أعمدة

صلاح حبيب يكتب في (ولنا رأي) .. السودان وروسيا والعلاقات المشتركة!!

في ثمانينات القرن الماضي جاء الرئيس جورباشوف بنظرية البروتستريكا وهي تفكيك الاتحاد الروسي من أجل المصلحة العامة رغم الانتقادات التي وجهت له فقسم الاتحاد السوفيتي إلى عدد من الدويلات كل واحدة تدير نفسها بنفسها لكن السودان إلذي ربطته علاقات مع الاتحاد السوفيتي قبل التقسيم بعد أن أصبحت روسيا دولة ذات سيادة ظل السودان في علاقاته بها وكان واضحا ذلك إبان حكم الرئيس الأسبق جعفر نميري على الرغم من أن الأحاديث كان تدار حول السودانيين الذين مالوا إلى روسيا ولكن المصالح المشتركة بين البلدين كانت هي الأساس فعلاقات السودان مع روسيا كان من أجل المصالح والمنافع المشتركة بينهما من خلال الأسلحة المتطورة التي تحظى بها روسيا فكانت الأسلحة الروسية المتطورة تجد طريقها إلى القوات المسلحة السودانية، لذلك المبدأ الأساسي في علاقات الدول هي المصالح والسودان دائما ينظر إلى مصالحه فمتى ما وجد تلك المصلحة في أي دولة سوف يقيم علاقاته معها، فالصراع دائما بين الدول العظمى فمثلا الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تسيطر على العالم ولكن الاتحاد السوفيتي اوروسيا كانت تقيم التوازن في العالم في ظل هيمنة الدول الاوربيه على القارة السوداء بريطانيا الدولة التي لاتغيب عنها الشمس اوفرنسا التي تريد الهيمنة على العديد من الدول الأفريقية، وفي ظل هذا الصراع كل دولة تحاول أن تبني علاقاتها وفقا لمصالحها، أن السودان الذي كان واحدا من المستعمرات البريطانية ولكن بعد أن نال استقلاله فأصبح يحاول بناء علاقاته الخارجية وفقا لمصالحه ومنافعه مع الدول الكبرى ففي الفترة الماضية ظل يتجه للروس لبناء علاقات متينة يستفيد منها في كافة المجالات سواء على مستوى الزراعة أو الصناعة او غيرها من المصالح التي تتطلب المنفعة المشتركة، ولكن هناك بعض الذين يحاولون ضرب تلك العلاقة من أجل مصالحهم الشخصية سواء من قبل رجال المال الأعمال في السودان أو روسيا، فكل ممن تتعارض مصالحه في ذلك يحاول ان يقلل من تلك العلاقة أو يحاول هدمها بشتى السبل لذلك نجد كثير من العلاقات تصاب بالفتور بسبب أولئك المتضررين من ذلك التقارب، ولكن لا أعتقد أن السودان سوف يركن لأولئك أو يحاول الاستجابة لمطالبهم، أن العلاقات السودانية الروسية تنمو وتزدهر في ظل العلاقات المشتركة بينهم، فالمرحلة القادمة تحتاج إلى كثير من التقارب لمصلحة البلدين في ظل الصراع العالمي و محاولة الهيمنة الأوربية أو الأمريكية على الدول النامية في القارة الأفريقية، ولقد شهدنا الصراع الذي دار الفترة الماضية حول القاعدة الروسية التي اقترح إقامتها بورتسودان ولكن قبل أن يعرف البعض مدى الفائدة التي يمكن أن يجنيها السودان من قيامها ظلت الأصوات تعلو محاولة تقليل المنفعة من قيامها.. فالعالم الان ينظر إلى مصالحه بعيدا عن العواطف، لذلك سيظل السودان يمضي في مصالحه دون الالتفات إلى المخزلين أو أصحاب الغرض
نواصل

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى