أعمدة

فضل الله رابح يكتب في (الراصد) ..العبقريــة ( الشريرة ) للإتهام وضعف البينــات ..!!

بدأت اليوم بمحكمة الخرطوم شمال جلسات محاكمات المتهمين في البلاغ رقم (5984) / 2020 أنس عمر وخالد محمد نور و(6) آخرين بعد (14) شهرا إنتظار منذ تحويل البلاغ إلي النيابة العامة للتحري وقبلها أمضي المتهمين (5) شهور قيد الحبس دون تحري ومسائلة وحتي قبل إسبوعين كانت النيابة تقول أن التحري لم يكتمل معهم حتي يتم تحويل البلاغات والمتهمون إلي القضاء .. بدأت الجلسة بإنضباط وحرفية وكفاءة وأداء راقي من القاضي وحسن تعامل مع المحاميين حيث إستمع القاضي إلي المتحري في البلاغين الأول بالرقم أعلاه والثاني بالرقم ( 38)/ 2020 والمتهمين فيه البروفيسور ـ إبراهيم غندور و(8) آخرين .. حضر المتهمون الساعــــة السابعة صباحا بدلا عن الساعـــة الثامنـة وهو الموعد المحدد للجلسة بينما تأخر ممثلو الإتهام لمدة تجاوزت الساعــــة بالكمال وكاد القاضي أن يؤجل الجلسة بسبب تأخير هيئة الإتهام والتحري .. ممثلو الدفاع علي رأسهم الخبير القانوني مولانا عبدالباسط سبدرات إستثمروا مهنيتهم وخبرتهم الطويلة وإمكانيات ومهارات سبدرات القانونية وقدموا مرافعات قوية غيرت إتجاه الريح وضبطت شراع مسار الإتهام الذي لم يتأسس في الأصل علي بينات موضوعية وحيثيات قويــة مقنعــة ومن منطوق يوميات التحري واضح أن الإتهام لم يحصل علي ضمانات قانونيـة كافيــة لتحديد مواد الإتهام التي قدمها بإرتجال ولم تكن حيثياته كافية ويبدو أنه إكتفي بل إعتمد علي بينات شفاهيـة أقرب للإسقاط الدرامي الذي يقف علي خيط رفيع من الحقيقة لم يمكن سبدرات الإتهام من إلتقاط أنفاسه فوضعه في خانـة المصدوم وشبه المنكر لما يقول وهي حالة إستحوذت علي ملامح وجه ممثلو الإتهام وقد أنهي القاضي الممهول الجلسـة الأولي وحدد جلسات أخري بتاريخ 13 / فبراير و 20/ فبراير المقبل لمواصلة محاكمة المتهمين في البلاغين بالأرقام أعلاه كل علي حدا وإنني أخشي إذا إستمرت القضية بهذه الوتيرة أن يتذكر السجان يوما ما أنه قد ظلم إناس وحبسهم في السجون وضعهم خلف القضبان بحراس وحديد ومنع عنهم حتي الكلام لأنه لم تكن مفاجأة أمام ميزان القضاء الشريف وكفه العادل أن يطلق سراحهم ويمنحهم الحرية وحق المطالبة بإسترداد حقوقهم المعنويــة والماديــة التي سلبت منهم فترة السجن لأن أمام قياسات القضاء العادل سوف تختفي كل هذه الأدلة والبينات المشروخة الضعيفة وقد بدأت ملامح هذا منذ فعاليات الجلسة الأولي التي إحتشدت فيها المحكمة بأسر المعتقلين وأصدقائهم ومثل الدفاع عنهم كبار وفطاحلة المحاماة والقانون بالبلاد علي رأسهم مولانا هاشم أبوبكر الجعلي وأبوبكر عبدالرازق ومحمد الحسن الأمين ومولانا عواطف الجعلي والشيخ النذير والسنوسي وآخرين من كبار وصغار المحاميين ورجال القانون .. إذ أن المحكمة رفضت مستند الإتهام الأول بحجة أنه ضعيف ولا يرقي كمستند إتهام بينما أرجأت قبول المستند الثاني إلي مرحلة القياس ووزن البينات والمستند عبارة عن محضر إتهام يتعلق بقضية الضباط الأحرار والمتهم فيها أيضا ضباط بالخدمــة وبحسب المعلومات شطبت القضية ضدهم وأعيدوا للخدمة وبعضهم تمت ترقيته إلي الرتبــة الأعلي.. لا عجب أن تكون جلسة اليوم بهذا الهزال والضعف من بينات الإتهام ولا عجب أن تتراجع مداخلات الإتهام أمام قوة حجة وأسئلــة سبدرات الذي إنطلق بلسان قانوني وعربي فصيح ليت الدفاع طلب من المحكمة بث فعالياتها المقبلة علي الهواء حتي يعرف الرأي العام هل هؤلاء المتهمون يستحقون هذا السجن المتطاول من قبل المنضالين بإسم الحرية والسلام والعدالة ويقين ستكون المفاجأة الكبري هي شح المعلومات والتفاصيل المقدمة من الإتهام لتمهيد الطريق لمحاكمة المتهمون .. إن غندور وأنس وإخوانهم لا خوف عليهم لأنهم يؤمنون بأن القضاء السوداني لازال بعافيته وليس هناك أدني شك بأن السلطة عند (غندور) ورفاقــه هي وسيلة وليست غايــة وإلا لأسسوا لها ديكتاتوريــة وترسانــة عسكريــة لحمايتها من هذه الثورة المصنوعــة التي جاءت بإسم الحريــة والعدالة لتؤسس ديكتاورية هي الأكبر بين جميع الثورات التي جرت بالمنطقة .. كانوا يريدونها أن تكون الديكتاتورية الأقوي والأمضي سلاحا بالمنطقة بترسانـة السلاح لكنهم لا يدرون ماذا تخبئ الأقدار لهم ولا يدرون أن الله بتجلياته العلا قد قصم ظهرهم وفصل بينهم بقوة الجبروت حتي لا يفرضوا أنفسهم ملوك بوضع اليد ثم مرت الأيام محشودة بالأحداث وثورتهم لما تزال في بواكيرها وهو الأمر الذي جعلهم لا يصدقون صعود تيارات سياسية أخري علي أنقاض صراعاتهم وفتنتهم مع شركاؤهم العساكر ثم فتنة بعضهم البعض ولم يتحسبون بأن صدارة المشهد هو نصر الشعب السوداني المحب للحرية والديمقراطية والكاره للظلم والطغيان .. شخصيا لم أندهش بأن الله العلي والشعب السوداني سوف يفضحهم أكثر إذا أقدموا علي الإنتخابات التي تبدوا مؤشراتها وأشراطها تلوح في الأفق وفق تطورات الأوضاع ومعطيات الراهن السياسي السوداني .. يقيني أنه وبتحريك ملفات المعتقلين ودخولها ترابيز القضاء وإن كان بصوت خفيض وحياء سياسي تكاد تحمر منه وجنات بعض السياسيين لكن الخطوة ساحرة وتدل بأن المشهد السوداني تدريجيا بدأ يدخل في صلب الموضوع والثورة التي لا تزال أسرارها خافيـــة عن الكثيرين بعد هذا أتوقع أن تتهيأ كل الظروف والأجواء بسلاسة كي يتكشف للجميع عما كان لم يدرك للكثيرين إلا بعد هذه الفترة وإجراء المحاكمات العادلــــة .. يبدو أننا قد إقتربنا من بيت القصيــد وعلينا الإستعداد لمعرفــة ما ستؤول إليه الأمور المايجة الآن بالسودان والشارع المضطرب والغاضب من كل شئ اليوم ..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى