أعمدة

(دلالة المصطلح) .. وقيع الله حمودة شطة .. قطر من دوحة العرب تقود العالم (١)

نحو مبادرة شبابية عربية لتكريم الأمير تميم آل ثاني(٢)
القرآن الكريم على رؤوس الأشهاد(٣)
المغاربة زينوا جيد أمتنا بالموشحات(٤)
قطر فازت بكأس العالم الحقيقي(٥)
تأجل حلمنا في تحرير الأندلس إلى حين(٦)
كأس العالم تدافع حضاري وصراع ثقافي(٧)
وليد الرقراقي قائد مغربي على طراز مالك بن نبي(٨) ( ١ – ٣)
مضى علي نحو ما يقارب عقد ونصف العقد ، وأنا كاتب صحافي وإعلامي ، ومحرر صحافي ، مستشار إعلامي لدى عدة جهات ، ومدير مركز إعلامي للبحوث والدراسات كنت أتقيد بمرجعية نظرية الإعلام والصحافة في تحرير القرير الإخباري والصحافي ، وعنوان المقال الصحافي ، الذي من ضوابطه أن يكون قصيرا ، مانعاً ، منسجمة دلالته مع مضمون المقال ، معبراً عن أفكار المقال مقدمة ولبا وخاتمة ، فضلاً عن الوضوح وبعيداً عن الغموض والاحتمالات ، وأن يكون ملخصا ، جاذبا لإنتباه القارئ ، محفزا لتشويقه لمواصلة القراءة ، مثيرا لعقله وعاطفته في غير مبالغة وإسفاف وتضليل… وغير ذلك.. لكن
تجدني اليوم أيها القارئ متجهاً في هذا المقال الإستثنائي نحو الخروج عن هذه القاعدة إلى فكرة جديدة ربما تثير نقاشا حول إمكانية تعدد العناوين في إفتتاحية المقال الواحد ، لداعي تعدد وتناسب أكثر من عنوان لمضامين مقال واحد تتأكد فيه وحدة الموضوع.. ولذلك سأسمح في مقالي هذا أن يتصدره أكثر من عنوان رغم وحدته موضوعه ، وهو تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم في دوحة العرب بدولة قطر الحبيبة.
أرى من المهم للغاية أن نطرح السؤال المركزي التالي: هل التجمع في تنظيم بطولة كأس العالم في دولة ما حول العالم ، هو مجرد تنادي وتدافع وتلاقي للعب كرة القدم ، وحصد الجوائز ، و الظهور أمام أضواء الإعلام والصحافة وبريقهما القتال ، أم الأمر ليس بهذه السطحية والسذاجة المعلنة دائماً؟
لماذا بدأت دولة قطر وسط دوحة العرب إفتتاحية البطولة التي رأتها الدنيا بأسرها ، وسمعت بها من أدناها إلى أقصاها صورة وصوتا وقيما وسلوكا وعادات وتقاليد وأعرافا بتلاوة القرآن الكريم ؟ ولماذا منعت في تلك البطولة المتفردة في كل شئ مظاهر المثلية العالمية النتنة؟ ، ولماذا حرص الرئيس الفرنسي (ماكرون) حضور مبارة فرنسا والمغرب من داخل المعلب؟ هل كان ينظر إلى قيمة المبارة من وجهة نظر سياسية وحضارية ، أم هو رياضي مطبوع ؟ ، ولماذا صرح الرئيس الأمريكي (جو بايدن) حول مشاركة المنتخب الأمريكي في البطولة ؟ من هنا تبرز الحاجة إلى قراءة وتفكير جديد في النظرة إلى توظيف مشاعر وأفكار ودوافع لعبة كرة القدم ، وإلى قراءة العناوين الواردة في صدر مقالي هذا : قطر تقود العالم… قطر فازت بكأس العالم الحقيقي.. القرآن الكريم يتلى علي رؤوس الأشهاد المسلمين منهم والكافرين والوثنيين والمجوس والمشركين والمثليين والمنافقين والمرتدين في موسم حج عالمي في الدوحة فقد شروط وأركان الإيمان والوجوب والطهارة والنية لبعض الحجيج ، وقد تجاوز عدد الحجيج (الزائرين) مليونين وربع المليون زائر مسلم وكافر من إفريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكتين وأستراليا… عربا وعجما لغة ولسان ، في تنوع ثقافي وسلوكي وقيمي وحضاري أظهر مظاهر قدرة الله في خلقه وآياته.. جمعتهم قطر دوحة العرب في صعيد واحد على شواطئ الخليج العربي تحت إمرة أمير أمراء وملوك ورؤساء العالم ، الأمير الشاب تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني؟ هل ترى عزيزي القارئ حرجا بعد ذلك في قبول دعوة هذا المقال إلى تبني مبادرة شبابية عربية لتكريم أمير الأمراء والملوك والرؤساء الذي حكم العالم لمدة شهر كامل بشورى وديمقراطية عالية الجودة ، بسط فيها قيم الدستور والقانون السماوي والإنساني في أبهى تجلياته؟.
لم يتسن لي مشاهدة مباريات المونديال العالمي كما يسمى لأسفار وشواغل صرفتني ، لكني حرصت على متابعة أخبار مباريات المغرب والسعودية وتونس والسنغال على نحو جاد ، ورأيت في إنتصار السعودية على الأرجنتين ، وتونس على فرنسا إنتصار ثقافة وحضارة وقيم وعقيدة على حضارة وثقافة وقيم آخر ، وأرى اليوم المدرب القدير الشاب وليد الرقراقي المبجل بالشهادات الأكاديمية ، ومدارك أكثر من لغة وثقافة ، فضلاً عن ثقة نفس وشجاعة ، صورة حديثة منسوخة من صورة الدرة الخالدة والعلامة المفكر الفذ مالك بن نبي قمر المغرب العربي الكبير. سأحكي بمهلة لماذا حرصت على متابعة مبارة المغرب العربي (أسود الأطلس) وفرنسا؟ وكيف نظرت إلى إنتصار المغرب على البرتغال وإسبانيا؟ وكيف خططت قطر لبناء أمة وجيل رائد منذ اثنين وأربعين سنة عندما كتب الأمام محمد الغزالي أول كتاب في سلسلة كتاب الأمة الذي صدر في قطر تحت عنوان ( مشكلات في طريق الحياة الإسلامية) بتاريخ جمادى الآخرة ١٤٠٢ هجرية ، قال في التقديم له العلامة الأديب الأريب الفقيه المفكر العلم (عمر عبيد حسنة) متحدثاً عن سلسلة كتاب الأمة وصدور كتابها الأول، الذي أشرت إليها آنفاً ( هذا كتاب الأمة الأول وهو باكورة أعمالها ، في مجال المساهمة في تحقيق الوعي الثقافي الإسلامي … للوصول إلى إعادة ترتيب العقل العام لمسلم اليوم) هل ترى بعد أكثر من أربعين عاماً نجحت قطر العظيمة في ذلك ، وهو عمر جيل كامل كما يرى العلامة المؤرخ أستاذ علم التاريخ والاجتماع العالمي عبد الرحمن بن خلدون؟ نتابع ذلك.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى