(انواء) .. رمضان محجوب . أم “الأزمات” …!!
ما يحدث الان في اقليم النيل الازرق من احداث عنف قبلية دامية يدعو للتوقف قليلا في ظل تمدد ظاهرة العنف القبلي في اليودان والذي يبدو انه ذاهب للتمدد في ظل عدم وجود حل ناجع لهذه الازمة المتفاقمة..
فماقامت به الحكومة الانتقالية ومن قبلها الحكومة الاخري لمعالجة ام القضايا الوطنية “الصراعات القبلية” لم يكن غير مسكنات لم تضمد جراحات الوطن لان الواقع الذي انتج هذه الصراعات لم يتغير غي ظل ارتكاب كل الحكومات المتعافبة علي السودان ذات الاخطاء السابقة في تطبيب هذه الجراح.
فبعد مرور أكثر من ستة عقود من استقلال السودان مازال الخيار المفضل لكل حكومة في الخرطوم لحل كل مشكل قبلي يندلع في كل منطقة من مناطق السودان يتراوح ما بين مؤتمرات للصلح او تدخل لفض النزاع عبر القوات النظامية…
خلال العقود الاربعة التي خلت من حكم السودان تشير التجارب الى ان كلا الامرين اثبت عدم جدواه نتيجة لمتغيرات عديدة حدثت على الأرض.خاصة وان طبيعة الصراعات القبلية اختلفت تماما في جوهرها بعد انفصال جنوب السودان قبل انفصال الجنوب كانت الحكومة قادرة على بسط هيبتها في ظل وجود قاسم “الوحدة الوطنية” يعصم المكونات القبلية من الجهر حتى بالمطالبة بحقوق تراها ناهيك عن الدخول في صراع مع مكون قبلي اخر.
زد على ذلك فان الدولة التي كانت تفرض سيطرتها علي كامل اراضيها قبل انفصال الجنوب تتنازع الحرب اطرافها ولم تعد قادرة علي بسط سيطرتها علي اطراف من اراضيها في ظل وجود حركات للتمرد والتي لي اعتقادي اسهمت بشكل كبير في اذكاء روح القبلية في كثير من مناطق السودان.
بسبب هذا التمرد تصاعدت ثقافة الحرب في مناطق عديدة في السودان فانتشر السلاح غير القانوني بصورة غير مسبوقة وتنامى عدد المليشيات وتدهور الاقتصاد وهو امر ة بدوره زاد الغبن الاجتماعي وارتفعت درجة احساس الاقاليم بالظلم والتهميش.
سادتي هذه الصراعات القبلية المتفاقمة اثبتت التجارب السابقة ان خيار (الجودية) لم يعد حلا ناجعا لها ولم تعد كذلك مجالس الصلح التي تخرج الينا بمخرجات منمقة الكلمات والاحرف حد مفعولها انتهاء المجلس.
المطلوب الان عملية جراحية قاسية ومؤلمة وبدون “بنج” تشمل كل جسم الوطن المثخن بالجراح السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى تعود اليه صحته وعافيته اما ان اردنا تجريب الحلول السابقة فقطعا ستتصاعد المواجهات ولن تجدي المواجهة العسكرية كما تعلمنا من درس جنوب السودان وكل محاولة للحل عبر مؤتمرات صلح تقليدية لن تنتج الا حلولا مؤقتة قصيرة العمر ثم يندلع بعدها الصراع من جديد !!