إلتقى رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت بالقصر الرئاسي في جوبا حاكم إقليم دارفور رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي. وقدم مناوي لسلفا كير تنويراً حول مستوى تنفيذ سلام جوبا، وأقترح بأن يتم عقد مؤتمر تشارك فيها كل الأطراف الموقعة والدول الراعية والضامنة والشهود على الإتفاقية. من جانبه وجه سلفاكير رئيس لجنة التفاوض المستشار توت قلواك بالعمل على عقد المؤتمر في منتصف يناير 2023م. وعقب عودته قال مناوي في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم أنه تم الإتفاق على عقد المؤتمر بحضور الدول الراعية والضامنة لإتفاق جوبا، وذلك من أجل تقييم الإتفاق وتكوين الآليات التي تسهم في تنفيذ إتفاق جوبا لسلام السودان. وفي الثالث من أكتوبر من العام 2020م، وقعت الحكومة السودانية وحركات الكفاح المسلح على إتفاق جوبا لسلام السودان برعاية جمهورية جنوب السودان. وحظي الإتفاق الذي لعب فيه نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو أدواراً كبيرة بتأييد دولي وإقليمي، لأنه أنهى عقوداً من الحروب والتوترات الأمنية بإقليم دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وبعد مرور عامين على توقيع الإتفاق أكد مراقبون أن الأوضاع إختلفت كثيراً مما كانت عليه في السابق، مشيرين إلى الإستقرار الكبير في إقليم دارفور على وجه الخصوص، مما شجع على العودة الطوعية للنازحين وإستقرار الموسم الزراعي وموسم الحصاد. وكان المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة السفير الحارث إدريس، قد أكد في تصريحات سابقة إن الحكومة السودانية مصممة على حل التحديات الإجتماعية والأمنية، وتعمل بتنسيق وثيق مع شركائها في عملية السلام لتنفيذ إتفاق جوبا للسلام، على الرغم من محدودية الموارد الوطنية. وقال الحارث إن الحكومة تسعى إلى التمسك بوقف إطلاق النار حتى مع الأطراف التي لم توقع على الإتفاق، لتشجيعهم على الإنضمام إلى عملية السلام. وأكد السفير الحارث أن الحكومة تبدي إرادة سياسية قوية لتنفيذ أحكام الإتفاق المتعلق بالترتيبات الأمنية وبرامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج ونشر قوة مشتركة لحماية المدنيين. مشدداً على أن الهدف هو تعزيز الأمن في دارفور، لكن الحكومة لا تستطيع أن تفعل ذلك بمفردها، وأنه يجب على المجتمع الدولي تقديم المساعدة المالية والتقنية لتحقيق هذه الغاية. من جانبه أمن الخبير الإعلامي والمحلل السياسي خالد حسن على المكاسب الكبيرة التي حققها إتفاق جوبا لسلام السودان على أرض الواقع. مؤكداً أن إقليم دارفور تعافى من الصراعات والحروب والتفلتات وإنصرف أهله للتنمية وإشاعة روح السلام والتعايش المجتمعي بين المكونات القبلية الموجودة في المنطقة. وقال خالد أن الهجوم الذي يتعرض له الإتفاق من بعض الجهات ناتج من أنها لا تريد السلام للسودان وأهله، وتسعى إلى إبقاء الصورة القديمة بأن الإقليم يعاني من الحرب والنزوح. وأشار الخبير الإعلامي إلى أن المؤتمر المزمع عقده في منتصف يناير من العام 2023م يعتبر فرصة ليطلع الجميع على ما حققه الإتفاق من إنجازات، إلى جانب إستعجال المجتمع الدولي للإيفاء بإلتزاماته تجاه الإتفاق، والتنبيه لضرورة تنفيذ بنود الإتفاق على أرض الواقع وخاصة بند الترتيبات الأمنية.
زر الذهاب إلى الأعلى