أعمدة

(مفارقات) .. معنى السلام .. بقلم شاكر رابح

تكرار العبارات والمصطلحات في الخطاب السياسي هو اسلوب بلاغي جيد يلفت أنظار المتابعين فتكرار كلمة ال “سلام” في الخطاب الذي وجهه الفريق اول محمد حمدان نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع مؤخرا للشعب السوداني وردت لازالة الشكوك والظنون وسط المهتمين والمتابعين فكلمة سلام وقعت وسط جمل متعددة تحمل طابع الاقناع وورد في مواضع اخرى ضاحدة للخصوم ومن أمثلة ذلك قوله ( انا رجل نشأ في وسط الحروب عرفتها وخبرتها لذا اعرف معنى السلام واهميته منذ ايام الحكومة الانتقالية الاولي اخترت في مجلس السيادة ان اتولي مهمة السلام)
لا شك ان السلام يعد من الأمور المهمة لاستمرار البشرية ويعمل على تطورها وتقدمها، واقعنا السياسي الهش الحالي اقرب الي الانهيار وفي حال استمرار هذه الازمة وبهذه السيولة الامنية المخيفة سنعود الي عهد الظلم والظلام الذي يكون فيها الضعيف لقمة صائقة امام القوى.
السلام هو الطريق المثالي للتعامل مع هذا الواقع ويكون من سابع المستحيلات أن نصل بمجتمعنا الي درجة الرفاهية في ظل وجود نزاعات وحروب وصراعات كما أكد القائد هذه القيمة في خطابه حيث قال (بانه لا مستقبل لهذه البلاد بدون اسكات جميع اصوات البنادق وادارة تبايناتنا بالحكمة والموعظة الحسنة اندلعت الحروب بسبب المظالم التاريخية في هوامش السودان وجاءت ثورة ديسمبر لتمنح فرصة لمعالجة هذه المظالم دون حروب لذا وقعنا اتفاق جوبا لسلام السودان الذي لم يجد حظه من التنفيذ لاسباب عديدة لذا فقد جددنا العزم ان يكون الاتفاق السياسي النهائي مدخلا لاحياء تنفيذ اتفاق السلام ولاكماله مع الحركات الموقعة وتنفيذ جميع بنوده لا سيما المتعلقة بعودة النازحين واللاجئين الى ديارهم وتوفير الحماية اللازمة لهم) ظهر جليا ان كلمة السلام مضمونا ومفهوما كانت حاضرة بقوة في خطاب القائد مثال لذلك (تنفيذ السلام مرتبط باستقرار البلاد السياسي وهو ما لن يتحقق سوى باتفاق سياسي نهائي يؤسس لحكومة مدنية تعكس امال الشعب وتطلعاته) القائد ركز علي مبدأ سامي ومهم لطالما اشرابت اليه حركات الكفاح المسلح بما فيها الحركات غير الموقعة علي اتفاق جوبا خاصة أن المجتمع عامة ومجتمع الهامش بصفة خاصة عانى من ويلات الحروب والصراعات جراء نبذهم لمبدا السلام، القائد حميدتي خاطب بقلب مفتوح وايادى بيضاء ممدودة الذين سبق ان حاربوه وصارعوه من حركات الكفاح المسلح، بهذا الخطاب السياسي السلمي المتصالح نستطيع القول أن الذين يسعون لدق طبل الحرب قد خاب سعيهم، ولذلك على القوى السياسية أن تسرع من أجل الوصول لاتفاق سياسي شامل مبنى علي ما ورد في الإتفاق الإطاري الذي وضع الاساس المتين لحكومة مدنية انتقالية.

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى