(فنجان الصباح) .. احمد عبدالوهاب .. فرحة صائم بتوقيع ” أيادي الخير” و”ساهم”
مثل الخريف الوريف، تهطل بركات الشهر الفضيل في كل عام.. في موسم خيرات سنوي، تسوقه يد القدرة فيتبارى فيه المسابقون للخيرات.. ومن هؤلاء كوكبة من شباب نضير، شمروا لموسم الافطارات الرمضانية.. فجعلوها سخية وشهية.. ومختلفة بالكلية..من حيث الإنتشار والاستمرار والجودة والجاهزية.. افطارات واسعة، وماتعة، مع برامج مفيدة و أمسيات رائعة..
ولاغرو..
فقد جاء موسم الافطارات الرمضانية الهنية.. يحمل فرحة صائم بتوقيع منظمتي (أيادي الخير) و(ساهم)..
تبارى شبابها لتلبية النداء.. وتسابقوا لتنفيذ روزنامة برنامج الافطارات الكبير.. برنامج شمل طيفا واسعا من مجتمع الولاية، وفئاته الحية.. مشتملا على افطارات متنوعة ضمت داخليات الطلاب.. وافطارات المستشفيات .. و افطارات نزلاء ونزيلات السجون..
واذا كانت هذه هي العناوين العريضة للعمل الجليل.. فتفضلوا معي نستعرض التفاصيل..
فقد دشنت منظمتا أيادي الخير الخيرية، وساهم للتنمية المستدامة، موسم افطاراتها لشهر رمضان المعظم، بداية بداخليات الطلاب والطالبات بولاية الخرطوم ، بالتعاون مع الصندوق القومي لرعاية الطلاب.. وعبر عمل يومي دؤوب، توزع المنظمتان آلاف الوجبات المعدة خصيصا وبأعلى درجات الجودة، للطالب الصائم بواسطة شباب (أيادي الخير) وساهم، الذين هم دوما على الموعد مساء كل يوم..
وفي غضون ذلك يكون شباب غض الاهاب، قد طرقوا أبواب المستشفيات ، موفرين للمرافقين، وللكادر الطبي أكثر من (ثلاثة آلاف) وجبة يومية هنية..
مهمة جليلة، من شأنها أن تكفي المرافق مؤونة معاناة البحث عن إفطار ، قد لاتسمح له ظروف المرافقة والسهر والعلاج الغالي بفرصة لتدبر إفطار رمضاني.. إنه عمل لا يكافؤه إلا الدعاء الصالح.. فبشراهم شباب ” أيادي الخير” و”ساهم” بدعوة صائم، فهم مثل أهل الدثور فازوا بالأجور، والعمل المبارك المبرور..
وفي السياق ذاته، والتوقيت نفسه، تكون تشكيلات من شباب المنظمة، ترسم لوحة إنسانية بلون الشفق المهيب، وكرز المغيب.. حينما (يقتحمون) سجون الولاية (مانحين) في مشهد عطاء خيري حنون، لتوزيع افطارات لنزلاء ونزيلات السجون.. عطاء ووفاء يتمدد ، من سجن سوبا إلى سجن امدرمان بشقيه .. حيث يتم منح النزلاء عبر إدارة السجن، كفايتهم من المواد العينية لشهر كامل.. خطوة من شأنها إسناد الجهد الرسمي.. واعانة النزلاء للتفرغ للعبادة في شهر الانابة والإجابة، عسى أن تدرك المديون منهم العناية، وعسى أن تدرك مدانهم الهداية.. إنها
مشاعر انسانية راقية.. وجهود شبابية مقدرة، من فتية نذروا أنفسهم للمهمة الوطنية والإنسانية الجليلة.. وعلى رأسهم قيادة شابة تصر على العمل الميداني الحار.. ولا تكتفي بالمكتب البارد، ولا الكرسي الوثير.. وإنما تشمر عن ساعد الجد كل مساء نزولا للساحات، ووصولا للداخليات، والمستشفيات، وفي فمها تمرة واحدة للفطور.. وعلى محياها إبتسامة الرضا والسرور.. وقد أدركت أن لعمل الخير حلاوة، لو عرفها الملوك والاثرياء.. لنافسوا الناس فيها.. ولسبقوا الناس إليها ..
إننا لا نكتب لنعرض انجازات.. إنما نكتب محاولين رسم لوحة انسانية، لكوكبة من الفتيان عشقوا عمل الخير حتي الثمالة.. نقدمهم انموذجا حيا، ومثالا نابضا، لرموز تضحي لأجل مجتمع استشرى فيه الفقر.. وبلد ضربه الغلاء..
عسى بقية القطاعات القادرة تتحرك وتساهم.. لتسد الفرقة.. ماسحة دمعة، وموقدة شمعة، ولترسم على ثغر كل صائم، بسمة ..
مثل ابتسامة من صائم، جاءت بتوقيع ؛ أيادي الخير، وساهم..
وكل رمضان، وبلادي وشباب بلادي، بألف خير..