أعمدة

*صلاح الكامل يكتب*:::: *غندور .. هل يعود الاسلاميون بذات البريق* ؟!

○ من نافلة القول ووفقا للنظرية العلمية فان الحكم الديمقراطي مطلقا لا يتأتي الا عبر أحزاب وغير ذلك من مجالس وتيارات ومكونات مدنية ومثيلاتها يقف بها (حمار) الحراك عند (عتبة) درج السلطة ويفتقط دورها في التجيش السياسي والتعبير الجمعي، وكذا .. من اللازم الاشارة الي ان كل الأحزاب السودانية مرت بفترة (بريق) فلا تحسس من اللفظ، فقد عاش الحزب الاتحادي مذ ايامه الأولي وعندما كان وطني اتحادي بريقا اشعله الميرغني الكبير والازهري ويحيي الفضلي ومبارك زروق والحاج مضوي ورهطهم وكذا حزب الامة في عهد السيد عبدالرحمن وعبدالله خليل والامير نقدالله ومحمداحمد المحجوب الي آوان الامام الصديق والامام الهادي ويضاف لتلك الزمرة الامام الصادق ود.عمر نورالدائم ومبارك الفاضل ود.محمد ابراهيم خليل ومادبو واحمد ابراهيم دريج ود.بشير عمر وهكذا، والحزب الشيوعي كان يضي بريقه القارة والاقليم حتي عد انه اقوي حزب شيوعي خارج حدود الاتحاد السوفيتي وكان هذا بوجود عبدالخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ وعمر مصطفي المكي ود.عزالدين علي عامر ومن زاملهم.. والاسلاميون علي تعدد مسمياتهم الحزبية مذ جبهة الميثاق الإسلامي الي الجبهة الاسلامية القومية الي المؤتمر الوطني و(رصفاءه) من شعبي الي الإصلاح الآن لمع بريقهم في حضور الرشيد الطاهر بكر ود.جعفر شيخ ادريس ود.حسن الترابي وعثمان خالد مضوي وعلي عثمان محمدطه ودعلي الحاج ود.نافع علي نافع ودغازي العتباني وبروف إبراهيم أحمد عبدالعزيز غندور ومن معهم.

○ حكم الاسلاميون البلاد لمدة ثلاث عقود يضاف إليها (سنين) المصالحة مع نظام نميري و(شهور) الديمقراطية الثالثة، طيلة الثلاث عقود كان تنظيمهم قطب رحي الحكم وما عداه كانت (تروس) مساعدة، اصابوا كثيرا واخطاوا كثيرا، تجمعوا وتفرقوا، جمعوا ونفروا بيد ان تأثيرهم كان الاكبر طيلة الحكم الوطني وعهدهم كان الاشد جذبا والاغلظ شدا، ترجلوا عن الحكم تحت طائلة حراك ثوري اختلف الناس حول تقيمه وتقديره، انه طبيعي ام مصنوع، حقيقي ام كاذب، ذاتي ام عرضي والثابت المتواطي عليه حد الإستفاضة انه وضع حدا لحكم وسلطة الاسلاميين ولم ينهي وجودهم ولم يمحو تأثيرهم.

○ بعد انتصار ثورة ديسمبر وخلو الساحة من الاسلاميين علي اثر حل حزبهم وحظر نشاطه، تسيد غرمائهم الموقف من يسار وقوميين وبعثيين وجمهورين وحركات كانت (متمردة مسلحة) واضحت (كفاح مسلح)! وهذه الوضعية لم تخلو من اختراقات احدثها الاسلاميون هنا وهناك منذ الزحف الاخضر الي تجمعاتهم في ردهات المحاكم وإفطارات رمضانية وإحتفائيات بمن افرج عنهم من قياداتهم وليصل ذروة الحشد في إستقبال آخر رئيس وزراء في عهدهم د.محمدطاهر ايلا والذي ان ادعي البعض ان سداة ولحمة الحشد كان قبليا جهويا فان (المخرز) في ان الضيف المستقبل لا يعدو كونه إسلاميا منظما ومؤتمرا وطنيا مؤصلا.

○ ياتي حشد الاسلاميين وحلفاؤهم في قاعة المركز الدولي للمؤتمرات شرق مطار الخرطوم آواخر الاسبوع المنصرم لغاية تدشين حملة المطالبة بإطلاق سراح د.نافع علي نافع ولانه قياديا مفروزا وبارزا، أتي حشد المطالبة بإطلاق سراحة يحمل أبعادا عميقة ودلالات شاخصة، فأمه جمع غفير من قيادات الصف الاول جلهم لم يخرج قبلا ( احمد إبراهيم الطاهر، بدر الدين طه، ودالبله، جلال الدين الشيخ،كاشا وووو) وخاطبه محمد الشيخ مدني عن اللجنه المنظمة وقدم د.عبدالله درف ممثل الدفاع مرافعة ضافية وخاطبه المك عجيب نيابة عن الادارة الاهلية والشيخ عبدالرحيم صالح شيخ السمانية في السودان وإبراهيم أدم رئيس حزب الامة الإصلاح والتنمية بجانب برقية مؤازرة من زعماء يتصدرهم الامير السر الكريل امير عموم الكواهلة في السودان (كان حاضرا) وناظر الشكرية وعدد من الاطياف والمكونات وجاء الدور علي كلمة سناء حمد واعقبها د.محمد علي الجزولي لتختم الخطابة بالبروف إبراهيم غندور والذي استقبل عند دخوله القاعة بتفاعل كبير وتعالت الهتافات القديمة اثناء خطابه والذي ارسل عبره رسائل شتي لجهات عدة ووضع نقاطا علي حروف .

○ عودا علي بدء مقالنا، يلزم الاسلاميين حتي يعودوا للحكم إعتماد حزبا وإلم يفك قيد الموتمر الوطني ان يستبدلوه بغيره، فلن تحكم الحركة الإسلامية كحركة، قد ترعي او تشرف او تدعم اما ان تحكم مجردة فلن يحدث .. الي هنا يتضح الدور الكبير الذي ينتظر بروف غندور المسنود بخبرة واسعة و(كاريزما) نافذه وشعبية جارفة، فالرجل يزينه تأهيل عالي ويملك ملكات عدة للتفكير والتدبر وله قدرات عالية علي الإبتكار والتكيف (المعارضة المساندة) ولا تعوزه الشجاعة ولا تنقصة الحاضنة.. يري مراقبون ان الاسلاميين لو عادت سانحتهم فخيارهم الاوفر حظا بالظفر والاقرب نيلا للنصر والحائز مقبولية والمأمول موفقية هو البروف إبراهيم غندور، فبه قد ينجح سعيهم وقد يعود بريقهم.

○ *منشور في صحيفة الانتباهة الصادره اليوم السبت ٢٠٢٢/١٠/٨م صفحة٧*

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى