مجتمع

الفنان محمد النصري يكتب: من وحي زيارة الامهات والاباء … دور الإيواء .. لمن تركوا عطرهم بين كفينا

(هباء هو العمر يحويه ظل
ويبقي من العمر طيب العمل)

-1)

كنا حتي اليوم نقطف من الأيام أجملها وربما كنا غافين ونحلم ولكن قطع تلك المنامات والحصاد صدق الواقع ، رؤيتنا للحياة في وجهها الآخر ، تخيلت كثيراً لحظات قاتمة أو شعور كسيح وأوجاع مؤسفه ولكن هناك قد وجدت الأمر يختلف كثيراً وجدت اليقين والصبر والقوة تجربة عدت منها شخص مختلف تماماً .

عبر سنوات ظلت إفطارات المنتديات الشغل الشاغل للشباب يقيفون عليها ينجزونها علي أكمل وجه حين يأتي الموعد المضروب كنا نلتقي بأحبابنا في أمسيات رمضانيه لازالت رغم تعاقب الأيام خالدة في الذاكرة ، كنا نحرص ونتكاتف لكي تخرج تلك الإفطارات علي أتم وأكمل وجه ونتبادل فيها دعوات المنتديات الأخري نلبيها بفرح وغبطة نشارك أخوان المصير زملاء المهنة وقبيلة الفن أمسياتهم فنخرج جميعاً من الشهر الكريم بمحصلة وافرة من التواصل الحميم .. ولكن

هل هذا دورنا فقط أم أن ما أنعم الله به علينا من القبول والمحبة والمكانة في قلوب جمهورنا يحتم علينا توجيهه وتوظيفه في مقام أشد وأحوج ما يكون لإهتماماتنا وتركيزنا
تلك الشرائح التي تنتفض من تحت ركام للإنسانية لتعيش أين حقها علينا ؟!

من هنا جاءت فكرة هذا اليوم

لنوجه كل طاقتنا الي مبتغي نتوجه فيها أولا صادقي النوايا لله عز وجل أن يجعله عملاً خالصاً لوجهه تعالي ثم هي دعوة للجميع لنحمل مشاعل الأمل لنخلق لوجودنا وقبولنا قيمة تصنع الفرق و نضئ محالك الحياة ودياجرها بضوء الأمل فنكون قد أدينا رسالتنا الإنسانية وقمنا بمسؤوليتنا المجتمعي وحسبنا أن يرضي الله عنا ونلقاه راضين عن أنفسنا .

وأنا أتامل بكاء رفقتي الصامت وقد تفطرت مجاري الدمع من شح العيون ، كنت أحصي سنوات غيابنا فلقد تأخرنا كثيراً يقطع تأملي الروحي حفاوة قلوب آبائي التقيتهم هناك وهم يرحبون بنا ترحيباً كثيف لكأننا هدية سماوية نزلت بينهم ،
كانت فرحتهم جواز عبوري لتلك الروضة الروحية الغناء بدار الضوء حجوج لإيواء الرجال لم التقي برجال مسلوبي القرار بل التقيت برجال يملكون من النجوم طالعاً منحني الأمل بتعديل المسار .
نحن أبنائكم الأوفياء جئنا من أجلكم
نحن أسركم عشيرتكم رددنا اليكم
فأنتم الحاضرون ونحن الغائبون

وقفنا أمامهم مهزومين وأعينهم تعلن الإنتصار علي زيف الحياة وضحالة الأمنيات ، صارحت من كان بجانبي أن قدماي خارت قواها حد أنني لا أقوي علي الوقوف رهبة ما لم أعشها علي أي مسرح يا لصدق مسارح الحياة ، أرهقني التأمل في ملامح ترفض الإختصار عزة وإباء و غبطة ورضا لم نشعر باللحظات تمر من ميعاد حضورنا الباكر حتي إنتصف النهار
غادرت المكان ليس كما دلفت اليه غادرته وأنا مثقل بالكثير شعرت أن روحي ورقة يلتهمها لهيب نار ودعت آبائي علي وعد رجوعي قريباً لا أدري هل من أجل أن أآنسهم أم ليؤانسونني ؟

-2)

مظلوم جداً من تلمح عيناه حنان الأمهات وعظمة وقوة هذا الجمال تنفست بينهن ثوب أمي وجدتي فأستنهضت بي الحياة من جديد ، وفجأة شعرت كأن كل شي داهمني بغتة ولم أرتب روحي لتلك اللحظة ضاعت كلماتي مع زغرودة فرح أطلقنها لقدومنا .

كيف نمد كفوفنا بردٍ شحيحٍ لأم ؟؟
من منكم أوفي أمه حقها ؟!
كيف يُمنح البر في لحظة ؟؟
أتهُدي الثمار لمن تغرس ؟؟

شعرت بالعجز وضاقت عليّ المساحة رغم إتساع النبض والحب والحنين كانت كل الوجوة هناك بدار السجانة لإيواء السيدات أليفة كأنني جريت وتشاقيت بينها في أزقة قريتي ، كنت أري إبتسامة أمي في كل مبسم وكانت روحي تنطلق في سهل أخضر كل خطوة تصحبها تربيتة أم علي رأسي .

أين كنا يارب ؟
لم أهدرنا قلقنا علي الخيبات وزيف الدنيا ؟

الأم من تهز جزعها فتتساقط الطمأنينة علي حياتك رطباً جنياً
ليتنا سرقنا المزيد من لحظات العمر بينكم تؤسفني بصماتنا المطبوعة علي سجل الغياب وأتقطر الآن إمتناناً لحياة بعثتني اليوم بينكم ، تركت خلفي الهدوء والسكون وتداعيت الي عزلتي في طرقات الحياة فأنا الآن في توقيت خارج الأزمنة المعتادة أغفروا لي فارق الوقت والتقصير .

-3)

مساحة أخري لمن قولبوا الفكرة فصارت بهم ومعهم لحظات تعاطي بمثابة حياة ، كانت فقط رشقة ضوء دلقتها هنا بفيض كرمكم التقطموها فصارت شمس لا تحجب بغربال .

جمهوري الحبيب لكل من سارع وساهم معنا ولو بدعوة بظهر الغيب أنتم بوصلة وجهتي أيما يممت وجهي شطر طريق دعواتي الصادقات لقلوبكم الرحيمة بأن يضاعف الله أجركم في هذه الأيام الكريمة المفترجة أنتم أسطول فرحتي أخجلني سخائكم فبفضل تبرعاتكم أوفينا بما التزمنا به حتي فاض علينا فوجهناه لمناحي خير أُخَر والخير فيكم الي قيام الساعة عهدي معكم .. سنقتفي أثر الخير ..
وقريباً سنعلن عن مشروع عامنا المقبل الذي أسال الله عز وجل أن يوفقنا فيه إن مد الله في آجالنا وإن كنا غائبين هي أمانة أن لا ينقطع هذا الضوء فجذوة العطاء والخير لا تخبو وألف ساعد سيلتقطها .

وتقبلوا تكريمي الحرفي العاجز لرفقة سافروا صائمين ليشاركوننا ويصبغوا لحظاتنا بالوفاء وآخرين حاضرين بأرواحهم وإن إختلفت المواقيت ففرضت غيابهم ، إمتناني أيضاً لإخوة صابح اللجنة المنظمة شباب ومهيرات المنتدي ( السّنَد) الذي أتكئ علي من مغبة العثرات تحية إكبار لجهودكم التي لم يلينها حر الصيف ولا عطش الصيام .

أسأل الله العلي القدير أن تنتقل هذه التجربة الذاتية الي تجربة إنسانية شاملة .

* رسالة خاصة :
عمل الخير ليس سهل ، الصعب هو العيش بدونه

محمد النصري
الخرطوم
٢٦ رمضان ١٤٤٣ هجرية

زيارة المنتدي لدور الإيواء للرجال والسيدات ٢٥ رمضان .

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى