تقارير

زيارة لافروف.. زوايا متعددة  

شكلت زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى الخرطوم مفاجأة كبيرة للبعض حيث أن زيارات المسؤلين الكبار بهذا الحجم لم يعتادونها وسيما المسؤلين الغربييين الذين يزورون دول جوار السودان فقط ويرى مراقبون أن الزيارة تعكس كذلك مدى الاحترام الذي يحظي به السودان من جانب روسيا.   زيارة مهمة  وقال الدكتور عادل التجاني الأكاديمي والمحلل السياسي أن زيارة لافروف للخرطوم مهمة و رفعت أسهم  السودان علي الصعيدين الدولي والإقليمي . وأكد التجاني السودان دولة لها أهميتها السياسية والجغرافية في القارة الافريقية. وان روسيا لها وزن كبير في الساحة الدولية وحضور أفريقي تطوير العلاقات يعزز المكاسب المشتركة. وقال التجاني الحل هو تطوير العلاقات مع روسيا والابتعاد عن الغرب الذي يستهدف تدمير البلاد. وأشار التجاني  إلى ثقل روسيا العسكري وتأثيرها داخل مجلس الأمن الدولي وأكد أن  علاقة الشراكة معها  ستشكل حماية للسودان من الاطماع الغربية، فضلاً عن دعم تسليح وتطوير الجيش السوداني الذي يعتمد على أسلحة روسية في الأساس.  ترك يشيد وفي السياق انتقد الناظر ترك ناظر البجا والعموديات المستقلة بشرق السودان مساعي المبعوثين الدوليين وقال أنهم يريدون حكومة يحركونها بالريموت كنترول .  وأشاد ترك  في ذات الوقت بزيارة وزير الخارجية الروسي وتصريحاته الايجابية ، وقال ان زيارته كانت برداً وسلاماً بالنسبة لنا لأنه رفض التدخلات الأمريكية في السودان ووصف زيارة سيرغي لافروف بأنها زيارة دولة مسؤولة حيث ناقش القصايا المهمة مع وزير الخارجية ومع قادة البلد ولم يجتمع مع الشلليات .  هزيمة الغرب وبدوره قال الكاتب والمحلل السياسي عمار العركي أنه بالنظر والمقارنة لمخرجات ونتائج الزيارتين زيارة المبعوثين الغربيين وزيارة لافروف ، يمكن الحكم والقول بإنتهاء جولة منتخب المبعوثين الأوربيين المكون من ستة لاعبين والمُدعم ببريطانيا ، بتلقى هزيمة ثقيلة من من روسيا بقيادة “ سيرغى لافروف ” ووفده المرافق بنتيجة 6/صفر. وقال العركي خطة لعب منتخب المبعوثين لم تكن منذ البداية واضحة المعالم والاهداف ، بالرغم من الإعلان عن هدفها فى “دعم الاتفاق الإطارى ودفعه للامام.  حتى هذا الهدف لم يتحقق الا على مستوى نجاح المبعوثين فى الجمع بين الموقعين والممانعين فى لقاء مشترك، وخرج المجتمعون بذات الوضعية التى دخلوا بها. بينما وزير الخارجية الروسي سيرجي لافرورف رغم انه دخل الميدان ووفده لمدة “يوم واحد فقط” لكنه نجح فى تحقيق عديد من الأهداف السياسية والامنية والاقتصادية المشتركة للسودان ولبلاده مثل دعم روسيا لاستقرار السودان وحوار السودانيين بينهم بعيدا عن أي (املاءات)، ودعم السودان لروسيا فى مسعي خلق عالم متعدد الأقطاب والعمل علي خلق امم متحدة تتساوى فيها جميع الدول بشكل تام، ودعم التعاون وتأمينه فى مجال عمل الشركات الروسية التي تعمل في مجال التعدين. ووصف “سيرغى”زيارة المبعوثين الدوليين الغربيين بالفاشلة وشبهها بعدم وفاء الغرب بالتزاماته كما حدث مع اتفاقية منسك 2 التي كان غرض الغرب منها كسب مزيد من الوقت لمنح أوكرانيا فرصة للاستعداد للمواجهة العسكرية المسلحة. والإشادة بالموقف الافريقي من الأزمة الاوكرانية منذ بدايتها. واعلان الطرفان عن التوافق في قضايا المنطقة خاصة ليبيا وسوريا وكذلك القضية الفلسطينية. وقال عمار خلاصة القول ومنتهاه نجح سيرغي في مهمته في السودان ، بسبب انها معلنة ومخطط لها بدقة ودراسة في اطار الجولة الافريقية التى بدأها بعدد من الدول الافريقية بهدف ( تدعيم التحالفات والمواقف السابقة، وكسب تحالفات ومواقف جديدة). ونجح فى مهمته فى السودان لأنه نجح فى فهم التعقيدات، وتعامل مع السودان كدولة ذات سيادة ومؤسسات من منطلق مصالح مشتركة  دون تدخل سافر ولا شك ان مخراجات زيارة سيرغي ستزيد القلق الأوروبي الأمريكي حيال زيادة التمدد والنفوذ الروسي المتزايد، فبالتالى، أوروبا وأمريكا في حاجة للقراءة الصحيحية لتعقيدات المشهد السوداني والتعاطي معه من باب تحقيق المصالح المشتركة وليس المصالح الفردية الذاتية ، وقال عمار على السودان العمل على الاستفادة من هذه الاجواء وادارة العلاقة معهم ، بصورة تُحقق مصالحه من جميع الأطراف دون خسارة طرف.  علاقة إستراتيجية ويرى المحلل السياسي الطاهر محمد صالح ان العلاقة بين الخرطوم وموسكو إستراتيجية ولايمكن التضحية بها لمجرد وعود غربية لن تتحقق وأكد أن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافرورف تشكل دعم قوي لتطوير العلاقة ولموقف السودان الإقليمي والدولي، وأكد الطاهر ان هنالك كثير من المتغيرات في الموازين الدولية وعلينا أن نحسب خطواتنا جيداً لمصلحة السودان مشيراً إلى أن تعزيز العلاقات مع روسيا يخدم مصالح السودان بصورة اكبر دون وصاية أو تدخل في شئونه.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى