أعمدة

عبد الماجد عبد الحميد يكتب : اعلام الثورة المصنوعة.. نهاية حقبة !!

• باستقالة الأستاذ لقمان أحمد من منصبه في الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون تكون حقبة إعلام الثورة المصنوعة قد طوت آخر صفحاتها في الإعلام القومي الذي شهد في فترة حمدوك أسوأ نموذج للإعلام الحكومي في عصره الحديث !!
• غادر لقمان التلفزيون وقد أحدث فيه تخريباً فنياً ومهنياً وتحريرياً بطريقة لايعرفها ولايصدقها إلا من يعرف طبيعة وكيمياء العمل داخل حوش التلفزيون الكبير ..
• غادر لقمان التلفزيون تشيعه نظرات وكلمات عتاب تاريخي من زملائه وتلاميذه في الإذاعة والتلفزيون ..
• مما يؤسف له أن لقمان أحمد كان سبباً في مجزرة فصل العشرات من الصحفيين والفنيين بالتلفزيون والإذاعة .. رمي بهم إلي الشارع تحت لافتة إزالة التمكين وهو يعلم علم اليقين أنه كان أبرز الذين مكنت لهم الإنقاذ في مسار العمل الإعلامي وسهلت له حكومات الكيزان المتعاقبة ما لم يجده غيره من أبنائها وكوادرها الذين أفسحوا له في المجالس لكنه ما إن جلس علي كرسي المدير العام حتي عضّ الأصابع التي مدّت له كباية العصير وبلح الضيافة !!
• غادر لقمان التلفزيون دون أن يسجل موقفاً إنسانياً واحداً تجاه زملاء المهنة وشيوخها وأبرزهم الأستاذ محمد حاتم سليمان المعتقل داخل سجون الحرية والتغيير ثم سجون البرهان وحميدتي .. وفي العهدين لم يتجرأ لقمان أن يبادر بطلب لزيارة محمد حاتم في معتقله ناهيك أن يطالب بإطلاق سراحه !!
• في عهد لقمان تراجعت مساحات حرية الرأي الآخر وغاب المعارضون لموقف الحرية والتغيير .. أغلقت الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون الأبواب في وجه كل الذين يقولون رأياً مخالفاً لما يراه حمدوك والذين معه .. ومن المفارقات المذهلة أن أيام الإنقاذ شهدت مشاركة كل قيادات الحرية والتغيير وصحفييها في البرامج الحوارية المختلفة بل كانوا يتقاضون حوافزهم الراتبة ويحضرون بأنفسهم لاستلامها من شباك الصرّاف وعند فريد بالتلفزيون الخبر اليقين !!
• بمغادرة لقمان لحوش التلفزيون تكون حقبة كالحة من عهد الإعلام السوداني قد طويت .. بحمد الله غادرنا الموتور ماهر أبو الجوخ وحمانا الله من عنترياته التي ماقتلت ذبابة !! .. غادرنا الرشيد سعيد والذي عاد إلي باريس والخجل يلاحقه أينما حلّ وأرتحل .. لقد سجل الرشيد سعيد فشلاً ذريعاً في فترته .. ترك وزارة الإعلام جثة ً هامدة .. وزيارة عابرة للجزء الجنوبي من الوزارة تؤكد بلسان الحال والمقال كيف نجح الرشيد في تدمير الإعلام بعجزه حتي عن صيانة حافلات ومركبات الإعلام التي جلست ( خردة ) تحكي فقر الثوريين الجدد في ابتكار الحلول وتقديم المبادرات !!
• كثيرون غادروا المشهد قبل لقمان والرشيد سعيد وأبو الجوخ .. لا أعرف أين انزوي منعم بيجو وأين اختفي جوبلز وكالة سونا للإعلام الذي تحدث بصوته المشروخ مقدماً النصيحة لوجدي صالح ومحمد الفكي وصلاح مناع للضرب بيد من حديد لتفكيك دولة الكيزان وفتح السكة أمام قطار الثورة ؟!
• لا أعرف أين ذهب هؤلاء وغيرهم من الذين بشّروا بعهد الديكتاتورية الإعلامية الجديدة في زمان الحرية والتغيير .. ديكتاتورية تفتح أبواب القنوات العالمية بالخرطوم حصراً علي قائمة محددة من الإعلاميين والضيوف الذين يرضي عنهم في زمانٍ مضي الرشيد سعيد .. وفي أيامنا هذه الدعم السريع وإدارة الإعلام بمكتب الفريق البرهان والتي صارت تحدد أسماء الذين تتم محاورتهم في قنوات معروفة كانت في زمان الإنقاذ تستضيف كل من يشتم البشير ويطالب بإسقاطه .. أما في أيامنا هذه فلا يمكن لأي صحفي أو سياسي ينتمي للتيار الوطني والإسلامي الإطلالة من شاشة قنوات فضائية تمارس أبشع صنوف التضييق علي الرأي .. والرأي الآخر !!
• وداعاً للفترة الأولي من عهد إعلام الثورة المصنوعة .. فترة شهدت إغلاق صحيفة السوداني بالدوشكات وتحويل شاشات الفضائيات السودانية إلي بوق للتبشير بثورة تبخّرت مياهها بفعل حرارة التجربة الواقعية ولم تترك للسودانيين في ( قعر الحلة) إلا فتات الملح .. والأسف النبيل !!

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى