تقارير

عقب لقائه القوى الغير موقعة على الإطاري (دقلو) مسيرة السنوات الاربع من البحث عن العبور الآمن بالانتقال

تقرير: الصحافة نت

لم تكن عملية التغيير في البلاد منذ سقوط البشير ابريل ٢٠١٩  رغم تعقيداتها الأكثر صعوبة مقارنة بالحقب الديموقراطية السابقة منذ الاستقلال؛ تحمل تغييرا في نظام الحكم فحسب لكن تخطتها لمرحلة أخرى وهي تغيير مفاهيم القوى السياسية نفسها حيال القوى العسكرية والصورة النمطية في تمسكها بالحكم عبر دكتاتورية عسكرية باطشة؛ قبل أن يكون موقف نائب رئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو ” حميدتي” واصراره بضرورة العبور بالبلاد إلى المربع الآمن وتقريب الشقة بين الفرقاء السياسيين دليلا على حالة التغيير المفاهمية هذه.

وفيما يضع كثير من المتابعين مساع “حميدتي” لاتمام العملية السياسية في إطار المصلحة الشخصية لجهة ان الاتفاق الإطاري يتيح لقواته الاستقلالية؛ تأتي جاهزيته واستعداده بدمج قواته ضمن المؤسسة العسكرية ردا حاسما على ذلك الاطار.

وخلال مؤتمر صحفي له بمقر قواته بالخرطوم الشهر الماضي أكد حميدتي التزامه بدمج قوات الدعم السريع (التي يقودها) في الجيش وفق جداول زمنية متفق عليها؛ واعتبر في السياق ذاته إن الاتفاق السياسي الإطاري يمثل المخرج من الأزمة الراهنة والأساس الوحيد للحل السياسي المنصف؛ كما طالب بضرورة إنهاء العملية السياسية والوصول لحل سياسي نهائي بصورة عاجلة وتشكيل سلطة مدنية انتقالية مع عودة المؤسسة العسكرية لثكناتها والتفرغ لمهامها في حماية حدود البلاد وأمنها وسيادتها.

ولعل من المفارقات في سنوات الانتقال الأربعة هذه هو تحول مواقف قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي حيال قائد قوات الدعم السريع بعد أن كانت الاتهامات تحاصره بفض الاعتصام وضرورة محاسبته ليصبح أعداء الامس حلفاء اليوم.

ولم يتوقف دعم دقلو حد القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري فحسب؛ بل تمتد مساعيه في محاولات اقناع القوى الرافضة للاتفاق بالحاق بالعملية السياسية للعبور بالبلاد بفترة انتقال عنوانها الأبرز التوافق الوطني.

وامس الأول التقى القوى السياسية الغير موقعة في امتدادا للقاءات سابقة تأتي تحت مظلة مبادرة رئيس مجلس السيادة للوساطة بين المكونات المدنية.

ويعتقد كثير من السياسين ان موقف قائد قوات الدعم السريع واعترافه بالخطأ والندم في المشاركة في انقلاب ٢٥ أكتوبر امر لا يأتي من عسكري. وفي تصريحات سابقة لعضو اللجنة العليا للاتفاق الإطاري والأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر فان موقف حميدتي يعتبر متقدما ولايصدر من عسكري مؤكدا ان العسكر في العالم كله لا يعرفون الا لغة السلاح.

و نجد ان دقلو استطاع خلال السنوات الأربعة الماضية ارساء قواعد الحكمة في عمله السياسي والحزم على صعيد العمل العسكري من خلال اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وقد بدأ ذلك واضحا حين اتخذ اول قراراته حيال الثورة السودانية ٢٠١٨ حينما اعلن انحيازه للشعب قبل أن تتوالى القرارت بشأن العبور الآمن للانتقال من خلال كيفية إدارة الحوار ورأب الصدع بين القوى السياسية والحركات المسلحة التي كانت مرحلته الثانية في سد ثغرة تهدد المرحلة الانتقالية فكان اتفاق سلام جوبا الذي لعب خلاله دورا كبيرا انتهى بالتوقيع في أكتوبر ٢٠٢٠ ليسدل بذلك الستار على أطول عملية مفاوضات عجز النظام السابق في التوصل إلى خواتيمها.

ولم تنتهي جهود قائد قوات الدعم السريع حد اتفاق سلام جوبا فحسب بل امتدت محاولاته اخماد النيران المشتعلة في عدد من الولايات؛ فكانت في يوليو الماضي مؤتمرات الصلح التي شهدتها اكثر ولايات الإقليم دموية جراء الانتهاكات التي تعرض لها وهي ولاية جنوب دارفور التي انزل على أهلها السلام واحال أحزانهم أفراح.
ويذهب عدد من المراقبين إلى ان حميدتي يعتبر الان بمثابة صمام امان لخروج البلاد من وهدتها ووصول العملية السياسية إلى نهاياتها؛ على الرغم من محاولات الاستفزاز التي يتعرض لها بشكل كبير غير ان المصلحة الوطنية تعلو على ما سواها..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى