تقارير

التحول الديمقراطي .. ماذا تريد أمريكا؟

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة ترحب بخارطة الطريق التي أعلنها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لحماية التحول الديمقراطي في السودان. وأضاف بلينكن في تغريدة أن الولايات المتحدة تحث جميع الأطراف المعنية على إتخاذ خطوات فورية وملموسة للوفاء بالمعايير الرئيسية للإعلان الدستوري.

وقبل تصريحات بلينكن يلاحظ المراقبون أن أمريكا ظلت تردد دوماً أنها تدعم التحول الديمقراطي الذي يقوده المدنيون في السودان. وكان هذا هو مطلب قادتها ووفودها الذين أتوا إلى السودان وكرروا ما قالوه لأرفع القيادات في الحكومة الإنتقالية.

ويتساءل خبراء ومحللون سياسيون هل هذا ما تريده أمريكا والمجتمع الدولي؟ أم أنها تريد شيئاً آخر وتخبئه خلف عبارات مبهمة وتلميحات بدعم مكون دون آخر؟ ويضيف الخبراء إن كان هذا ما تطلبه أمريكا فهو ذات ما تطالب به الأحزاب وحركات الكفاح المسلح التي تنادت قبل أيام ووقعوا على ميثاق التوافق الوطني وإعتصم المئات أمام القصر الجمهوري يطالبون بالتحول الديمقراطي عبر إنتخابات حرة ونزيهة.

وجاء في ميثاق التوافق الوطني أنه يهدف إلى الخروج من حالة الاحتقان، وطرح مشروع استراتيجي للتوافق على وحدة السودان، مستنداً في ذلك إلى الوثيقة الدستورية واتفاق السلام، ومبادرة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لتحصين الانتقال في البلاد. كما شدد الميثاق على أهمية تحقيق العدالة في كافة جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في البلاد، وتكوين لجان للحقيقة والمصالحة، والعمل على إزالة الغبن والضرر لتنقية الحياة السياسية والاجتماعية. وعلاوة على ذلك، دعا الميثاق إلى إكمال عملية السلام بالبدء في التفاوض مع الحركة الشعبية – فصيل عبد العزيز الحلو – وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد النور، وملف الترتيبات الأمنية، وصولاً لبناء جيش سوداني موحد يعبر عن كل المواطنين.

وأكد رئيس حركة العدل والمساواة ووزير المالية جبريل إبراهيم على ضرورة التمسك بشعارات الثورة والمضي قدما نحو التحول الديمقراطي، مشدداً على أن الشراكة بين العسكريين والمدنيين ضمان لإستقرار البلاد، مطالباً الجميع بالسعي للحفاظ عليها. وأشار جبريل إلى أن السودان مصمم على الفكاك من الجوع والجهل والمرض والانطلاق نحو نهضة اقتصادية شاملة. وشدد إبراهيم على ضرورة التمسك بالوثيقة الدستورية والحرص على إقامة شراكات حقيقية واستراتيجية مع الخارج وجعل يد السودان هي العليا.

ويقول الخبراء أن المعسكر الآخر الذي تدعمه أمريكا أو تميل إليه لا يريد الإنتخابات ويسعى لإطالة أمد الإنتقالية فأيهما أولى بالدعم وأيهما يحتاج للتنبيه والتحذير؟ الذين أبدوا الحرص على ضرورة التحول الديمقراطي وصولاً إلى الإنتخابات أم الذين يحاولون بشتى السبل عرقلة المسار الديمقراطي وخلق الفتن والإنشقاقات.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى