أعمدة

نجل الدين ادم يكتب في (مسالة مستعجلة).. عام جديد بلا ميزانية!

يبدو العنوان اعلاه غريبا، ولكنه واقع الحال ونحن نستقبل اليوم بداية العام ٢٠٢٢ دون تكون هناك ميزانية معلومة للراي العام في سابقة هي الاولى من نوعها.
لم يحدث ان دخل السودان في تاريخه عاما جديدا دون ان تسطر الحكومة مستقبلها عبر الخطط والبرامج والارقام التي تبنى على جرد حساب من اجل معالجة اوجه الخلل وتلبية تطلعات الشعب من خلال ميزانية جديدة تحوى كل هذه الاهداف الاساسية والامال العراض والتطلعات.
كان الموظفون والعاملون وقطعات الشعب المختلفة ينتظرون خواتيم العام ليسمعوا بشريات النيزانية القادمة من مرتبات قد يتم زياداتها او مشروعات تنموية ملحة قد يتم تضمينها في الميزانية، وفي المقابل كانت الحكومة اكثر حماسا لرسم كل يرضي تطلعات الشعب وهي تعتمد البنود واحدا تلو الاخر.
دخلنا العام الجديد وكل معالم الميزانية غائبة على الشعب السوداني، حتى تلك التسربات المحبطة برفع الدعم عن الكهرباء والخبز سارع الناطق الرسمي باسم وزارة المالية بنفيها، ولكني ايقن انها ستكون حاضرة وما خفي اعظم، ليس هناك من مبرر يغيب عنا ميزانينا ونحن ندخل العام الجديد الا اذا كانت هناك علة حجبت عنا الميزانية الجديدة.
مؤسف جدا ان تلقى الظروف السياسية الراهنة وتغلباتها اثرها على تحديد اوجه ميزانية الدولة، مؤسف جدا ان تكون الاضطرابات التى ضربت جسد الخدمة المدنية سببا في هذا التراجع المخل، ولان الميزانية يضعها المتخصصون والخبراء وقيادة الخدمة المدنية ويضعونها امام السياسيين من الوزراء وكبار المسؤولين فليس من مبرر البتة، لكنه فيروس السياسة يتجذر ويابى الا ان يكون حاضرا ورئيس غير معلوم ما اذا كان مستمر في عمله او غادره الى غير رجعة ومجلس وزراء معلق في انتظار التشكيل الوزاري، وبرلمان في رحم الخلافات السياسية وجدال الساسة والعسكر.
صورة غاتمة رسمتها لن كل هذه الظروف والتداعيات، فيبدو انه ليس امام الشعب السوداني من خيار الا الصبر البلاء والموت المجاني، والله المستعان

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى