أعمدة

احمد عبدالوهاب يكتب في (فنجان الصباح) .. سوداننا (ماهل).. وليس ( هامل).. والموانى خط احمر !!!

هنالك أشياء لا تشترى..
مثلما أن هناك اشياء لا تباع..
“ولو منحوك الذهب”..!
ومن ذلك المنافذ الجوية والبرية.. والموانئ البحرية.. فهي مثل حلق الانسان وبه يمر الماء والهواء.. ويمكن لمن تمكن من رقبتك او احكم قبضته علي البلعوم ان يخنقك عند اقل خناقة.. وعند ذلك يكون مصرع الشخص او موت الدولة اقرب من حبل الوريد..
ومن اجل منافذ بحرية خاضت امم حروبا وضحت شعوب بالغالي والنفيس..
خاض عبد الناصر معركته على زمان العدوان الثلاثي.. من أجل القنال الحر ، ضد ثلاث دول عظمى.. واجبرها على الجلاء بعزم الرجال. واتخذ قراره الفحل بتأميم القنال..
اعط المستثمر الجاد ماشئت من أراض ومتاع وضياع.. ولكن حذاري على شعبك من الخداع
وعلى وطنك من الضياع..
حذاري ان تفرط في رقبتك فتجعل نفسك فريسة للضباع.. والكلاب الضالة..
فان فرطت- امة كنت او فردا.. فلا تلومن الا نفسك…
فنحن في زمان لا يطيق المتخلفين.. ولا يغفر للجهلة..
لقد ظل ميناء سواكن منذ فجر التاريخ يؤدي واجبه كثغر للسودان وكاهم ميناء علي البحر الاحمر.. حتي سلم الراية مؤقتا عندما صعد نجم بورسودان ، والذي كان عند حسن الظن الدولي والمحلي به، واحدا من افضل موانئ شرق وشمال افريقيا بلا منازع..
وظل شريان الحياة ورأس الرجاء السوداني الصالح للقرن الافريقي ولافريقيا جنوب الصحراء..
ان الساحل السوداني البكر الآمن ذي البيئة النظيفة، وبشعبه المرجانية وخلجانه البعيدة عن صولة العواصف والاعاصير يمثل الطبيعة البكر في براءتها الأولى، وكما خلقها الله تعالى..
ساحل من ذهب و ثروة سودانية لا تقدر بثمن وكنزا وطنيا غير مسموح لفرد او جماعة بالتصرف فيه بالبيع او الايجارة..
نعم لاي تطوير او تثوير او تحديث.. ولكن بقرار وطني وبأيد وامكانات وطنية..
وتجي مواني البلاد في مقدمة هذه الثروات.. وتزداد أهمية وثراء كل يوم.
وحتى بافتراض عدم قدرتنا على تطويرها في الوقت الراهن فانه لا ينهض ليس مبررا لأي جهة باستغلال الظرف السوداني الطارئ لعقد صفقات، او ابرام اتفاقيات في غياب ممثلي الشعب في برلمان منتخب وحكومة جاءت بها انتخابات حرة ونزيهة..
ان أي اتفاق لادارة ميناء سوداني بري أو بحري في غياب البرلمان والحكومة الشرعية، يماثل عقد قران بدون ولي ولا مهر ولا رضا ولا شهود ولاصداق.. ويظل اتفاقا باطلا شكلا ومضمونا.. حاضرا ومستقبلا.. ومن يغامر بنية ردية، ومال حرام إلى هكدا صفقة.. فإنه يزرع ثروته للمجهول.. ويكون حظه منها كدقيق يوم ريح نثروه..
فيم التعجل.. وأين التاني والتعقل..
ان هكذا امور وطنية غاية في الخطورة الحساسية ، تحتاج لدراسات امنية واستراتيجية واقتصادية، وتحتاج لإرادة شعب حر، وموافقة برلمان منتخب وحكومة ديمقراطية .. ولمن أراد الاستثمار بدون مآرب أخرى فعليه انتظار ماتسفر عنه الانتخابات القادمة.. والتي بمقدورها ان تبيع البحر الاحمر نفسه.. لأن تلك الحكومة تعلم جيدا ان من ورائها شعب يراقب، وبرلمان يحاسب.. وسجن (كوبر) يبتلع في ظلامه كل ظالم..
ان السودان أيها السادة بلد (ماهل) وليس (هامل) كما يعتقد بعض اللصوص الصغار من بدو وحاضرة..
بلد مفتوح للاستثمار.. للجادين فقط من أشقاء واصدقاء.. ودونهم أرض بكر وبلد آمن، وماء قراح..
أما الموانئ ايها السادة والسيدات ف(خط احمر) .. ودونها خرط القتاد..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى