أعمدة

احمد عبدالوهاب يكتب ( فنجان الصباح) .. زيارة غير موفقة ياسيادة الفريق..!!!

زيارة غير ذات معنى ولا هدف.. وزيارة غير موفقة توقيتا وتوصيفا ، تلك التي ينتوي الفريق أول حميدتي القيام بها الي موسكو هذه الايام.. في أجواء مشحونة بالعداء والتوتر وملبدة بالغيوم ونذر حرب مجنونة..
ووسط حالة من الترقب والتوتر العالمي واحتدام العداء بين الشرق والغرب وعودة الحرب الباردة من جديد.. لا داعي لها البتة .. انها زيارة يخذلها التوفيق وتؤودها الدبلوماسية..
وربَما يكون توقيتها في هذا الوقت بالذات طعما سيبتلعه حميدتي خاصة، وعسكر السودان عامة.. او انها شرك قاتل نصب للسودان ليكون مثل مؤتمر القاهرة في العام ١٩٩٠م.. والذي صنف السودان (المشاتر) كواحد من( دول الضد).. وهو خطأ دبلوماسي دفعنا ثمنه غاليا..
ان السودان – حامد وشاكر – ليس في العير ولا النفير.. كما أنه ليس في وضع يسمح له بلعب دور الوسيط إلا إذا قدر لأرنب بري أن يقف (حجازا) في حلبة تصطرع فيها الأفيال ..
ان أفضل مايمكن للدبلوماسية السودانية أن تفعله هذه الايام- وإلى اشعار آخر – أن تلتزم الصمت التام.. فلا شئ أضر بالسودان من الدروشة الرسمية ، في مواسم الصوم العالمي عن الكلام المباح..
ان صمت الخرطوم هذه الأيام، يساوي ذهب جبل عامر ، وجبال النوبة، وجبال( ارياب) التي سرقتها باريس، حتي طاب لأحدهم ان يقول ان كتاب رفاعة رافع الطهطاوي (تخليص الابريز في تلخيص باريز) قد كتب على سفوح ارياب ..
ليس من العقل تلبية دعوة لزيارة الكرملين في اجواء حرب ساخنة.. حرب أنست الحلفاء الشتاء الروسي العنيف.. ثم انه لا توجد غرفة في موسكو الآن معدة لمناقشة مصالح مشتركة.. فكل اهتمام روسيا منصب علي أوكرانيا، وكل مقدرات روسيا مدخرة لمجابهة حلف شمال الاطلنطي الذي يقرع طبول الحرب.. ويدق أبواب كييف على فركة كعب من التراب الروسي..
ان هكذا زيارة لا تشبه سوى اقامة دلالة بالجرس وسط زخم مليونية صاخبة بميدان شروني.. او وسط حريق الاطارات وزعيق الكنداكات بشارع الستين.. كيف يمكنك تنظيم حفل موسيقي بين يدي عاصفة مدارية.. ايها السادة
ليس ثمة حرج في أن تطلب الخرطوم، تأجيل هذه الزيارة إلى وقت مناسب، فلا الظرف السوداني ولا الاقليمي ولا الدولي مناسبا لزيارة الكرملين..
ان ثمة اعتقاد بان اطرافا اقليمية قد اوعزت للخرطوم بتلبية الدعوة الروسية.. زيارة تذكرنا بآخر زيارة قام بها البشير، جانبها العقل والمنطق والدبلوماسية إلى دمشق.. فكانت رحلة الوداع..
ان هذه الزيارة تعطي اشارات سالبة، وغير مريحة، تتبلغها أطراف الصراع الأخرى، ويفسرها كل طرف بطريقته.. وفي السياسة الدولية لا مكان لحسن النوايا.. ولن تعدم من يفسرها بانها انحياز سوداني سافر لموسكو.. التي يصفها الاعلام الغربي بأنها البعير الدولي الاجرب..
وان كل آثار لهذه الزيارة ستضيع في خضم طبول الحرب، والحشد المتبادل بين موسكو (اللبوة الجريحة) وبين حلفاء تسوقهم امريكا متعهدة الحروب، سوق الكاوبوي لقطيع من البقر إلى نزاع ليس لاوربا العجوز قدرة ولا رغبة في خوضه..
ولو كان في سفارتنا بموسكو اخا ثقة لتمثل بقول زهير ابن ابي سلمي؛
وقال كل خليل كنت آمله لا
ألهينك إني عنك مشغول..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى