أعمدة

( رؤى متجددة ) .. أبشر رفاي .. وداع كأس العالم رسالة في بريد العنصرية والعنصريين والعنصريات

نشأت العنصرية والفصل والتمفصل ( العنصريين) والعرقية والسخريات والعلو والدونيات نشأت هذه الممارسات الاجتماعية الوبائية والتجربة البشرية ندادا ، بل تعتبر من ابرز نقاط ضعفها من منظورين إيماني وإنساني ، حيث لايخلو فرد او جماعة او مجتمع او شعب وأمة من تلك الجوائح والطواعين البشرية السلوكية القاتلة ، التي ظلت تتسارع وتتصارع على مدى العصور والأزمان على هدم بنيان العنصر البشري وبنايات الكائنات الحية الاخرى حيث رصدت الظاهرة .
عرف عن الانسان بأنه مخلوق تعويضي عدو لربه ولنفسه ولاخيه الانسان وللكونيات مثال ظاهرة ( التغير المناخي والانبعاثات وصناعة الأمراض والوبائيات والاتجار فيها ) وكذلك عدو ما يجهل ، ولكنه حينما يمارس النزعة العرقية والعنصرية على اساس الشكل واللون والأصول والمعتقدات بحق اخيه الانسان يمارسها عن وعي فطري تام ومكتسب لانه يدرك بأن كل النقاط موضوع التمييز ليس للمرء الممارس ضده أي يد او كراع أو ارادة في ذلك كما يقولون ، بالضبط هي مسائل تقديرية قدرية من عزيز حكيم .
صحيح في التجربة الحياتية لكل داء دواء ، ولكن للاسف الشديد ثبت عبرها بأنه لا يوجد أي علاج لتلكم الأمراض الاجتماعية الفتاكة في الحياة الدنيا على اقل تقدير ، والذي جرب من لقاحات وعقاقير مثل جرعات الوعي والتوعية الدينية وعقاقير التنوير والاستنارة الانسانية المكتسبة ، هذه بكل اسف قد توقف مفعولها الوقائى والعلاجي والجراحي والتطبيبي عموما توقف عند نقطة المسكنات فقط ، لم يتجاوزها الى حيث العلاج الجذري ، وهذه حقيقة لا تقبل الجدال فأذا أتاك من يجادلها من المنظومات العرقية والشعبوية أو النخبوية او جماعة التذكيات الدينية تزايد لسانيا او من خلال تجارب ضعيفة اومضللة او غير متكافئة ، فما عليك إلا اخضاعها لفحص عملي رباعي الابعاد ستنجلي لك على طول حقيقة العنصرية وتوابعها كمهدد كامن في النفوس البشرية ، والرباعيات المعملية موضوع الفحص هي حب السلطة والجاه ، والمال ، والنساء ، وإنبعاثات ردات الفعل عند الغضب الشديد ، جميعها نقاط مجربة ماسحة ضوئية لما تضمره الانفس الإمارة بالسوء وبالإساءات المبطنة ضد الأنسانية ولو ظهرت وتظاهرت بخلاف ذلك ، فهي مجربة لكشف أي مخلوقة ومخلوق إدعى بأنه قد بلغ دينيا وانسانيا وحضارة وتحضرا بلغ مرتبة شرف التحرر الكامل من نزعة عنصرية والنزعات المكملة لها ( هجوم المتطرف الفرنسي بالامس على الأجانب الامنيين بباريس نموذجا ) هذا ومن طرائف الاكتشافات السلوكية ، ثبت بما لايدع مجال للشك بأن العنصرية مصدرها الاساسي مجتمع الذكور و الرجال معا حيث لايسع المجال لشروحات المسألة بشكل اعمق ، أما الانثى والمرأة والنساء فهي مخلوق غير عنصري بالفطرة وبالفكرة لكنه قابل للكييف العنصري بدرجة العنصرية الكاملة واشد خاصة من فئة الغرائزيين وعبدة النساء وهم بالضبط كعبدة البقر والشمس والقمر والشجر يسبحون بحمدهن في العشي والاصال خوفا وطمعا وطاعة وتطوعا وغير ذلك من اساليب شرعنة التعبد دون المعبود .
الناس للاسف الشديد امعانا في العنصرية والفصل والتمفصل العنصري ، وضعوا انفسهم عمليا في خمس مستويات تمييزية الشعب المختار ، الشعب الخيار ، الشعب المخير ، الشعب المغوار ، الشعب المحتار والاخير هي المجموعة السوداء آية الليل والصبغة الالاهية التي ضربت للناس في الآفاق وفي الانفس وفي النفس ( العيون ) فعلى الرغم من أن ليس لهؤلاء البشر اي دور في ماهية وهوية خلقتهم بدءا من المشيئة مرورا بالمشيمة مشيمة الولدان ومشيمة الزمان ( الاعمار ) ومشيمة التشييع . على الرغم من تلكم الحقائق إلا أن اصحاب البشرة السوداء من الخلق قد تعرضوا بسبب تلك السمة واخريات تعرضوا منذ تاريخ نشأة البشرية وانتشارها على ظهر البسيطة ، تعرضت انسانيتهم وكرامتهم لهدر مادي معنوي نفسي مطلق ، والذي بلغت اقسى وأقصى صوره عبر الزمان حينما تمت مساواة ذلك النوع من البشر مساواته بالحيوان بيعا وشراء ” وسعاية ونظرة ، وقد سارت الامور على ماهي عليه حتى قيض الخالق البديع فرصة تحريم ومكافحة وتجريم تلكم الأفات والجوائح البشرية الخطيرة التي تم رصدها للاسف الشديد حتى وسط السود انفسهم اعتمادا على ذات المعايير المتبعة من قبل البيض والبياض النسبي والملونيين والتلوينيين وفئة التبييض الصناعي وتبييض علوقة النظرة التائهة .
في نهائيات كأس العالم الاخيرة بدولة قطر الشقيقة عاد الحديث مجددا عن وباء وجائحة العنصرية وخطاب الكراهية ضد اصحاب البشرة السوداء والداكنة تسبيا عاد وسط فعاليات كأس العالم من بابين باب الاساءات الموجهة للعيبة والمتبادلة بين المشجعين ، وكذلك من باب ملاحظة خلو فريق دولة الارجنتين وربما اخرين خلوه من السود والملونيين ، قبل أن تذهب تقارير آسفيرية متزامنة مع تلك الضجة تحدثت عن اخبار ومعلومات تاريخية مروعة تحدثت عن خلو دولة الارجنتين ودول أخرى من السود والملونيين وأصحاب البشرة الداكنة ، الامر الذي نفاه بشدة نيابة عن الفريق الارجنتيني والشعب الارجنتيني الزميل والاعلامي الكبير احمد بخيت وذلك عن تجربة ميدانية عاشها وعايشها عن قرب بدولة الارجنتين ، مقدما عدد من الأمثلة الحية التي شملت صداقته وعلاقته بالراحل المقيم الكابتن ديجو ارماندو مردونا لاعب الارجنتين الشهير ، وكذلك نجوم العصر الذهبي بروشاجا وباتستوتا وغيرهم من افذاذ الكرة الارجنتينية ، وكذلك تحدث عن قصة الرئيس الارجنتيني الاسبق كارلوس منعم وهو من أصول عربية مهاجرة .
وهنا نقول للاستاذ احمد بخيت جد ، افادتك وتوضيحاتك كانت مهمة للغاية وفي الصميم ولكن الامر يحتاج لتوضيحات اعمق تمشيا مع ما رشح من معلومات واخبار تاريخية وظرفية تحدثت عن الحكاية بصورة مختلفة اعمق ، فالحديث حول هذه القضية وفي هذه المرحلة بالذات مصوب بشكل واضح تجاه السود واصحاب البشرة الداكنة بصورة صريحة ومن هنا بالتأكيد أن حالة الرئيس كارلوس منعم وهو من أصول عربية لا تقف شاهد حقيقة مطلقة تقاس عليها الحيثيات والوقائع التاريخية والظرفية ، فالحديث هنا ليس موجه للاعراق عموما بقدر ماهو موجه للالوان وللسواد الصريح وشبه الصريح ( آية الليل) اما بالنسبة للصداقات مع النخب في كل بلد وشعب عرف عبر التجارب والايام بأنهم يميلون لأسلوب المجاملة في كثير من التعليقات والإفادات ، وللخروج بأجابة مقنعة حول هذا الامر قبل نهائيات مواقيت منافسات كأس العالم القادم بأذن الله نقترح عبر صحيفة الدار الغراء الاولى في السودان ومديرها العام الاستاذ مبارك البلال الطيب وعبر الصديق الزميل الاستاذ احمد بخيت والمنظومة الاعلامية الثقافية بدولة قطر وفي اطار برامج متابعات صدى نهائيات كأس العالم وتهنئة الشعب الارجنتينبي بالفوز ، يقترح تنظيم رحلة اعلامية ثقافية تعارفية تعرفية متكاملة لدولة الارجنتين بالتنسيق مع الجهات المختصة هناك وذلك للوقوف على الحقأئق ميدانيا وعلى خصائص هذا الشعب الجنوب أمريكي المعروف .
تمريرة بينية قصيرة ومن لمسة واحدة للكابتن ليونيل ميسي ورفاقه مبروك لكم وللشعب الارجنتيني الكأس والالقاب المصاحبة ، مبروك ميسي ، حيث كنت وبالرغم من تشجيعي للفريق الفرنسي الا انني كنت من ناحية اكثر خصوصية كنت لا أمانع من فوز الارجنتين بالكأس وذلك لسبب واحد وهو ختام الكابتن ليونيل ميسي اللاعب الابرز في واقع الكرة العالمية اليوم ختام مشواره الكروي بتتويجه بكأس العالم لان هذه بصراحة هي الحاجة الوحيدة التي ظلت تنقص ميسي وكانت محل سخرية وتندر من جانب خصومه وقلق وشفقه من محبيه .
ضربة حرة مباشرة في مرمى العنصريين من الذين استنكروا واستكبروا استكبارا ارتداء الكابتن ميسي العباءة القطرية الفخمة الشهيرة على يد أمير البلاد تميم الدار الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني ، وهو مشهد رائع في تقدير الرياضيين الحقيقيين والساسة الانسانيين الحضاريين والمتحضريين لا ينقص من ميسي شئ وإنما جعل منه شخصية بعمق شعبي أممي حضاري رافعا بدلا من كأس واحد ثلاث كؤوس كأس الرياضة كأس الثقافة والمثاقفة كأس الامم المحبة للتسامح والسلام وتعزيز الصلات الانسانية عبر رمزية الدبلوماسية القطرية الخليجية العربية المتقدمة ، التي ابدعت في تنظيم كأس العالم بطريقة غير مسبوقة تستحق أن يرتدي الجميع عباءتها تكريما لها ولكن ساعة العنصريين والعنصريات دائما متأخرة عن مواقيت فجر الحقيقة وعصرها عند مواقيت الصلات الطيبة .
وكل عام وانتم بخير .

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى