أعمدة

(ولنا راي) .. صلاح حبيب .. ايهما افضل لحكم السودان المدنيين ام العسكريين؟!

شكت الاحزاب السياسية التي حكمت السودان في الحقب الماضية انها لم تمنح الفرصة الكافية لممارسة الديمقراطية وان فترة حكمها خلال الستين عاما الماضية لم تتجاوز ثماني سنوات بينما كان حكم العسكر ماتبقى من تلك الفترة، ولكن لو اعدنا النظر الي الانظمة الديمقراطية عقب حكم العسكر نجد ان المدنيين هم من سعوا الي افشال الفترات الديمقراطية فالفترة التي تلت استقلال السودان نجد ان الاحزاب السياسية خاصة الامة والحزب الوطني الديمقراطي ثم الحزب الاتحادي هم من افشلوا الأنظمة الديمقراطية بسبب صراعهم علي السلطة بل قام حزب الأمة بتسليم السلطة الي العسكر ممثلا في الرئيس الراحل ابراهيم عبود الذي تولي مقاليد حكم البلاد لست سنوات ساهمت في الاستقرار السياسي والاقتصادي وتمت اقامة العديد من المشاريع الزراعية بالاضافة الي انشاء الطرق وغيرها من المشاريع التي مازالت موجودة، ولكن العسكر لم ينعموا بالامن بسبب صراع الاحزاب السياسية التي ظلت تكيد لهم بقيام الثورة الشعبية في 1964 ولكن تلك الثورة لم تعمر طويلا بسبب الصراع بين الحزبين الكبيرين الاتحادي والأمة بالاضافة الي الحزب الشيوعي فلم تعمر الديمقراطية طويلا فانغض عليها حكم الرئيس الراحل جعفر نميري مما يؤكد ان المدنيين هم من ساهموا في افشال النظام الديمقراطي، وظل النظام المايوي تحت رئاسة نميري تقيم المشاريع المختلفة من طرق وبنية تحتية وغيرها من المشاريع المختلفة ولكن حب المدنيين الي الحكم ظلوا في معارضة للنظام داخليا وخارجيا، وساهمت الأنظمة العربية في دعم المعارضة السودانية مما جعل الرئيس نميري يتقلب في حكمه كل مرة من معسكر الي اخر عسي ولعلي ان ينجح في استقرار نظام حكمه، ولكن المعارضة كانت اقوي في زعزعته مع انعدام السلع الضرورية التي ساهمت المعارضة في انعدامها خاصة الجبهة الإسلامية التي اقرت بانها كان تلقي بالخضار في النيل حتي يثور الشعب علي النظام المايوي، فكل هذا الب عليه الشعب بالداخل حتي سقط النظام بثورة شعبية في ابريل 1985،فجات الفترة الانتقالية التي خلت من مشاركة الاحزاب السياسية في الحكم، مما جعل الحكم خلال تلك الفترة من افضل الفترات التي مرت بها البلاد، لكن للأسف جاءت الديمقراطية الثالثة وظن الشعب ان الحكم المدني الذي عاد للشعب يمكن أن يسهم في استتباب البلاد واخراجها من ازماتها المختلفة، ولكن عادت الخلافات والصراعات بين الاحزاب السياسية كل حزب يكيد للآخر وشهدنا الائتلافات بين كل حزبين بينما يحاول الحزب الاخر خارج دائرة الحكم يحاول الكيد للحزببن المؤتلفين.. وظلت الفترة الديمقراطية في حالة شد وجذب، حتى سقط النظام الديمقر اطي بتامر الجبهة الإسلامية القومية التي عجلت بإنهاء الحكم وتربعها علي عرش حكم البلاد لمدة ثلاثين عاما، الانقاذ لم تسلم من مؤامرات الاحزاب الاخري بل لم تسلم من كيد منسوبيها ووجهت اصابع الاتهام الي بعضهم مما ادي الي رحيل حكم البشير.. فجاءت ثورة ديسمبر وظن البعض انها ستكون أفضل من الانقاذ ولكن المدنيين وطموحهم في الحكم افشل الفترة ومازالت الفترة الانتقالية لم تتحرك خطوة واحدة للإمام مما احبط الشباب الذين ضحوا بدمائهم من اجل حكم ديمقراطي، لذا فان المدنيين لم يتعلموا من دروس الماضي في كل عملية تغيير يفشلون في وضع حكم ديمقراطي سليم، لذا فان نظام الحكم العسكري هو الانسب لحكم السودان بل انسب لكل الشعوب المتخلفة بالمنطقة التي لم تتعلم الديمقراطية ، عربيا او أفريقيا فانطروا لما يجري باليمن والعراق وسوريا وتونس وغيرها من البلدان التي شهدت الربيعة العربي فكيف كان حالها ما قبل الربيع العربي وما بعده، لذا فان الاحزاب السياسية السودانية لن تستطيع حكم البلاد مدنيا مالم تتعلم ممارسة الديمقراطية في نفسها والا فان العسكر سيظلون هم الخيار الاوحد لحكم البلاد .

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى