أعمدة

نشوة محمد عبدالله تكتب في (بقلمي)..ما خفي كان اعظم العملية التربوية.. فى السودان بوادر شبح الانهيار

لم أستطع حقيقة مداراة الصدمة الا اصبت بها وانا استمع الي القصة كاملة ، فأنتم اليوم فى حضرة مدارس بلا تلاميذ وتلاميذ بلا مدارس وبلا استاذة أيضا أن شئتم ، هذا إذا تحدثنا عن أساتذة مؤهلين بالقدر الذى يوفى هيبة اللقب حقها.
دعونى ابدا بما انتهى إليه اخر ون عندما اثار اللغط تربيون وأولياء أمور حول اثار التأجيل المستمر للمدارس و ما نتج عن ذلك من تسرب للطلبة واتجاههم لمهن هامشية ،الان تعانى ولاية شمالية من تسرب تلاميذ مدرسة كاملة واتجاه كافةالطلاب الى مواقع تعدين الذهب وما نمى الي علمى ان هذه المدرسة ومدرسة أخرى تعانى من تسرب جزئي جعل القابضون على زمام الأمور فى تلك المدارس يفكرون فى خيار الإغلاق النهائي لابوابها ، كيف لا والمدرسة بلا تلاميذ،الجميع الان يتساءل ، هل ينتظم هؤلاء الطلاب فى صفوفهم من جديد بعد أن ذاقوا حلاوة المال؟!
هذا ربما بشائر ماسيؤول إليه الحال فى العام الجديد، أما العام السابق والذى ظهرت نتائجه جليه بعد اعلان نتيجة شهادة الاساس هذا العام بتلك الولاية فقد كانت النتيجة صادمة ، ووضع الطلاب المنتمين في صفوفهم والذين جلسوا للامتحان كان متوقع ،رسوب كافة الطلاب الذين جلسوا للامتحان للمرة الأولي، لم ينجح أحد، وكل الذين نجحوا كانوا من طلاب الاعادة هذا وقداقسم مطلعون على أن من بين الطلبة النظاميين الذين رسبوا في الامتحان كانوا من الذين يشهد لهم بالتميز الأكاديمي لكنه بريق الذهب .أما مايختص بمدارس البنات فى تلك المنطقة فلا توجد فصول بمساقات علمية لجالسي الشهادة السودانية فكل الطلبة مساقهم أدبي واذا وجد طالب واحد لديه الرغبة فعليه البحث ا والانتقال الي مدرسة اخري بمساق. علمى .
هل تعلمون ان هناك مدارس خاصة تمارس الكذب والتدليس واستخراج درجات غير حقيقية لطلابها باعتبارهم احرزوا درجات كبيرة وعندما يتقدم الطالب فى صفوفه يكتشف ولى الأمر الفاجعة ؟! قصة حقيقة استمعت الي تفاصيلها من مربية فاضلة ،عنما زكرت لي قصة التحاقها للعمل فى مدرسة خاصة بالخرطوم ، الأستاذة اكملت إعداد النتيجة بعد الامتحان وكان من بين الطلاب طالب كانت درجاته دون المستوي المطلوب وكان والده ذو رتبة كبيرة من تلك التى تمنح لمنسوبي الجيش او الشرطة وبعد توزيع النتيجة حضر صباحا وهو يرغي ويزيد احتجاجا على نتيجة ولده غير الجيدة ،.كيف لا وابنه لم يسبق له ان احرزنتيجة متدنية وانه من الاوائل في صفه.

، دخل الاب في جدال عريض مع الأستاذة حول هذا الموضوع وعجزت تماما عن إقناعه بان هذه هى درجات ابنه الحقيقيه،فى غضون ذلك الشد سحبتها إحدى القائمات على شئون المدرسة وطلبت منها ان تمشيه وان تفصل له النتيجة كما يريد الا انها رفضت ذلك وتركت النتيجة ليقوم أخرون بتعديلها وتسليمها اليه، هذه واحدة من عشرات القصص التى تهزم العملية التربوية وتنتج جيل
قريبا ستعانى البلاد من تبعاته وهذا لعمري بداية التردي،فماذا ننتظر من شخص يجهل كل شئ واستطاع ان يعبر كافة المراحل حتى الجامعية بمال أبيه، ايهولاء تبنى الأوطان ؟!
عندما سألت الاستاذ التربوىوالمعلم الفاضل والذي درس قرابة العشرين عاما فى مدارس الولاية المختلفة ،قلت له تأكد لي بما لا يدع مجالا للشك فى دراسة عشوائية لعدد من المدارس أن خمسه فقط من واقع ثلاثين طفلا فى المتوسط هم الذين يجيدون القراءة والكتابة بينما يظل البقية مستمعين ويتم ترحيلهم فى المدارس الخاصة من فصل الى فصل حتي الثامن حيث يكون الفيصل فى امتحانات شهادة الاساس حيث يكون السقوط مدويا، اكد على حديثى وأضاف ان عوامل عدة تؤدى الي هذا التردى فى العملية التعليمية ،تشترك فيها وانا عدة أسباب تبدا بالمدرسةمرورا بالأستاذ وانتهاء بالأسرة وقال ان للأسرة المستقرةدور كبير فى إنقاذ الطالب من السقوط فى هذا المنحدر اضف الي ذلك دور المدرسة ووضعهاتعليم الطفل القراءة والكتابة من أولى اهتماماتها، وأكد على قولى بأن هذا الظاهرة أصبحت أكثر وضوحا فى السنين الاخيرة .
للفساد انواع كثيرة و الفساد لاينحصر فى اموال تنهب اوبلد تسرق مواردها فهناك فساد يمس عصب البلاد وقوامها فى المستقبل ،ما يحدث فى بعض المدارس سببه غياب الضمير وانعدام المراقبة فى فى أمكنة أحوج ما تكون إليها.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى