أعمدة

وقيع الله حمودة شطة يكتب في اخطر مقال.. ما لا يعلمه المركز .. محاولات تهجير بسلاح الحركات!!

نداء قرية طوطاح المنكوبة

حقيقة ما يجرى فى قرية طوطاح بمحلية العباسية تقلى، المنطقة الشرقية، ولاية جنوب كردفان، كارثة إنسانية يندى لها الجبين والقلب الرحيم، والوجدان الإنسانى السوى… لأنها كارثة إنسانية كاملة الأركان والتفاصيل، فى غياب رعاية الدولة والحكومة على المستوى المحلى والولائى والإتحادى، مما يعنى أننا منذرون بتعدد كوارث كثيرة، نتيجة عجز وفشل وتهاوى الدولة، وتقزيم دور القوات المسلحة والأجهزة الأمنية فى حفظ الأمن والاستقرار وحماية المواطنين وحقوقهم من الفوضى والإنفلات.
حقيقة كارثة قرية طوطاح الحدودية بين ولايتى شمال كردفان وجنوب كردفان، والتى تبعد حوالى عشرين كيلو متر من مدينة العباسية تقلى شمالاً، وحوالى 32 كيلومتر جنوب مدينة أم روابة تتعرض لمأسأة إنسانية وأمنية جراء غزو بربرى لقوات هجين ومتفلتة تتبع للحركات المسلحة، وبعد التواصل مع عدد من مواطنى قرية طوطاح، وإجراء عدة اتصالات مع الجهات المسؤولة الأمنية فى الولاية والخرطوم، تشير المعلومات أن القوة المهاجمة قوامها حوالى 7000 ألف شخص من الرجال والنساء فى زى مدنى وعسكرى، وبعضهم مسلح دخولوا المنطقة أولاً عن طريق قرية (تجور) شرقى مدينة العباسية تقلى بهدف إقامة معسكر تدريب عسكرى، ثم تداعت له أعداد كبيرة من جهات مختلفة حتى تضخم العدد بصورة مذهلة ومفاجئة ، وتضاربت الأخبار والأحاديث حول هوية هؤلاء الزاحفون على المنطقة وأهلها دون مقدمات، فبينما ذهبت أقوال أنهم يتبعون لقوات مالك عقار، ذكرت أقوال أخرى، أنهم يتبعون لقوات العدل والمساواة، ثم أكدت أخبار أخرى، أنهم يتبعون لقوات الجبهة الثالثة (تمازج)، وهو الرأى الأقوى حتى الآن، ولكن حتى هذه اللحظة لم تخرج جهة تنفى أو تثبت علاقتها بهذه القوة الهجين الهمجية، العشوائية غير المنظمة، التى بلا قائد، أو دليل وهدف ورؤية، هجمت هذه القوة الكبيرة على منطقة آمنة مستقرة، يتهيأ فيها السكان لموسم الحصاد والإنتاج، فأحالت كل شئ إلى دمار وخراب، وفساد، وفزع وإرهاب، وهى قوة باطشة بسبب ما تعانيه من جوع وعطش وتعب، وهى تزحف مشيا على الأقدام، ذكرتنا بقوات عملية الذراع الطويل التى غزت أم درمان عام 2008م، ليس لديها وسائل حركة وإنتقال، وهذه حالة توضح مدى الفوضى والسيولة الأمنية التى وصلت إليها البلاد، وغياب وعجز الدولة فى حماية البلاد، والمواطنين، والسيادة الوطنية، وحفظ الأمن والنظام، وتطبيق القانون!!.. الجهات الأمنية والقوات المسلحة فى محلية العباسية تقلى عاجزة ومتفرجة على ما يجرى، وبعض قوى الإستخبارات العسكرية تخفى أو تتناسى أو تتباطأ فى تحليل وتكييف وتوضيح حقيقة هذه الفوضى العارمة التى مر عليها نحو أكثر من أسبوع!! …. حقيقة الوضع كارثى.. لأن أعداداً بالآلاف اقتحمت القرية ذات العدد المحدود من السكان يقل عن ألف نسمة، أكلوا الزراعة، وهى خضراء لم تستو بعد، كأنهم جراد (سارى الليل)، لأنهم جوعى وعددهم كبير، يهاجمون البهائم، والدجاج، و الطيور، و الدكاكين، والمطابخ، ومظان القوت والطعام أينما وجد بحثاً عن الطعام والشراب، روعوا الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة حتى أضطروا إلى الخروج والنزوح خارج القرية صوب الخلاء دون مأوى، وطعام وشراب، وغطاء فى ظروف الخريف والأمطار الغزيرة، والرطوبة العالية …بعض هؤلاء المهاجمين مسلحين بالمسدسات ومعهم عدد كبير من النساء والبنات ، وهم أناس أغراب غير معروفين على المنطقة ومن سحنات وأعراق متباينة إلا أشتاتا قليلين من أبناء المنطقة يمثلون دليلاً لهذه المليشيا المرتزقة ، ولا يوجد معهم مسؤول أو قائد يمكن التفاوض معه ، فهم عبارة عن بهائم بشرية وسائمة حائمة وزاحفة، تأكل الأخضر واليابس، وتفسد فى الأرض والموارد، وحقوق الآخرين غصبا ونهبا، وسرقة وخطفا، فى غياب تام لأجهزة الدولة الإدارية والأمنية والقانونية.
إن ما يجرى فى قرية طوطاح والقرى المجاورة لها، والتى لا شك قد تأثرت بهذه الفوضى، مثل قرى أم فكارين، ونافع، وود أبو قرين، والمرات يستدعى التدخل العاجل والتوجيه العاجل من مجلس السيادة، لمعرفة ما يجرى من كارثة إنسانية وأمنية، وتوجية أجهزة المحلية والولاية، خاصة القوات المسلحة (لواء العباسيةتقلى) عبر الفرقة العاشرة بالمنطقة الشرقية (أبوجبيهة) لإجراء تحقيق وتقصى حقائق حول هذه الفوضى، ونناشد منظمات المجتمع المدنى والعون الإنسانى والتطوعى، وأبناء المنطقة التدخل السريع لإنقاذ الموقف الإنسانى الكارثى، ونخاطب السيد والى ولاية جنوب كردفان بالتحرك العاجل نحو هذه الكارثة والفوضى الأمنية، لأن الأمر لا ينتهى عند حدود قوات ومليشيات مجهولة غزت المنطقة، لكن الأمر سيتحول إلى بؤرة صراع وصدام مسلح بين عدد من الجهات موجودة الآن داخل المنطقة تمارس إستقطابا حادا على المواطنين، وتجبرهم على الإنتماء والدخول فى صفوفها قسرا وجبرا عبر الإرهاب الفكرى والجسدى، وتحت التهديد والسجن والغرامات والجبايات والرسوم الباهظة، والمواطنين لا يجدون من يحميهم ويرد عنهم هذا التهديد والإرهاب السياسي والأمنى القسرى، ولقد نصحت لك إن سمعت نصيحتى وأنت المسؤول الأول وأجهزة أمن الولاية قبل فوات الأوان، الذى سينتهى إلى الصدام المسلح بين فئات متناحرة فى وضع راهن عاجزة فيه الدولة حتى الآن بسط سلطانها على الأرض والموارد.
إن ترك الحابل على القارب من قبل مجلس السيادة لقوات الحركات المسلحة التى وقعت على السلام المزعوم، والقوات التى لم توقع بعد تتمدد فى المناطق والولايات دون تنسيق مع وزارة الدفاع والقوات المسلحة وقوات الدعم السريع والأجهزة الأمنية، والولايات والمحليات أحدث ربكة كبيرة وفوضى عارمة فى الولايات والخرطوم، بينما يجلس قادة هذه القوات المسلحة فى مجلس السيادة والوزراء صم بكم عمى، تاركين قواتهم تجوس فى الأرض فساداً.

الثلاثاء 28 سبتمبر 2021م.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى