أعمدة

(جدل المفاهيم)… *ابشر رفاي* .. *كثرة الملاحق السياسية حال دون تخرج العرب من الجامعة العربية

ايام قليلة تفصل شعوب الجامعة العربية عن اهم وابرز مناسبتين الاولى انعقاد القمة العربية بالجزائر والثانية نهائيات كأس العالم بدولة قطر . متفق عليه بأن للمناسبتين اهمية كبرى تصب في حاصل جمع الاهداف الكلية للجامعة وللشعوب العربية ، والشاهد ان عملية حسن التخطيط الزماني والمكاني الخاص بانعقاد الجامعة العربية ، قد جاء متزامنا مع تاريخ الأعياد الوطنية للجمهورية الجزائرية نوفمبر ١٩٦٢ ، وهى مناسبة لا شك لها وقع خاص بالنسبة للأخوة الجزائريين والجزائر ارض المليون شهيد ، سقت دماؤهم الطاهرة ارضها الطيبة من اجل تحقيق الحرية والعزة والكرامة والانعتاق الوطني من براثن الاستعمار البغيض .. المناسبة تعتبر فرصة عظيمة للجامعة العربية تستطيع من خلالها التأكيد على دورها الطبيعي والطليعي في مساندة الشعوب وشعبها العظيم على وجه الخصوص في مسيرته الخالدة من اجل مستقبل واعد بالنماء والخير الوفير .
وفقا لميثاق الجامعة العربية الذي نص على حتمية تضامن وتكامل وتعاون الشعوب العربية وحكوماتها من اجل القضايا المصيرية والمصير المشترك ،
ولكن الحقائق والشواهد التراكمية تؤكد بان الشعوب العربية الا من رحم الله منذ تأسيس الجامعة العربية والى يومنا هذا تعيش وتتعايش مع وضعيات الانتقال في كل شئ لم تبلغ بعد مرحلة التخطيط الشعوبي الاممي والانساني مقارنة بعمقها الاستراتيجي والرسالي والانساني والحضاري .
صحيح ثمة جهود تاريخية وراهنة تسكب لكنها ليست بالقدر الذي يتناسب وحجم العطاء والمعطيات والطاقات الكامنة ، فالامة والشعوب العربية للاسف الشديد قد توقفت تاريخيا عند اربع محطات ، محطة الفخر واستدعاء المجد التليد ، محطة التبعية والتقليد ، محطة تغليب نزعات النفس الإمارة بالسوء على حساب تلك المطمئنة ، محطة الكسل والتكاسل الجمعي في تأسيس منصة انطلاق حقيقية تخدم قضايا الشعوب العربية وشعوب الانسانية قاطبة وفقا لمقتضيات الابعاد الرسالية والانسانية والحضارية للشعب والامة العربية .
قمة الجزائر فرصة تاريخية متجددة للشعب السوداني يستطيع من خلالها إبراز دور السودان وشعبه الابي دوره في خدمة محتوى ميثاق الجامعة وجدول اعمالها بقمة الجزائر .
فمن رأينا الذي يتطابق مع أراء ورؤى الكثيرين من جموع الشعب السوداني واصدقائه واشقائه ، ضرورة تقديم مقترحات عملية تخدم قضايا الامة الجوهرية والمصيرية مثل حتمية التضامن العربي حول قضايا السلم والامن العربيين بمفهومهما الاشمل ، وهنا امام السودان فرصة ذهبية لاعادة تقديم مبادرته مبادرة الامن الغذائى العربي التي تقدم بها الرئيس السابق عمر البشير وتمت اجازتها في العام ٢٠١٨ بقمة الرياض بالمملكة العربية السعودية الشقيقة والتي تم تجديدها اليوم في عهد التغيير بواسطة الادارة الاقتصادية الحالية بقيادة وزير المالية د جبريل ابراهيم بالتضامن ورعاية خاصة من قبل البروفسور ابراهيم الدخيري المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية الذي تبوء الموقع الاقليمي عن جدارة والذي وعد في اكثر من مناسبة بتعظيم ورفع قدر المبادرة في قمة الجزائر لاهميتها التي تجئ في زمان وتوقيت سياسي عالمي بالغ الحرج والخطورة ينذر بفجوات غذائية معيشية حياتية غير مسبوقة ، ثم تأتي فرصة اخرى للوفد السوداني بتقديمه لمقترح سوداني عربي حول حل القضية الفلسطينية على اكثر من اساس منه حل الدولتين عبر اطلاق مشروع حوار ثلاثي الابعاد ، حوار حضاري ، حوار حضارات ، حوار سياسي تحت رعاية الامم المتحدة دوافع الفكرة فشل كل الحلول التراكمية والحلول السياسية المموسمة وكذلك ظاهرة الاستثمار السياسي في الحلول وفي القضية نفسها من قبل جهات عديدة رغم بلوغها مرحلة البعد الانساني ووصمة عار على جبين الشعوب والانسانية قبل الحكومات .
امام الوفد السوداني ولو عبر البرنامج التثقيفية المصاحبة للقمة امامه فرصة تقديم مبادرة ورؤي كلية حول دور الامة العربية واسهامها في حركة الإصلاح المؤسسي للاطر والمواعين السياسية والتنظيمية والاستراتيجية لحركة الشعوب ( الامم المتحدة واطرها المساعدة نموذجا ) ودورها كذلك في الترقية والتطور البشري ( المؤتمر الاممي الاول حول التجربة البشرية نموذجا ) الذي من أوراق عمله الاساسية ورقة حول الماهي واخرى حول الهوية وثالثة عن الهوى ورابعة عن الرؤية المستقبلية نحو واقع وافاق أرحب وأفضل للشعوب والانسانية تستمد حكمتها من حكمة قدماء العرب ( لايستقيم الظل والعود اعوج ) فاعوجاج ظل وظليات الحياة بمختلف ضروبها سببه الاساس اعوجاج عود البشرية بتفاصيلها الوظيفية التكليفية المتعددة ، الذي بلغ أقصى درجات اعوجاجه التخريبي السلوكي لاهم عناصر منظومة التوازن الكوني ( المناخ) والتغيرات المناخية ، وصناعة الأمراض والوبائيات والاستثمار فيها خوفا وطمعا وطاعة بجانب التهديد بنسف كوكب الارض وتسليم العالم لربه ان استطاع الطاغوت والطغيان البشري الى ذلك سبيلا . التحية للأمانة العامة للجامعة العربية ولاماناتها المساعدة وعبرها للقمة وهم يسعون جاهدين من اجل تفعيل واستدامة دور الجامعة العربية في الايفاء بمستحقات ميثاقها نحو شعبها وشعوب الانسانية قاطبة ..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى