إنقاذ (لقاوة) من نيران الحركة الشعبية
أنقذت القوات المتمركزة، مدينة لقاوة بولاية غرب كردفان من نيران الحركة الشعبية شمال جناح عبد العزيز الحلو، التي كثفت من هجماتها في الآونة الأخيرة على المنطقة. وفي إفادات تم تداولها على نطاق واسع قال الصحفي يوسف عبد المنان أن مواجهات جديدة إندلعت بالمدينة التي تعرضت لوابل من القصف المدفعي الكثيف، مؤكداً سقوط (دانة) على منزل الناظر الصادق الحريكة عزالدين، ولم تصب أحداً بأذى، فيما سقطت أخرى بالمدرسة، وفي الأحياء الخالية من السكان الذين أجبرهم القصف المدفعي على مغادرة المدينة.
وقال يوسف أن مصادر محلية أكدت بأن القصف المدفعي للحركة الشعبية كان بالدوشكا والمدافع، وبدأ عصر الثلاثاء، إلا أن القوات التي شكلت سنداً لسكان مدينة لقاوة ردت على القصف، وأجبرت القوة التي تسللت حتى مباني الكهرباء على التراجع نحو الجبال، حيث تتمركز قوة كبيرة من الحركة الشعبية، وتشن الهجمات على المدينة. وأصدرت لجنة أمن ولاية غرب كردفان بياناً كشفت فيه تدخل الحركة الشعبية شمال جناح عبدالعزيز الحلو في الصراع القائم بمحلية لقاوة.
وجاء في البيان أن الحركة هاجمت مدينة لقاوة يوم الثلاثاء بمدافع الهاون (120ملم و 82 ملم بالإضافة للدوشكات) الأمر الذي أدخل الرعب في نفوس المواطنين، ونتج عنه إزدياد حركة النزوح. وقال البيان أن تدخل حركة عبد العزيز الحلو في الصراع أجهض كل مساعي لجنة أمن الولاية وجهدها في إعادة الأمور إلى طبيعتها ورتق النسيج الإجتماعي بقيادة المصالحات بين مكونات لقاوة. وأشار البيان إلى إجتماع لجنة أمن الولاية مع لجنة أمن المحلية الذي إتخذت فيه بعض الإجراءات والتدابير الإدارية التي تمثلت في تعليق الدراسة لكل المراحل وترحيل جميع الطلاب الوافدين لمدينة لقاوة وإغلاق السوق وضبط المظاهر السالبة.
وأوضح البيان أن لجنة أمن الولاية عقدت إجتماعاً مع الإدارة الأهلية لمكونات (الداجو – النوبة – المسيرية) في إطار السعي الجاد لإستباب الأمن وعقد المصالحات وعودة الحياة إلى طبيعتها. وأكدت الإدارة الأهلية على أهمية التعايش السلمي ورتق النسيج الإجتماعي ونبذ خطاب الكراهية. وأدانت لجنة أمن الولاية تصرف الحركة الشعبية بعدم إلتزامها بوقف إطلاق النار المعلن، وعدم الجنوح للسلام. وقال والي الولاية خالد محمد أحمد جيلي أن بعض أطراف النزاع في الولاية يتهمون بصورة مباشرة قوات الحركة الشعبية جناح الحلو بأنها المتسبب الرئيسي في أحداث مدينة لقاوة.
ووصف جيلي أوضاع النازحين الفارين من الأحداث بأحياء كردقادي ودلاي والحي الجنوبي إلى حامية الجيش بالمزرية، بحيث يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء والمأوى، مما يتطلب تدخلاً عاجلاً من منظمات المجتمع المدني وتوفير المعينات اللازمة في أقرب وقت ممكن. وناشد الوالي بحسب صحيفة (السوداني) أطراف النزاع بتحكيم صوت العقل وطي صفحة الخلاف والعمل على حقن دماء أهاليهم. وأكد جيلي جلوسه مع أطراف النزاع الثلاثة لمعرفة الأسباب الحقيقية للأحداث ومعاقبة المتسببين والوصول إلى حلول جذرية بشأنها.
من جانبه أكد الخبير الإعلامي والمحلل السياسي محمد سعيد أن الحلو يسعى لإحياء قواته بعد أن تم تجاهله طوال الفترة الماضية، خاصة بعد إحساسه بقرب حدوث إنفراج في الأزمة السياسية فقام بعدوانه وروع المواطنين ليعزز من موقفه عند العودة للتفاوض، وكثف الحلو من هجماته لإرهاب السكان وليصرف الناس عن الوفاق والتوافق ويدخلهم إلى مربع الحرب مرة أخرى، مدفوعاً بتنظيمات ودول غربية لا تريد للسودان الإستقرار. وطالب محمد حركتي الحلو وعبد الواحد بالإنضمام إلى ركب السلام، والإستجابة لدعوات رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو بالجلوس إلى مائدة التفاوض، وبحث القضايا العالقة لأجل سودان معافى يسوده الأمن والسلام والتنمية.