مقالات

احداث لقاوة .. الحقيقة الكاملة.. بقلم : عزالدين حريكة

يظن البعض ان احداث لقاوه قد بدأت من يوم الخميس ، وهذا خطأ فاحداث لقاوه قد بدأت منذ يوم الاثنين الموافق ١٠ اكتوبر عندما تم نصب كمين من قبل الحركة الشعبية في طريق لقاوه عند خور تمبا ، وقتل فيه ٣ افراد من المسيرية وهم هدي سليمان يحي ، و سليمان هدي سليمان ، و عمر محمد الدودو عبدالسلام ، جرح ثلاثة افراد وهم غبوش يونس اغبش ، و السيد النور الباشا ، وغبشة النور ، كانوا عائدين من سوق لقاوه و في طريقهم الى قرية جنقارو و تم خطف موتر ( تكتك) و التوجه به الى داخل الطرين حيث معسكر الحركة الشعبية ، والطرين منطقة محررة للحركة الشعبية كما تدعي . وذات يوم الاثنين هذا كانت هناك ظاهرة غريبة وهي ان النوبة في صباح ذلك اليوم لم يأتوا الى السوق والمؤسسات ، والمدارس ، وكانت هناك قوة من جيش الحركة متمركزة في مدرسة ابوبكر الاساسية وبسببها تعطل اليوم الدراسي للتلاميذ .
فبدأت التحركات من قبل الحركة الشعبية ، خاصة في حي كركادي شمال المدينة ، وكانت هناك اجتماعات للحركة الشعبية للاعداد للهجوم على لقاوه في داخل الاحياء وتم تسليح واعداد مجموعات بالمدينة لعمل اغتيالات في داخل المدنية ، حيث اظهر فيديو تم بثه من الطرين يوم ٩ اكتوبر كشف عن التعبئة والاعداد للهجوم على لقاوه .
وفي صباح يوم الخميس الموافق ١٣ اكتوبر بدأت قوات الحركة الشعبية التحرك من حي كركادي الى داخل المدنية وتم الارتكاز في الكهرباء ، و الكبري وقامت بفرض حصار على الحي الشمالي ، و الحي الغربي ، وفي اول عمل عدائي لها ضد المواطنين قامت باختطاف الطفل ابوالقاسم الناير الفضل وحتى الآن هو في ايدي الحركة الشعبية وبات مصيره مجهولا ، وفي اثناء تقدم قوات الحركة الى داخل المدينة تم مواجهة هذه القوات من المواطنين ومنع قوات الحركة الشعبية من التقدم نحو المدينة و استمر تبادل اطلاق النار طوال يوم الخميس ، فتراجعت قوات الحركة الشعبية الى الخلف في اتجاه حي كركادي و بعد ان حاولت مهاجمة المدينة في مساء يوم الخميس واجبارهم على التراجع .
وفي صباح يوم الجمعة الموافق ١٤ اكتوبر عاودت قوات الحركة الشعبية الهجوم على لقاوه للمره الثانية على الحي الشمالي ، و الحي الغربي ، وتم الاشتباك مع المواطنين وكان هجوم عنيف و تم صدهم من قبل المواطنين و المسيرية ، ظل الوضع بهذه الحال تهاجم قوات الحركة الحي و الشمال ، وحي الغربي و يتم صدهم ثم تتراجع للخلف ، وفي هذه الاثناء تم الغدر بالمواطن محمد احمد الطاهر ( كشابه) واغتياله من امام منزله بالحي الغربي من قبل المجموعات المخصصة للقيام بالاغتيالات وكان اعزلا وبعد صلاة ظهرة الجمعة تم دحر قوات الحركة الشعبية و فرت الى داخل حي كركادي ، وعند محاولة اخراج قوات الحركة من حي كركادي اتخذت تلك القوات المواطنين كدروع واجبرتهم على عدم المغادرة ، ومارست ذات السلوك مع مواطنين حي السرف ، عند دخولها عبر الحي ومهاجمة المدينة ، وتسببت الاشتباكات مع قوات الحركة في نزوح المواطنين ،وفرت باتجاه الطرين حيث معسكر الحركة الشعبية مهزومة . وواصلت الحركة الشعبية استهداف لقاوه حيث قامت باستهداف المدينة بوابل من الرصاص الحي بالدوشكا من قمة جبل الطرين وكان ذلك اثناء حضور لجنة امن الولاية للقاوه وبشهادة لجنة امن الولاية وكان ذلك في يوم الاحد الموافق ١٦ اكتوبر .
وفي نهار يوم الثلاثاء الموافق ١٨ اكتوبر بدأت الحركة الشعبية بتدوين المدينة بالهاون ، وقد استهدفت السوق بعدد من الدنات ، وايضا استهداف الحي الشمالي بتدوين شديد ومستمر ، واستمر التدوين حتى عصر يوم الاحد وبعد التدوين مباشرة ، قامت قوات الحركة الشعبية بالهجوم المباشر و المكثف على مدينة لقاوه من اتجاه الحي الشمالي ، و الحي الغربي محاولة الدخول الى داخل لقاوه مع استمرار التدوين بالهاون ، و قذائف الار بي جي ، وعندها تتدخل قوات الدعم السريع واشتبكت مع قوات الحركة الشعبية وتم صدهم ومنعهم من دخول المدينة وفرت قوات الحركة الشعبية الى الطرين .
وكان هجوم الحركة الشعبية تنفيذ لمخطط دخول لقاوه و السيطرة عليها واعلانها منطقة محررة ، وتصفية المسيرية ، وبعض المجموعات السكانية التي لا تنتمي للحركة الشعبية ، ولا تؤيدها ، وكانت قوات الحركة الشعبية تحمل رايآت الحركة الشعبية بغرض رفعها في محلية لقاوه واعلان التحرير .
هذه الخطة تم الاعداد لها منذ مدة ، وكانت الاجتماعات تدار في داخل احياء ذات الاغلبية النوبية ، من الشباب و بعض كوادر الحركة داخل مدينة لقاوه ، و من ضمن هذه المخططات قامت الحركة الشعبية بأختراق بعض القبائل و تجنيد عناصر في داخلها ، واستخدمت هذه العناصر لتنفيذ عمليات عدائية ضد المسيرية ، و الرعاه حتى تخلق نزاع بغطاء قبلي و من خلال هذا الصراع تقوم بتنفيذ اجندتها ، وواحد من هذه الاجندة الخطيرة والتي ظهرت فعلا للكل هي الهجوم الغادر على لقاوه واستخدام قذائف الهاون لتهجير المواطنين والاستيلاء على المدينة . ولكن استبسال المواطنين من مكونات مجتمع لقاوه ورفضهم لتصرفات الحركة الشعبية وتعاونهم كان احد عوامل فشل مخطط الحركة الشعبية .
وتصرفات وسلوك قوات الحركة الشعبية الغريب لم يسلم منه حتى النوبة انفسهم ، وخاصة عند اختلافهم بعد الهزيمة و الممارسات التي تمت في الطرين من ممارسات وسلوكيات بربرية ، توضح حتى للنوبة همجية الحركة الشعبية لو كانوا يعقلون .
وسنفرد لتلك الممارسات مساحة اخرى ، ولكن يبقى وتبقى الحركة الشعبية هي مصدر الصراع بين مكونات مجتمع لقاوه و مصدر عدم الاستقرار باعمالها العدائية المستمرة و خروقاتها المتواصلة لوقف اطلاق النار وتجاوز حدودها واختراق مناطق سيطرة الحكومة باستمرار و القيام بأستفزازات ضد المواطنين من قتل ، وخطف للاطفال ونهب للماشية وقطع الطرقات بل بلغ الامر بقتل حتى مواشي الرعاه حيث تقوم عناصر من الحركة الشعبية بمهاجمة مراحات الرعاه من الابقار و اطلاق النار عليها من اسلحة الرشاش القرنوف وقتل العشرات منها بهدف حرمان الرعاه من مراعيهم و تضييق الخناق عليهم و التوسع في سيطرتها الى داخل مناطق سيطرة الحكومة .
هذا غير خطاب الكراهية والذي ظل ديدنها من فجر ظهورها الاول عندما اعلن احد قادتها يوسف كوه ان الحركة الشعبية ضد الاسلام و العروبة وسعيها المتواصل لضرب النسيج الاجتماعي وتفكيكه وهذه واحدة من الافعال التي تراهن عليها من اجل قطع الطريق امام اي محاولة لخلق تعايش سلمي بين مكونات مجتمع لقاوه واي تقارب للنوبة مع المجموعات السكانية الاخرى لانه يمثل سخارة لها ويقف عقبة امام تنفيذ اجندتها في المنطقة والاحتفاظ بورقة القبلية واستغلال هذه الورقة للوصول لمخطط تقرير المصير وقيام دولة الحركة الشعبية العرقية العلمانية على حساب الوطن الواحد و انفاذ مخطط تقسيم السودان ضمن شعارات السودان الجديد بمفهوم الحركة الشعبية .

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى