أعمدة

(رد فعل) .. عماد ابوشامة من وين؟!

• سألت نفسي ولم أسأل أحداً من أين أنا وأمثالي نأتي بفارق الصرف على البقاء في ظل هذا الغلاء الطاحن وهذا الظرف الاقتصادي الغريب الذي نمر به؟!
• قبل أن أُجيب على سؤالي المحرجة إجابته أعدْتُ قراءة بيان مجلس الوزراء وقراراته للحدِّ من حالة توهان المواطن وذهوله من الذي يحدث له جراء ما تفعله هذه الحكومة نفسها عقب معسكرهم المقفول في أكاديمية الأمن في ضاحية سوبا.. ثم تذكرت تلك الأكاديمية التي دخلتُها مرة لحضور مؤتمر لأجهزة أمن إفريقيا والمسماة بـ(السيسا) قبل أعوامٍ خلَتْ وتذكرت حالة الصدمة الحضارية التي حدثت لي ولآخرين كوْن هذا المكان في السودان.. مكان أشبه بالجنان.. ثم تخيلت حكومة انتقالية تجتمع في ذاك المكان وتعمل “معسكر مقفول كمان” للإحساس بحال المواطن فأدركت أنها (لا حاتحس ولا حاجة) وعرفت أننا ضحية مفارقة غريبة وعجيبة شبيهة بالذي يركب قطاراً فخماً مثل قطار موسكو إلى فلاديفوستوك الشهير ثم يمر بقرية فقيرة يتسول أطفالها ركاب ذلك القطار العابر بسرعة قطعة خبز.. قليلهم يستجيب فيرمي فتات أكله.. وغالبهم لا يصاب بأكثر من دهشة بأن هناك فقراء في هذا الطريق.. أو تماماً كما قال حميد:
إنتي يا حضن الصحارى
شفع العرب الفتارى
البفِنُّو الشايلا إيدهم ويجروا كابسين القطارة
لا سراب الصحرى موية
لا حجار سلوم موائد
حالكم البصرخ وينادي
يا وطن عز الشدااااااائد..
• محمد الحسن سالم حميد ينده الوطن في عز الشدائد.. والشاعر البشرى يقول بعد الثورة: أريتو كان حميد شهيد
‏كان غزّ حرفو على الرصيف
كان ترّع الساحات قصيد ‏
كان هزّ بي سيف النصر
‏كان مد للكنداكة إيد..!
• ولكنه سيترع الساحات بكاء إذا رأى ما آلت إليه الثورة ومن ورثوها في الكراسي.. فالوطن الذي ندهه حميد واستجاب بثورة زلزلت أعتى العروش أمسى في أيدي باطشين أخرى بطريقة مختلفة قليلاً ولكنها أكثر دماراً وإذلالاً لمواطنه.
• أعود لفارق الصرف.. والسؤال من أين يأتي؟ الخيارات صادمة صراحة إذا استثنينا على الأكثر 20% لا يتأثرون بأي حالة غلاء تحدث، البقية هم الذين يقعون ضحية الخيارات الصادمة تلك.. التسوُّل ركن أساسي فيها.. والمتعففون يتلقون الإعانة من الأهل والأصدقاء، المباشرة أو غير المباشرة، مثل الذي يستدين لا يستطع السداد من أناس حوله يعرفون أن هذا الدين لن يعود.. أما الفئة المؤثرة فيأتي نتاجها خصماً على هذه السياسة وأثراً مباشرة لسقوط الدولة تلك التي ترتشي أو تختلس أو تسرق نهاراً جهاراً على طريقة “تسعة طويلة”.. وتكون النتيجة قانون لا يطبق بسبب الرشوة.. وأموال دولة تختفي بسبب الاختلاس.. وأمن في مهب الريح بسبب النهب والسرقة والتسعة الطويلة..!
• لنا عودة..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى