تقارير

ديفيد بيزلي في الخرطوم.. ماوراء الزيارة  

 وصل الخرطوم الثلاثاء مدير برنامج الغذاء العالمي الأمريكي ديفيد بيزلي، ويعرف عن بيزلي تدخلاته السياسية بعيداً عن مجال عمله الغذائي حيث كان عراباً لإتفاق إعلان المبادئ بين الحكومة والحلو ورتب زيارة حمدوك لكاودا وهو صديق لحمدوك والحلو بيزلي التقى رئيس مجلس السيادة وسط، تساؤلات عن المغزى الأساسي وراء الزيارة . مساعدة  السودان  وقال المدير التنفيذي لبرنامج “الأغذية العالمي” ديفيد بيزلي، الثلاثاء، إن زيارته إلى الخرطوم تأتي في إطار مساعدة الشعب السوداني على تجاوز الظروف الاقتصادية. جاء ذلك لدى لقائه رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، في الخرطوم التي يجري إليها بيزلي ووفده المرافق زيارة غير محددة المدة، وفق بيان للمجلس. ووصف بيزلي لقاءه مع البرهان “بالمثمر والبناء”، موضحا أن “العالم يواجه تحديات كبيرة في مجال الأمن الغذائي تتمثل في التغيرات المناخية وتأثير وباء كورونا وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي”. وأشار إلى أن “زيارة الوفد للسودان تأتي في إطار مساعدة الشعب السوداني لتجاوز الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها”، لافتا إلى ما “يزخر به السودان من إمكانيات هائلة تجعله يسهم بشكل كبير في تحقيق الأمن الغذائي ومساعدة بقية دول العالم”. وقال: “المهمة لا يمكن أن تتم عبر منظمات الأمم المتحدة لوحدها، وإنما بمشاركة ومساهمة القطاع الخاص ودعمه بما يمكنه من القيام بدوره في تأمين الغذاء”. تكريم ووسام من جهته، منح البرهان المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي،  وسام النيلين من الطبقة الأولى “تقديرا لجهوده في دعم السودان في مجال الأمن الغذائي”. وأشاد البرهان “بالمجهودات التي يقوم بها برنامج الغذاء العالمي في السودان ودعمه للشعب السوداني خاصة المواطنين في مناطق النزوح والصراعات”. وأوضح أن السودان “أبوابه مفتوحة للاستثمار”، مشيراً إلى “الإمكانيات التي يزخر بها في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والذهب والمعادن الأخرى”.  تساؤلات  وتساءل عدد من  الخبراء عن الأسباب التي قدم من أجلها بيزلي في هذا التوقيت حيث سبقه مبعوثين دوليين غادروا الخرطوم قبل أيام ، ويقول  الأستاذ محمد عبد الله آدم الخبير الاستراتيجي أن بيزلي يتحرك من خلال البرنامج الأممي كغطاء ولكنه في الواقع ينشط في العمل السياسي والتدخلات التي يطلق عليها وساطة وصفقات سياسية غير مفيدة للسودان وأشار إلى أن الأجندة الأمريكية مؤكد حاضرة في زيارته . وقال الدكتور عادل التجاني الأكاديمي والمحلل  أن بيزلي ربما جاء  بمخطط جديد أو يهدف  للوقوف إلى جانب الموالين للغرب في التسوية السياسية. وقال عادل لم نرى مساعدات حقيقة لبرنامج الغذاء العالمي والشعب السوداني يعاني من تبعات الحصار الغربي ووصفة البنك الدولي التي طبقتها حكومة حمدوك ولازالت مستمرة، وأشار التجاني إلى أنه منذ إجراءات البرهان في 25 أكتوبر 2021، توقفت المنح والمساعدات من الدول المانحة على قلتها  للضغط على الخرطوم لعودة الحكومة المدنية الموالية للسياسات الأمريكية والغربية وقال إن بيزلي لم يفعل شيئاً يستحق التكريم.  ليست صدفة ويقول المحلل السياسي والإعلامي الجميل الفاضل ليس من قبيل الصدفة، أن يصل إلى البلاد اليوم، ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي. عراب اتفاق “إعلان المباديء” المثير للجدل، الذي وُقَّعَ بجوبا في العام قبل الماضي، بين الجنرال برهان والقائد عبدالعزيز الحلو. وصاحب الدور المفتاحي في الترتيب لزيارة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك الي “كاودا” معقل الحركة الشعبية شمال في العام ٢٠٢٠. ويأتي  قبل وصول وفد من خفر السواحل الأميركيّ الي السودان الأحد المُقبل، للتعرُّف على مدى تنفيذ متطلّبات التدقيق البحريّ الإجباري، وزيارة موانئ البلاد، وعقد لقاءاتٍ مع الجهات ذات الصلة. ويضيف الجميل بالطبع فإن بيزلي الذي يتمتع بخلفية سياسية كبيرة، من واقع تجربته كعضو سابق بالكونغرس الامريكي، وكحاكم لولاية “كارولينا الجنوبية”، لم يعرف عنه التقيد بحدود دوره كموظف أممي وكمدير لبرنامج الغذاء العالمي. ولعل أسطع مثال لإقتحامات بيزلي في ملعب السياسة، ما اوردته مجلة “فورين بوليسي” في وقت سابق من أن بيزلي كان من المفترض ان يزور الخرطوم في ٣٠ أكتوبر من العام ٢٠٢١، في مهمة دبلوماسية بعد خمسة ايام فقط من قرارات البرهان ، تهدف لدفع قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، للتفاوض مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك المحتجز رهن الاقامة الجبرية. وقالت المجلة ان الرحلة ألغيت انذاك فجأة بعد أن علم الممثل الخاص للأمم المتحدة في الخرطوم، فولكر بيرتيس، بهذه المبادرة، التي لم توافق عليها الأمم المتحدة، ولم ينسق بشأنها مع الدول الغربية، فطلب من بيزلي تأجيل خطط سفره. وأشارت المجلة إلى أن اقتراح بيزلي تعارض مع مطالب قادة المعارضة في السودان، الذين دعوا إلى استعادة الحكم المدني قبل إجراء أي مفاوضات مع الجيش، واستبعاد قادة الانقلاب في السودان من المشاركة في الحكومة المستقبلية. وقال جوناس هورنر، كبير محللي شؤون السودان في مجموعة الأزمات الدولية، إن “محاولة مدير برنامج الغذاء العالمي لهندسة تسوية تفاوضية في السودان، نظر إليها على نطاق واسع في ذلك الوقت على أنها مقيدة ومدمرة لتحركات المجتمع الدولي والأمم المتحدة”.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى