تقارير

الحرية والتغيير .. عودة الروح أم فرفرة مذبوح؟

أطلقت السلطات المختصة سراح عدد من الوزراء والقيادات السابقين الذين تم اعتقالهم بعد القرارات التصحيحية في 25 اكتوبر الماضي. وبمجرد خروجهم من المعتقلات أطلقوا تصريحات نارية هاجموا فيها قيادات المكون العسكري والقرارات التي تم إتخاذها. وكتب وزير شؤون مجلس الوزراء السابق خالد عمر يوسف مقالاً كال فيه الإتهامات وأكد تعرضه للضرب أمام وداخل منزله عند إعتقاله. ثم غرد عضو لجنة إزالة التمكين السابق وجدي صالح بأن الثورة مستمرة حتى إسقاط الإنقلاب. وتابع: (نكمل المشوار فالثورة مشوارها طويل لتحقيق أهدافها، تكشفت اليوم لكل جماهير شعبنا من الذين يتربصون بالثورة لكن هيهات فالشعب اقوى والردة مستحيلة).

من جانبه عقد رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير مؤتمراً صحفياً ساخناً هاجم فيه رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بسبب عودته للحكومة وتحالفه مع العسكر. كما إنتقد حراك رئيس حزب الامة القومي فضل الله برمة ناصر لجهوده في إكمال الإتفاق السياسي بين البرهان وحمدوك. وزار عضو مجلس السيادة السابق محمد الفكي سليمان دار الحزب الإتحادي بمجرد إطلاق سراحه للتنسيق إلى حراك قادم في مقبل الأيام.

سبقت هذه التصريحات موجة عاتية من الشيطنة للمكون العسكري من قيادات الحرية والتغيير كانت نتيجتها الحراك المستمر في الشارع لمناهضة القرارات التصحيحية. ولم يسلم نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو وقوات الدعم السريع من هذه الحملة التي ركزت بصورة مباشرة على قيادات المكون العسكري وقوات الشرطة.

ويقول خبراء ومحللون سياسيون أن التأخر في إتخاذ القرارات بعد 25 اكتوبر منح قوى الحرية والتغيير الوقت لـ (لملمة) أطرافها والعودة لمنصات الهجوم. ولكن الأوضاع تغيرت إلى حد كبير ولم تعد كما كانت في السابق. لأن قيادات قحت فقدت الكثير من بريقها بعد أن إكتشف الشباب وبقية مكونات الشعب السوداني أن الغرض من هذه الحملات هو المكاسب الشخصية وخدمة الأجندة الحزبية الضيقة بصورة لا تراعي مصلحة الوطن الكبير.

وأضاف الخبراء أن عدد من الدراسات التي تراقب حراك الشارع السوداني أكدت إنحسار الحشود وضعف التأييد لمكونات قوى الحرية والتغيير التي تسعى لإستهلاك الشعب عبر الخروج المستمر للشارع بالدعوة للمواكب في فترات متقاربة للضغط على المكون العسكري وهو الأمر الذي عطل دولاب العمل وهدد معاش الناس الذين يعتمد معظمهم على رزق اليوم باليوم في ظل ظروف إقتصادية ضاغطة.

ويؤكد الخبراء أن ما تفعله قيادات قحت اليوم محاولة لإشعال الحريق حتى يعودوا إلى كراسي السلطة عبر الشعارات الزائفة ولكنهم أصيبوا بالصدمة عن مشاهدتهم للإستجابة الضعيفة فكثفوا من هجومهم على المكون العسكري لكسب مزيد من التأييد في حالة أشبه بفرفرة المذبوح عند خروج الروح.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى