (الوسطى) لفرض المشروطيات والعقوبات في حال عدم الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق الإطاري لادارة الفترة الانتقالية .. ثم المرحلة (الأخيرة ) بالانتقال الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة التي يلمح اليها المجلس الاوربي في تصريحاته الأخيرة وهذه المرحلة تمثل ما قبل تدشين الدويلات الاربعة دول سودانية كاملة الدسم.
تعويل غير مجدي
ويقول الدكتور عادل التجاني المحلل السياسي والأكاديمي ان التعويل على الغرب وأوروبا غير مجدي ولايفيد السودان بدليل انهم يفرضون شروطاً تعجيزية ويعمقون الأزمة ولايدعمون حلها وقال إن تصريحات الاتحاد الأوروبي الأخيرة غير إيجابية وتدور في ذات المنحى السالب والمتكرر ولفت إلى أن السودانيين عليهم أن يتجهوا لحوار حقيقي فيما بينهم لمنع الانهيار والتفتيت وقطع الطريق على الأجندة الغربية .
[١٢/١٢, ١٨:٠٦] استخدم واتس فقط: بعد المطالبة بوضع خارطة طريق للسودان تحقق مصالح واشنطن ..تساؤلات
طالبت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز”، الحكومة الأمريكية باستئناف العمليات الكاملة في السفارة الأمريكية في الخرطوم وفرض ضغوط سياسية بما في ذلك العقوبات المستهدفة ضدّ الأفراد الذين يقوضون الانتقال المدني من أجل تعزيز التحوّل المدني وأشارت الصحيفة، إلى أنّ أيّ انتقال ديموقراطي ناجح في السودان سيخدم مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة وقالت الصحيفة إنّه في حال رغبت واشنطن في إنجاح التحوّل المدني الديمقراطي فإنّ عليها تقديم تصوّر لخارطة طريق واضحة مع معايير ونتائج محدّدة لانتقال السودان والانضمام بنشاط في استراتيجية قوية متعدّدة الأطراف مع القوى الأوروبية والدول المهتمة الأخرى لإنهاء الأزمة الانتقالية.
الخطة
وكشف المحلل السياسي الدكتور عثمان الصادق أن الولايات المتحدة الامريكية هي المسيطرة على حل الازمة السياسية في السودان عبر بعثة اليونتامس والسفير الامريكي بالخرطوم وقادا المكونات العسكرية والمدنية لاتفاق اطارئ ابعاده لاتزال غير مفهومة للمراقبين والمتابعين ولايمكن ان يقود لحل الازمة وقال عثمان ان واشنطن لديها خطة واضحة ولكن غير قادرة على طرحها مشيراً الى المجتمع السوداني معقد جداً وان اي حلول تاتي من الخارج ستعقد المشهد واستند على السرية التي ضربت بها الالية الرباعية نقاط الاتفاق لحد ان بعض الاجسام الموقعة اطلعت عليه قبل ساعات من التوقيع وعزت قوى الحرية والتغيير تلك السرية خوفاً من شيطنته وانتقاده موضحا ان تفادئ النقاش والتعصب والاجندة سبب مباشر في عدم الوصول لحلول
اجندة واشنطن
واضاف استاذ العلوم السياسية يوسف احمد يوسف أن الولايات المتحدة الامريكية ستواصل في ممارسة ضغوطها على المكون العسكري والمدني لتنفيذ اجنداتها وان تلك الاجندة ترتبط بالامن القومي للولايات المتحدة الامريكية وعلى راسه الوجود بالبحر الاحمر واقامة قواعد عسكرية تمكنها في ان تكون مسيطرة على افريقيا موضحاً الى ان تلك الاهداف تقوم عليها السياسة الامريكية وتبحث عن موطأ قدم في القارة السمراء التي سيطرت عليها روسيا والصين بعلاقات استراتيجية في زحمة انشغال واشنطن بتدمير الدول العربية والاسلامية تحت زريعة مكافحة الارهاب وقال يوسف أن كل المؤشرات تشير بوضوح الى ان الولايات المتحدة الامريكية لديها اجندة وخارطة طريق ولكن تعمدها اخفائها وعدم الانفتاح مع جميع المكونات والمصداقية في وعودها يمنعها من التنفيذ وهو مايجعله تستخدم الضغوط لتحقيقه