أعمدة

انواء رمضان محجوب   فتنة “برمة”!!

عندما تخلف الراحل الحكيم الامام الصادق المهدي في زعامة اكبر الاحزاب السودانية .. فهذا يعني انك قد تبوأت مكانا عليا في خارطة السودان السياسية  الامر الذي يضع على عاتقك مسؤولية كبيرة.   لنحو نصف قرن من الزمان ظل السيد الصادق المهدي حاضرا في المشهد السياسي والفكري قاد فيها  الحزب والمشهد السياسي خلال حقبتين وابلى خلالها الرجل بلاءا عنوانه الحكمة والمصلحة الوطنية.   رحل السيد الصادق وترك تركة سياسية وفكرية لقادة حزبه وقواعده  يبدو انها ناءت بالعصبة منهم.. فاسند امر الحزب وفق النظام الاساسي لنائبه اللواء معاش ناصر فضل برمة!!!   ويبدو ان سعادة اللواء لم تسعفه تجربته السياسية القصيرة ابان توليه عضو مجلس السيادة الانتقالي في عهد الراحل سوار الدهب ولا التي تلتها في دارفور او في قيادة الحزب.. مثلما لم تسعفه تجربته العسكرية الطويلة حتى وصل فيه الي رتبة جنرال ومن وصل الى رتبة اللواء في الحيش السوداني فقد اوتي من  الكياسة والسياسة  خيرا عظيما.   ولم يستفد “برمة” من ملازمته للسيد الصادق طيلة اربعين عاما ويبدو انه لم ينل حظا من فكره ولا تفكيره ولا من حكمته ولا حتى لباقته في القول والتأني فيه وهي صفات اشتهر بها الامام الراحل.    مادعاني لاسترجاع ذلك هو  حديث  برمة ناصر رئيس حزب الأمة امس  لقناة الجزيرة حول الراهن السياسي وتأكيده بحدوث “صدام عسكري” وشيك بين الجيش بقيادة البرهان وبين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي.   برمة  قال لمذيع قناة الجزيرة أحمد طه  انه التقى البرهان الذي  أخبره انه لن يسلم السلطة ألأ لمدنيين منتخبين بينما قال برمة أنه التقى حميدتي ولمس فيه  صدق تسليمه السلطة للمدنيين..    برمة  وصف برهان بالديكاتور الذي لن يسلم السلطة وحميدتي بالوطني الذي يقف مع التحول الديمقراطي في محاولة واضحة وفاضحة من الرجل تتماه. ى مع  الاستقطاب الذي يتم تخطيطه لحميدتي من القوى المناوئة للبرهان…        في اعتقادي ان ما ادلى به برمة لقناة الجزيرة هي محاولة منه لصبت الزيت  على النار  كما يعد  فتنة ستذهب  بالبلاد شلالات من الدماء   بعدها سأله المذيع المنتشي من تصريحه (الفتنة)  من هو الأقوى الذي سينتصر : حميدتي ام برهان؟!!  في اعتقادي ان مثل هذا الحديث الذي تفوه به برمة ناصر  لا ينبعي ان يقال  على الهواء مباشرة. لأنه حديث خطير، وعواقبه غير مضمونة. وهو بمثابة فتنة السودان في غنى عنها.  للاسف حبث تحدث برمة بهذا الحديث غير الموفق لم تستحضره حينها “حكمة سياسية” أو “حنكة عسكرية”.  سعادة اللواء برمة… أعرض عن هذا انك من “المفتنين”!!!

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى